قال المترشح للانتخابات الرئاسية علي بن فليس، إن البلاد “تعيش أزمة خطيرة متعددة الأبعاد والجوانب، وأنه لن يبقى مكتوف الأيدي أو متفرجا ينتظر حلولا من الخارج، بل سيسعى لإخماد النيران المشتعلة والقضاء على الفتنة”، واعتبر بن فليس أن الانتخابات “هي الحل وأن سياسة “اللاءات” ستزيد من تعميق الأزمة”، وتعهد في حال فوزه بالرئاسة ببناء دولة قوية بدستور جديد وحكم ديمقراطي تحدد فيه صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والبرلمان ومجلس محاسبة وكل مؤسسات الدولة، كما تعهد بمساءلة الحكومة “أسبوعيا” عبر البرلمان.
استهل علي بن فليس، حملته الانتخابية أمس من تلمسان في الفترة الصباحية، أين نظم تجمعا شعبيا هنالك، لينتقل بعدها في الفترة المسائية لتمنراست التي نشط فيها هي الأخرى تجمعا شعبيا، وأكد بن فليس خلال تجمعه أنه “لن يكون من النيام أو المتفرجين لما تكون الجزائر في أزمة”، وقال إن الجزائر “تعيش أزمة خطيرة ومتعددة الأبعاد وهي تحترق ومن واجبي كما هو من واجب الجميع إطفاء نيرانها”، وأضاف “الجزائر تعيش اليوم فتنة يجب إخمادها والفتنة دائما نائمة ولعن الله من أيقظها.. ولن نبقى مكتوفي الأيدي ونتفرج أو ننتظر مثلا حلولا من الخارج”، وأضاف بن فليس: “لما كبرت الأزمة في البلاد ولما أرادوا تمرير العهدة الخامسة المشؤومة، قلت أنا هذه عصابة فاسدة أفسدت النسل والحرث وهي خراب ودمار للجزائر، ولا يحق للمفسدين أن يكونوا ورثة الشهداء ولا من ضحى بروحه ودمائه فداء للوطن”.
الرئاسيات هي الحل وسياسة “اللاءات” ستعمق الأزمة
ويرى علي بن فليس أن الذهاب إلى الرئاسيات هو الحل، وتساءل عن الذين يرفضون الانتخابات اليوم بعد أن تم تعديل قانون الانتخابات وإنشاء سلطة انتخابات مستقلة، إن كان لديهم حل آخر من دونها لحل أزمة البلاد، قائلا: “لما قالوا لنا ننظم انتخابات في السابق عارضناهم، ثم جاء الحوار الوطني فقلنا نريد قانون انتخابات جديد وهيئة انتخابات مستقلة فقالوا لنا ولكم ذلك، حيث تم وضع قانون انتخابات جديد يضمن خروج الإدارة من تسيير الانتخابات وتم إنشاء سلطة مستقلة، والبلاد تحترق يوميا بعد يوم ما وجب بعد كل تلك الإصلاحات الذهاب للانتخابات كأفضل حل، أما “اللاءات” وسياسة الكل مرفوض، والجزائر في هذا الوضع فلن يجد نفعا، خصوصا أن الأزمة الاقتصادية مستمرة و تتعمق، ما وجب وضع الحلول… فهل يعقل مثلا أن نبقى متفرجين أو أن نلجأ للخارج و نطلب يد العون منهم لمساعدتنا على تسيير بلادنا؟”، واسترسل قائلا: “الانتخابات هي الحل وهي ليس مثالية لكنها مقبولة، والمثالية تأتي في الانتخابات التي بعدها ولا تأتي عن طريق السب والشتم وإيذاء بعضنا البعض”.
الاختلاف لا يعني الإقصاء وعبر التحاور تسير البلدان
واعتبر بن فليس أن الاختلاف في الآراء أو وجهات النظر لا يعني إقصاء الآخر، وقال إنه “وجب الصبر على بعضنا البعض لتسيير بلادنا و الدفع بها نحو بر الأمان”، قائلا: “الاختلاف لا يعني أبدا الإقصاء، يجب أن نجلس مع بعضنا البعض و نتحاور و لما يشتد الخلاف أحيانا نرفع الجلسة ونشرب ماء باردا و نرتاح و نعود للجلوس من جديد… وهكذا تسير الدول والأوطان و هكذا يجب على الرجال أن يتحلوا بالصبر لاقتناع الآخرين”، وأضاف” نحن نطلب الرفق والمودة ولي دعوة خاصة لرب العالمين وهي أن يقوي قدرتي على الاستماع إلى الآخرين”.
