الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / قال إن الجزائر ليست بمنأى من مأساة ثانية :
بوتفليقة: أمن الجزائر لا يعني تمزيق صفحة الماضي

قال إن الجزائر ليست بمنأى من مأساة ثانية :
بوتفليقة: أمن الجزائر لا يعني تمزيق صفحة الماضي

شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار البلاد مبرزا أن الأمن الذي تتنعم به الجزائر اليوم والذي هو وليد المصالحة الوطنية لا يعني أن الجزائر في منأى عن وقوع مأساة ثانية وأن الخطر مازال داهما إذا لم نضع حدا لخطابات الفتنة والكراهية وأشار بالموازاة مع ذلك أن المضي قدما لا يعني تمزيق صفحة الماضي .
وقال رئيس الجمهورية في الرسالة التي وجهها للمشاركين في الأسبوع الوطني للقرآن الكريم أمس قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى:” واليوم تنعم الجزائر بثمار السلم والمصالحة الوطنية التي جعل منها الدستور مبدأ ثابتا وقاعدة عمل في تعاملنا مع الوقائع والأحداث وهذا الميثاق الذي ولد من رحم الأزمة لا يعني تمزيق صفحة الماضي ولا نسيان المأساة وأسبابها ولا يعني أننا أصبحنا في منأى عن الوقوع في المأساة ثانية بل الخطر ما زال داهما ما لم نكن أوفياء لأولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على وحدة الجزائر وجمع كلمتها وسد الطريق أمام خطاب الفتنة والكراهية والتمييز.”
دعا رئيس الجمهورية في سياق منفصل للخروج من دائرة النقاشات العقيمة حول التاريخ والهوية والتشكيك في منهج الأسلاف والتنكر لهم وقال :”ولا يصح اليوم أن تتسبب النقاشات الجوفاء والتشكيك الممنهج في نكران أبنائنا لتاريخهم وفي تنكرهم لأسلافهم وفي انكفائهم عن ثوابت هويتهم فإن الوفاء للتاريخ والأسلاف مع التطلع إلى آفاق العصر الحديث والتفاعل الجاد مع الواقع هوالذي يعلي للجزائر شأوَها ويرفع شأنها و أردف في السياق ذاته ” وأضاف :” وتقاس قوة الأمة بمدى وفائها لماضيها وتراثها وتاريخها والضعف كل الضعف في تنكرها لماضيها ونفورها من تراثها ونسيانها تاريخها والاستهتار بتعلمه وهوية الجزائر مستمدة من ماضيها الأمازيغي التليد ومن تاريخها العربي العريق ومن تراثها العربي الإسلامي الأصيل والوفاء لهذه الثوابت هو وفاء للوطن ذاته”.

علينا الوقوف ضد المذاهب والفرق الدخيلة
وحملت رسالة الرئيس تحذيرا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من المذاهب والفرق الدخيلة عن الجزائرو التي يتم استيرادها من الخارج بهدف تقسيم الجزائريين وإضعافهم و ضرب مرجعيتهم مبرزا أن هذه الأخيرة صالحة لمجتمعاتها و شدد على ضرورة الوقوف ضد محاولات شراء العقيدة أو التشكيك في منظومتنا الشرعية أو النيل من قيمنا وأخلاقنا و أورد في رسالته:”إن أمة تاريخها حافل بأسلاف عظام من أمثال ابن معطي الزواوي وابن اجروم ومرصع بالفلاسفة والمتكلمين من أمثال أقدم المؤسسين لأدب الرواية أبوليوس والمفكر مالك بن نبي ومتسامي بأمثال عالم الفلك ابن قنفذ القسنطيني وعلامة عصره في شتى الفنون والعلوم أحمد التيفاسي والعالم الموسوعي عبد الرحمان بن الحفاف ومن إليهم لا يحق لها أن تجفل ولا يسمح لها بأن تخنع ولا يمكنها أن تيأس ولا أن تنكفئ عن ماضيها المجيد.”
وأشار إلى أن الأمة أنجبت أمثال شيخ المفسرين هود بن محكم الهواري وشيخ القراءات أبي عبد الله التنسي وشيخ المحدثين ابن نصر الداودي المسيلي البسكري وأمثال الشيخ عبد الكريم المغيلي والشيخ عبد الرحمن الثعالبي والقطب أبي مدين شعيب ومن لا يحصى عددهم من علماء الدين الإسلامي الذين كانت تشد إليهم الرحال من أصقاع الأرض وتنسخ مؤلفاتهم في حواضر العلم وتحفل بهم مجالس المناظرة والبحث الرصين و قال :”لا يمكن إستبدال بالذي هو أدنى بالذي هو خير ولا أن تتخذ ميراث تدينها ظهريا لتستورد مذهبيات هي أصلح لمجتمعاتها من مجتمعنا ولا أن تشك في اختيارات أسلافها في العقيدة والفقه والسلوك وهي اختيارات تقاسمها العالم من حولها وتوحدت بها المناطق بفضلها وكانت لآبائنا حصنا حصينا سدا منيعا ضد كل محاولات شراء العقيدة أو التشكيك في منظومتنا الشرعية أو النيل من قيمنا وأخلاقنا.” وأضاف :”وإني أحذر من أن نتسبب اليوم في انكفاء أبنائنا عن أسلافهم العلماء الذين أسسوا في هذا الوطن لمرجعية دينية قويمة تنهل من الكتاب والسنة و تقوم على مبدأ الوسطية و الاعتدال و تجدد بالاجتهاد لأن ذلك سيزعزع ثقتهم فيما بين أيديهم من الفهوم وسيجعلهم عرضة لفتك التيارات الفكرية الدخيلة والمذهبيات المنحرفة والحركات الاستغلالية التي استعملت الإسلام لتمزيق المجتمعات وإضعاف الأوطان وبث الكراهية فيها والضغينة والبغضاء.”

