رفضت أحزاب المعارضة وأغلب الوجوه السياسية بقاء بن صالح رئيسا للدولة، وانتقد المعارضون خطابه الأول الذي تلاه عشية استقباله في رئاسة الجمهورية، وأجمعت المعارضة في خطاباتها على أن بقاء بن صالح مرفوض لأنه يشكل حلقة صغرى من نظام الفساد الأكبر، وأن بن صالح لن يختلف عن رئيسه وانه استمرار للنظام السالف.
رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله:
“يجب أن يستمر الحراك حتى يذهب بن صالح”
قال رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، إن تنصيب، عبد القادر بن صالح، رئيسا للدولة بموجب المادة 102 من الدستور، “خيانة للشعب الجزائري ومحاولة للالتفاف على مطالبه المشروعة، وعمل لادستوري وغير شرعي، لأن الشعب رفض رموز النظام في مسيرته الأخيرة، ونزع ثقته منهم، وطالب برحيلهم جميعا”.
وأكد جاب الله أمس أن مقاطعة نواب المعارض لجلسة إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية بقصر الأمم، بما فيهم نواب الجبهة، كان لمصلحة الشعب وخادما لأهدافه، مضيفا أن أصحاب الحق الدستوري في التقديم النهائي للشغور هو المجلس الدستوري، وقد أقر ذلك، أما إجتماع البرلمان اليوم لتقديم رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، خيانة للشعب
وبخصوص مواقف المعارضة، أوضح المتحدث: “نحن تخندقنا مع الشعب، يجب أن يستمر الحراك الشعبي حتى يذهب بن صالح وغيره، أولياء بوتفليقة الذين يسيطرون على الحكومة والبرلمان وكثيرا من المؤسسات، يريدون استعمال العنف أو القوة لاضعاف هذا الحراك الشعبي، لكن الشعب هو صاحب الحق في انتزاع الثقة من أي طرف كان، وقد فعلها في المسيرات السابقة، وهو ما يجب أن يستمر فيه الآن”.
وشدد رئيس جبهة العدالة والتنمية، على أن من يحترم إرادة الشعب يجب أن لا يعترف بهذه السلطة وبشرعيتها، ويطالب برحيلها، وينتصر لأهداف الحراك.
القيادي في حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة:
“بن صالح موجود لينفذ تعهدا تقدم به رئيسه”
وجه القيادي في حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة، مساء أمس إنتقادًا لاذعا لخطاب رئيس الدولة المعين عبد القادر بن صالح، الذي ألقاه بقصر المرادية فور تعيينه رئيسًا للدولة طبقًا لأحكام المادة 102 من الدستور .
ووصف مناصرة في منشور له على صفحته الرسمية “فيسبوك”، خطاب بن صالح بأنه “صحانية وجه”، وقال : “هكذا هو بن صالح منذ أن عرفته يتكلم لكي لا يقول شيئا وأقصى ما يقوم به هو محاولة كما يحب أن يقول استمزاج الرأي لكي لا يغضب أحدا، مضيفًا انه جاء اليوم في ظل غضب شعبي كبير من نظام بوتفليقة وهو أحد أبرز رجاله الذين استمروا في منصبهم طيلة هذه الفترة الطويلة “.
وتابع المتحدث يقول: “قد يقول البعض أنه جاء بالجديد عندما أكد في خطابه على تأسيس هيئة مستقلة للانتخابات لضمان نزاهة الرئاسيات المقبلة التي طالبتم بها كثيرا ،فأقول نعم ولكن هذا هو نفس ما تعهد به الرئيس السابق بوتفليقة في أواخر أيامه فهو بذلك ينفذ تعهدا تقدم به رئيسه .
وشدد مناصرة على استمرار الحراك الشعبي لرفضه لرجال نظام بوتفليقة، متسائلًا في الوقت ذاته : “أليس من الأجدى أن نوجه غضبنا إلى فعل سياسي انتخابي قوي نؤسس به لنظام جديد وننهي به النظام القديم بالإرادة الحرة للشعب الجزائري؟”، ليجيب بعدها بأن هذا السؤال “يستلزم حوارا مجتمعيا حتى لا تسرق آمال الشعب الثائر في غفلة .
حركة حمس:
“ندعو بدوي وبن صالح للاستقالة”
ونشرت الحركة مساء أمس بيانا على صفحتها على موقع فايسبوك ،منتقدة بقاء بن صالح على رأس الدولة ،و كتب أصحاب البيان :”هذا التعيين عمل استفزازي فوقي وإهانة للشعب الجزائري الذي قرر بشكل صارم رفضه للحكومة ولتولي السيد بن صالح رئاسة الدولة “.
– و أضاف :”كل الإجراءات التي تُفرض على الجزائريين بعد استقالة بوتفليقة تدل على أن النظام السياسي الذي جاء بهذا الأخير وسانده لفرض العهدة الخامسة ورَفضَ كل مشاريع التوافق من أجل الانتقال الديمقراطي التي اقترحتها المعارضة عبر مبادرات عديدة يعمل على تجديد نفسه وليست له إلى حد الآن نية للاستجابة لمطالب الشعب الجزائري” .
ودعت الحركة السيد بن صالح و بدوي للاستقالة ودعت النظام السياسي للدخول في حوار جاد وصادق ومسؤول يضمن انتقال ديمقراطي حقيقي في مستوى تطلعات الهبة الجزائرية العظيمة التي أدهشت العالم .
و أضافت الحركة أن: “خيبات الأمل لدى المواطنين التي تُسببها الإجراءات الأحادية للنظام السياسي ستكون عواقبها وخيمة على البلد كله “.
و أكدت الحركة أنها ستبقى تناضل من أجل الحريات وتستمر في مقاومتها السياسية، وأنها غير معنية بأي مشروع سياسي لا يقوم على أساس الحوار والتوافق وتجسيد الإرادة الشعبية.
رفيقة معريش