أعرب الدولي الجزائري ياسين بن زية، عن سعادته الكبيرة بعودته إلى صفوف المنتخب الوطني، مؤكدا بأنه لم يستسلم من أجل ذلك بالرغم من مروره بعدة أوضاع صعبة، مشيرا إلى أنه يطمح لقيادة “الخضر” لتحقيق نتائج جيدة مستقبلا، كما عاد نجم كاراباخ أغدام الأذربيجاني، إلى الحادث المروري الخطير الذي تعرض له وكاد ينهي مشواره الكروي.
وبعد ستة سنوات من الغياب، تمكن ياسين بن زية من تحقيق عودة موقفة لـ”الخضر”، حيث كان نجما لمواجهتي بوليفيا وجنوب إفريقيا عقب تسجيله لثلاثة أهداف، كان أحدهم بطريقة رائعة، بالإضافة إلى تمريرة حاسمة، وفي هذا الشأن، تحدث اللاعب إلى الصفحة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حوار، وقال: “يسرني كثيرا عودتي للمنتخب الجزائري مجددا، فقد مرت قرابة 6 سنوات منذ آخر مرة جرى استدعائي فيها، لقد بذلت جهدا كبيرا ومررت بتحديات عديدة، ولكنني لم أفقد الأمل أبدا. كان هدفي الأول هو العودة لمنتخب الجزائر وتسجيل الأهداف، وشعرت بسعادة بالغة بعد أن تحقق ذلك”.
وأضاف اللاعب السابق لنادي ليون الفرنسي: “كانت لحظة مليئة بالحنين، بسبب طول الغياب، لكن سرعان ما شعرت بالانتماء مجددا بفضل معرفتي بالمكان، ومعرفتي بالأشخاص الذين يعملون هنا بمركز تحضيرات المنتخب، وكنت قد عرفتهم منذ 6 سنوات، مما أثلج صدري وشعرت بالراحة لهذه العودة، التي كانت تحديا شخصيا، البعض تجاهلني، لكنني كنت أعمل بجد، وأتدرب يوميا ورؤية نتائج عملي تحفزني لأبذل جهدا أكبر”.
وعما إذا كان يشعر بالنضج بعد وصوله لهذه المرحلة من مسيرته، أردف: “نعم تماما، هذا ما أشعر به، وأعتقد أن سن 29 عمر مثالي لاكتساب خبرة كافية، لقد خضت العديد من المباريات، ومِن ثم أتفهم وضعي بشكل أفضل، أشعر بأنني أكثر نضجا الآن، سواء في أسلوب لعبي أو حياتي اليومية، لذلك سأحرص على إضافة هذه الخبرة إلى زملائي بأفضل ما يمكن”.
وتحدث ياسين بن زية عن نجاته من حادث مرور مميت عام 2020، فقال: “لقد كانت أوقاتا صعبة وحزينة للغاية، لكننا مؤمنون، ونعلم بأنها أقدار المولى عز وجل، نحن نتركب أخطاء في الحياة، لكننا نحاول دائما تداركها، الحمد لله أنني كنت محاطا بسند عائلي قوي، من زوجتي وأصدقائي المقربين ووكيل أعمالي، كلهم ساهموا في دعمي، مما ساعدني كثيرا في تجاوز تلك المحنة، وكما قلت سابقا، لقد وضعت دائما العودة للمنتخب الجزائري هدفا، وكان علي فقط المشاركة باستمرار في المباريات مع الأندية، وتحسين أرقامي، واستعادة أفضل مستوياتي لأتمكن من الانضمام مجددا، لقد قدمت الكثير من التضحيات وفعلت العديد من الأشياء، وأنا فخور لأن ذلك تحقق، وكما يقال، العمل الشاق يؤتي بثماره وهذا ما عشته بالفعل”.
وبخصوص عودته لممارسة كرة القدم بعد ذلك الحادث، واصل بن زية: “لم يساورني شك، فقط الأطباء في البداية لم يكونوا متفائلين، أخبروني بأن مسيرتي لم تنته، إلا أن العودة للمستوى العالي أمر صعب، لكن طالما هناك فرصة، قررت تقديم كل ما يلزم لأصل إلى ذلك المستوى، لكن لم يكن يكفيني اللعب فقط، أردت أن أكون في القمة، لذا بمجرد علمي بإمكانية العودة، بذلت جهدي لتحقيق الأفضل، وآمل أن تكون هذه بداية مرحلة عظيمة، لدي الكثير لأقدمه للمنتخب الجزائري، وأرغب في إظهار قدراتي ومساعدة الفريق”.
وختم ياسين بن زية حديثه برسالة للجماهير الجزائرية، قال فيها: “أطالب جماهيرنا بالصبر، أدرك تماما أن الأمر ليس سهلا، نحن شعب يعشق كرة القدم، ومن الطبيعي أن الكل يريد نتائج فورية، ونحن اللاعبين أول من يتمنى ذلك، ولدينا جهاز فني جديد ومدرب متمكن، نحن في مرحلة تعارف وتأقلم، وأثق أن الأمور ستتحسن تدريجيا، لقد مر المنتخب بإخفاقات كبيرة، الكل يعي ذلك ولكن لا يمكن التعافي خلال شهرين أو ثلاثة، أعتقد أن الجميع يدرك أن لدينا أهدافا كبيرة، ونحن بلد ذو قيمة وتاريخ في الكرة، وآمل أن نعيد الجزائر قريبا إلى قمة إفريقيا وآفاق أعلى من ذلك”.
ع. ب