الأئمة دفعوا الثمن غاليا بالحفاظ على منابرهم ضد “دعاة الفتنة”
وفي ظل سياسة الشد والجذب الذي تميز العلاقة بين وزارة الشؤون الدينية والأئمة المصرون على تجسيد مطالبهم فيما يتعلق بضرورة مراجعة القانون الأساسي ورفع الأجورورفض الوصاية الأمر بمبرر أن الحكومة لم تأذن بذلك وأن الأمر يتجاوزها خصص رئيس الجمهورية حيزا معتبرا من كلمته للإشادة بالأئمة والتذكير بدورهم في الحفاظ على أمن و إستقرار ووحدة في منابر المساجد وعدم تركها لدعاة الفتنة وذكر:”بمناسبة هذا المؤتمر القرآني أرى من الواجب أن أعبر من صميم الفؤاد لهذا الجمع الكريم من الأئمة والمشايخ والعلماء عن امتنان الجزائر وإكبارها لكافة السادة الأئمة الذين لم يخلوا مناصبهم ولم يبرحوا مساجدهم ولم يسلموا منابرهم لدعاة الفتنة أيام المأساة الوطنية فدفعوا الثمن غاليا واستشهد منهم العشرات في محاريبهم وفوق منابرهم وهم يذودون عن الإسلام الحق الذي علمنا إياه أسلافنا وجادوا بأرواحهم وهم يحمون الجزائر من أن تعصف بها فتنة وتمزق وحدتها وتشتت صفها وتضعف قوتها.” و أضاف :”وما الوفاء لهذه النخبة المنتقاة إلا باستمرار الدولة في منع خطاب الكراهية وفي محاصرة محاولات التقسيم الطائفي والمذهبي وفي السعي إلى إحياء ميراث أسلافنا العلماء الذين كانت خطاباتهم ودروسهم بلسما شافيا للأدواء التي تطول المجتمع وتعوقه عن التقدم والرقي وكانت مواعظهم وفتاواهم توجيها دينيا وتعبئة وطنية من أجل السعادة في الآخرة والسعادة في الدنيا وكان سمتهم وسلوكهم نموذج التضحية الحقة والبذل والعطاء بلا حدود من أجل الإسلام ومن أجل الجزائر.”
ودعا رئيس الجمهورية الجميع لأداء دوره المنوط به لبث الفضيلة في المجتمع وترقية القيم النبيلة و الإقتداء بها واصفا الأمر بمثابة جدار صد لما أسماه بمحاولات النيل من المرجعية الوسطية للجزائر وذكر:”أهيب بكم واهيب من خلالكم بكل مؤسسات المجتمع وخصوصا المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والعلمية والإعلامية ومؤسسات صناعة الوعي على تنوعها وتعدد تخصصاتها أن تضطلع بأدوارها المنوطة بها وتتواشج مع غيرها في خدمة الصالح العام وأن تمد يدها إلى مؤسسات التربية الروحية القويمة الأصيلة لتتناغم الأهداف وتتضاعف الجهود من أجل بث الفضيلة في المجتمع ومرافقته ليعود إلى سابق عهده في تمثل القيم النبيلة وترقيتها والعمل بها في معاشه.”وتابع :”إن الوفاء باعتباره قيمة أساسية مضافا إلى القيم النبيلة التي تشكل سلم القيم الوطنية هو جدار الصد الأقوى ضد كافة محاولات النيل من هويتنا ومن وسطيتنا ومن وحدتنا الدينية والوطنية وهو السلم الذي أهيب بكم أن تحيوه وأن تذودوا عنه وأن تعيدوا بثه في ثقافة المجتمع مبدأ وسلوكا.”
زينب بن عزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super