أشاد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، بإسهام رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، جاك شيراك، الذي وافته المنية الخميس، عن عمر ناهز 86 سنة، في “تعزيز العلاقات” بين الجزائر وفرنسا وبمواقفه “الشجاعة في ترقية قيم السلام والحوار على المستوى الدولي”، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وأشار البيان إلى أن رئيس الدولة تلقى “بتأثر، نبأ وفاة جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، وعلى إثر هذا المصاب، يتوجه بتعازيه الخالصة إلى عائلة الفقيد وإلى الشعب الفرنسي الصديق”.
“لقد كان للرئيس جاك شيراك -يضيف البيان- إسهاما وجهدا مميزا في علاقات الشعبين الجزائري والفرنسي، ولم يتوان بمواقفه الشجاعة في ترقية قيم السلام والحوار على المستوى الدولي، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط التي أثبت مسار التاريخ جدواها”.
“برحيله، تفقد فرنسا اليوم شخصية بارزة جديرة بتقديرنا لما أسهمت به من حرص دائم على تعزيز العلاقات بين بلدينا وإرساء حوار استراتيجي راق مؤسس على الاحترام والثقة ومتطلع إلى الدفع بطموحاتنا المشتركة لإقامة علاقات مميزة”، يؤكد نفس المصدر.
وأشار البيان بالمناسبة إلى “أن الجزائر التي تقاسم الشعب الفرنسي الصديق مشاعر المواساة والتعاطف، تقدر مسار وإضافات الفقيد جاك شيراك للأمة الفرنسية ولمنطقة البحر الأبيض المتوسط في إرساء قيم السلام والأمن والتعايش في العالم”.
• وفاة جاك شيراك عن عمر يناهز 86 سنة
وتناقلت وسائل إعلامية فرنسية أول أمس الخميس، خبر وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عن عمر يناهز 86 سنة، ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية إعلان عائلة جاك شراك وفاة الأخير وقالت على لسان صهره “لقد توفي جاك شيراك صباح اليوم في أحضان عائلته “.
وكان شيراك قد تابع علاجا استشفائيا بسبب التهاب رئوي عام 2010 ثم 2015، وأخيرا في سبتمبر 2016 بمستشفى باريسي هذا بعد أن كان قد تعرض لجلطة دماغية في 2005 .
ويعد شيراك الرئيس الـ22 للجمهورية الفرنسية مكث في الإيليزي مدة 12 سنة بعد فوزه في انتخابات 1995 وإعادة انتخابه في ماي 2002، ليحتل المرتبة الثانية لصاحب أطول فترة رئاسية بعد ميتيران .
امتد مشواره السياسي على مدار نصف قرن من الزمن، وكان شيراك يتمتع بشعبية كبيرة في فرنسا والعالم العربي نظرا لمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط.
• جاك شيراك والجزائر
كانت للرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك الملقب بـ”آخر الديغوليين” على علاقة كبيرة بالجزائر، حيث عمل في الجيش الإستعماري الفرنسي كملازم أول، لكنه سرعان ما انقلب على مواقفه السابقة من الاستعمار الفرنسي الغاشم لبلادنا بعد الاستقلال.
وتعتبر زيارة الدولة الأولى التي أداها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك عام 2003 إلى الجزائر من أبرز المحطات التي طبعت علاقة هذا الرئيس الفرنسي بالجزائر، حتى أن البعض وصفها بـ”الزيارة التاريخية”، حيث تم استقباله من طرف الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وذهبا معا إلى شوارع العاصمة وبالضبط حي باب الواد الشعبي حيث خرج الآلاف من الجزائريين لتحية الرئيسين.
وجاء في كتاب “شيراك العرب”، للصحفيين إريك ايشيمان، كريستوف بولتانسكي، أن الرئيس الفرنسي الراحل قضى فترة طويلة متنقلا بين الجزائر وفرنسا بحثا عن المغامرة. ومما جاء في هذا الكتاب: “ما بين الـ18 والـ28 من عمره أمضى جاك شيراك عامين ونصف، خلال ثلاث فترات متعاقبة، في الجزائر. ففي صيف عام 1950، عام حصوله على الشهادة الثانوية، قام بأربع رحلات ذهابا وإيابا إليها من أجل قتل السأم وحبا في المغامرة”.
ومن أبرز المحطات التي طبعت العلاقات السياسية بين الجزائر وفرنسا في عهده، توجه الجمعية الوطنية الفرنسية عام 2005 بضغط من اليمين الفرنسي آنذاك في تمرير قانون تمجيد الاستعمار في شمال إفريقيا مما أحدث حالة من الغضب لدى السلطات الجزائرية، فحاول البرلمان الجزائري ردا على ذلك تمرير قانون تجريم الاستعمار مما أدخل العلاقات الثنائية في حالة من الشد والجذب، تم في الأخير التنازل عن القانونين ولم يستطع الرئيسان بوتفليقة وشيراك الإمضاء على معاهدة الصداقة الجزائرية الفرنسية التي تم قبرها بعد صعود اليميني نيكولا ساركوزي للحكم عام 2007.
إسلام كعبش