صرح رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح، أن الجزائر التي تواجه تدفقا هائلا من المهاجرين واللاجئين تعتمد سياسة تراعي الجوانب الإنسانية الخاصة بالموضوع وتحرص على تكريس مضمون الاتفاقيات الدولية المعتمدة والتنسيق والتعاون مع الدول ذات العلاقة بموضوع الهجرة واللجوء.
وخلال اجتماع اللجنة المديرة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد بجنيف السويسرية، أشار بن صالح إلى أن الجزائر تدرك جيدا الجوانب المتعلقة بالوضعيات ذات البعد الإنساني كونها دولة تعتبر نفسها أرض ضيافة يستفيد منها كافة المقيمين فيها، كما اغتنم المناسبة للتأكيد على تعاون الجزائر مع كافة آليات حقوق الإنسان، فضلا عن اضطلاعها بجميع التزاماتها فيما يخص المعاهدات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وأردف بالقول إن معالجة ظاهرتي الهجرة واللجوء تتطلب تجسيدا حقيقيا للتنمية المستدامة بكل مقتضياتها المرتبطة بتحقيق النمو والرفاهية الاجتماعية والتشغيل والسلم، تماشيا مع أهداف الألفية للتنمية وأهداف التنمية المستدامة.
وأكد في سياق متصل بأن تحقيق هذه الأهداف يستوجب مزيدا من التعاون والتنسيق، خصوصا في مجال مواجهة التهديدات الأمنية الراهنة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والإجرام المنظم العابر للحدود.
تشجيع الهجرة الشرعية المنتظمة…
وفي حين اعتبر الاجتماع فرصة لتبادل الرؤى حول كيفية معالجة موضوع يشكل انشغالا عالميا يستوجب البحث المشترك لإيجاد حلول ناجعة له، ابرز بن صالح أهمية تشجيع الهجرة الشرعية المنتظمة التي تخدم بلد المصدر والوجهة بنفس الوقت، كونها ظاهرة مرتبطة بتاريخ البشرية وتمثل مصدر ثروة اقتصادية وثقافية وعلمية في صالح كافة الشعوب.
وعليه دعا رئيس مجلس الامة إلى إعادة النظر في السياسات المتبعة التي أثبتت عدم نجاعتها، مع التزام جميع الأطراف بالمساهمة طوعا في الجهود العالمية لمواجهة ظاهرتي اللجوء والهجرة. كما أشار إلى أن الهيئات الوطنية المنتخبة والممثلة للشعوب، مطالبة بالإسهام في التحسيس وتحديد السبل المناسبة لتعزيز النظام العالمي المتصل بالمهاجرين واللاجئين.
دعم الجزائر ثابت إزاء القضايا التحررية
على صعيد آخر ذكر بن صالح، بموقف الجزائر في تسوية النزاعات بالاعتماد على القانون الدولي كمرجع أساسي، معرجا في هذا الصدد على قضية الصحراء الغربية، حيث دعا إلى التسريع في حلها وفق متطلبات الشرعية الدولية.
كما أعرب عن رفض الجزائر إجراء أي تغيير للوضع القانوني للقدس الشريف، مجددا دعمها الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تأسيس دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، علاوة على مواصلة الجهود من أجل تسوية سياسية للأوضاع في ليبيا، وسوريا واليمن.
وتعالج الجمعية العامة الـ 138 للاتحاد البرلماني الدوليالتي تتواصل أشغالها إلى غاية يوم غد العديد من الإشكاليات أبرزها “تعزيز النظام العالمي المطبق على المهاجرين واللاجئين” و”تعزيز التعاون فيما بين البرلمانات والحوكمة في مجال الهجرة، من منظور تبني ميثاق عالمي للهجرة الآمنة المنظمة والمنتظمة، فضلا عن مسائل أخرى تتعلق بالحفاظ على السلم لتحقيق التنمية المستدامة وغيرها .
وشارك ين صالح في اجتماع المجموعة الجيو-سياسية العربية وهو ما يعد اجتماعا تنسيقيا حول المواقف الواجب اتخاذها تجاه النقاط المدرجة في جدول أعمال الجمعية العامة، خاصة منها تلك المتعلقة بالتعديلات المقترحة على اللوائح النافذة والنظام الداخلي للاتحاد البرلماني الدولي.
وقد تم التشاور حول البنود الاستعجالية المقترح إدراجها في جدول أعمال الجمعية العامة والمتعلقة بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وتداعيات إعلان الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس الشريف.
كما شارك الوفد البرلماني الجزائري في اجتماع المجموعة الجيو-سياسية لبرلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي تناول بالنقاش البنود الاستعجالية التي تخص القضية الفلسطينية. بالاضافة الى مشاركته في اجتماع المجموعة الجيو-سياسية الإفريقية والذي خصص لدراسة جدول الأعمال المدرج في أشغال الجمعية العامة للاتحاد.
وقد ردت الحكومة الجزائرية في وقت سابق على موجة الانتقادات الدولية التي طالتها حول ترحيل مهاجرين أفارقة ووصف تعاملها معهم بالقسري، بالتذكير بالدور الفعال الذي تلعبه الجزائر في حل المشاكل الحقيقية لإفريقيا، مشيرة ان الجزائر كانت وستظل عاصمة الأفارقة والباحثين عن السلم والامان والحرية.
وقال الوزير الأول أحمد أويحي في هذا الصدد أن الجزائر لا تدخر جهودها ولا وسائلها من أجل أن تقدم مباشرة لجيرانها بمنطقة الساحل مساعدتها المتعددة الأشكال من أجل استتباب السلم و الأمن بهذه المنطقة، مشيرا أن الجزائر ستستمر في حماية نفسها من الهجرة غير الشرعية من خلال التعامل مع هذه الظاهرة بإنسانية وبالتشاور مع البلدان الأصلية.
و شدد الوزير الأول أن الجزائر لطالما كانت أرضا احتضنت العديد من الثوار الأفارقة الباحثين عن الحرية وسميت قديما عاصمة الأحرار، حيث شكلت ملجأ لحركات التحرير الأفريقية، قبل أن ينوه الى ما لا تذكره وسائل الإعلام عادة في أن الجزائر اليوم تحولت لعاصمة الطلبة الأفارقة حيث تستقبل معاهدها ما يفوق الـ 5 ألاف طالب إفريقي من كل البلدان.
من جانبه، أوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي فيما يخص الهجرة غير الشرعية التي تعني القادمين من بلدان الساحل، أن الجزائر تؤمن من منظور إنساني محض بأن عديد المهاجرين غير الشرعيين ارغموا على التنقل إلى الجزائر وبلدان أخرى بحثا عن سلامتهم وسعيا لتحسين ظروفهم.
نسرين محفوف