وعاد بن فليس للحديث عن “العصابة” قائلا “هؤلاء كانوا سبب فساد الحرث والنسل في البلاد لما احتكروا السلطة واعتبروا أنفسهم “أربابا و فراعنة” وأنهم يحيطون بكل شيء وعلى دراية بكل صغيرة و كبيرة وأنهم الأفضل”، مشددا على أن هذه هي “عقلية العصابة الفاسدة”.
تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من الأغلبية البرلمانية
وقال بن فليس أنه ترشح للرئاسيات من أجل بناء حكم ديمقراطي ووضع دستور جديد، واعدا بتحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وعدم ترك كل السلطة بيده، لأن عهد “الرئيس الفرعون انتهى” حسبه- كما سيسعى في حال فوزه بالرئاسيات لتحديد صلاحيات رئيس الحكومة، الذي قال إنه يجب أن يكون منتخبا من الأغلبية البرلمانية وليس معينا من الرئيس، كما تحدث عن البرلمان وقال إنه “يجب أن يلعب دوره كاملا وأن يكون منتخبا ونقيا وله صلاحيات اعتماد القوانين وإثرائها واقتراح أخرى والقيام بالتحقيقات البرلمانية”، كما أكد بأنه سيمنح المعارضة في البرلمان المكانة اللائقة بها لتقول كلمتها، و تعهد بن فليس بـ “دسترة الاستجوابات البرلمانية لأعضاء الحكومة”، كما التزم بـ”جعل الغرفة العليا للبرلمان مجلسا للأقاليم يضم كفاءات من مختلف مناطق الوطن مع إعادة النظر في التقسيم الإداري من خلال زيادة عدد البلديات والولايات”، وعلى تفعيل دور مجلس المحاسبة و”تحريره ومنحه صلاحيات من خلال الرقابة القبلية والبعدية لصرف المال العام”.
وعد بقضاء مستقل تحت حماية قضاة شرفاء
كما أكد بن فليس في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية بالعمل على جعل القضاء مستقلا ونظيفا لا تشوبه شائبة حتى لا يكون مجرورا، يحميه قضاة شرفاء لا يميلون لا يمينا ولا شمالا بل يخضعون للقانون والضمير يعملون على حل مشاكل المواطن.
والتزم المترشح الرئاسي بـ”تحرير الإعلام، سيما العمومي الذي لن يصبح آلة دعائية بل يتمتع بالحرية لنقل حقائق المجتمع وإسماع رأي الشعب بكل أطيافه بما فيه المعارضة”، بالإضافة إلى “سن قانون يجمع عليه الإعلاميون يكرس تحرير القطاع مع احترام أخلاقيات المهنة”.
الحد من الإسراف في المصاريف وتحسين مناخ الاستثمار
أما في الجانب الاقتصادي، فاقترح بن فليس مسألة “الحد من الإسراف في المصاريف وتخفيض ميزانية التسيير بـ20 بالمائة، واسترجاع 80 بالمائة من الضرائب التي لا تدخل خزينة الدولة بصفة تدريجية”، إلى جانب “تحسين مناخ الأعمال وتحرير العقار الصناعي وتوقيف تسييس النشاط الاقتصادي ومحاربة البيروقراطية وخلق شراكات بين المستثمرين الوطنيين فيما بينهم وكذا مع المستثمرين الأجانب”.
البرنامج الاجتماعي يكرس الحريات واحترام حقوق الإنسان
وفيما يخص “الاستعجال الاجتماعي”، التزم بن فليس بـ”تكريس الحريات واحترام حقوق الإنسان”، داعيا إلى “إنشاء لجنة لحقوق الإنسان يديرها أشخاص مستقلون يعرفون بدفاعهم عن مبادئ احترام حقوق الإنسان”.
رزيقة.خ