قال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن إعلان الجمعية العامة لـمنظمة الأمم الـمتحدة لهذا اليوم إنما هو إقرار بجهود الجزائر في ترقية ثقافة السلـم، و ، مؤكدا “أن تعزيز الوحدة الوطنية و صون السيادة الوطنية ، هي الغاية الوحيدة التي تستحق السعي”، ودعا إلى وجوب إبعاد ـمكونات الهوية الوطنية من إسلام و عروبة وأمازيغية عن الاستغلال و التوظيف السياسوي، معتبرا إدراج الإصلاح العميق للـمنظومة التــربوية الوطنـــــية في غاية الأهمية لتأكيد دورها في تكوين مواطن كامل التجدر في تاريخ بلاده العريق، و أشار أن تعامل الجزائر مع جيرانها وكافة شركائها قائم على مبادئ السلـم و التعايش و التعاون وحسن الجوار.
وأضاف رئيس الجمهورية، أمس، في رسالة مناسبة إحياء “اليوم العالمي للعيش معا في سلام” المصادف ل16 ماي، أن “الإعلان هذا إنما هو إقرار من الـمجموعة الدولية بالجهود التي بذلتها بلادنا و ثابرت عليها فنجحت في ترقية ثقافة السلـم والحــوار والاحترام الـمتبادل و التسامح بين مواطنيها”. وأضاف الرئيس بوتفليقة “أن هذا الـمسعى كان من باعث قيم أخلاقية وثقافية واجتماعية و إنسانية يؤمن بها شعبنا الـمعتدل تمام الإيمان و كذلك لأنه يعكس،بنفس القدر، حرص شعبنا على إحلال هذه القيم العالـمية الـمكانة اللائقة بها في العـــلاقات بين الأمم وشعوب العالـم قاطبة” موضحا أن هذا الإعلان يعبر عن”التزام بلادنا و رغبة الـمجموعة الدولية الـمضي في العمل على ترقية ثقافة السلـم والحوار داخل الـمجتمعات و ما بين الأمم، و ذلك في زمن تفاقمت فيه أسباب القطيعة و عوامل الفرقة”.
وفي هذا الصدد أبرز رئيس الجمهورية أن الجزائر”ما فتئت بلادنا تنادي بترقية الحوار و التفاهم والتعاون بين الديانات و الحضارات، مستلهمة مرجعياتها من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف دين السلـم والسلام، دين التعايش مثلـما تؤكد عن ذلك قرون من تاريخ الإنسانية في مختلف القارات”.
وشدد رئيس الجمهورية في رسالته على أن الغاية الوحيدة التي تستحق السعي من أجل طلبها من خلال الـمصالحة الوطنية هي “تعزيز الوحدة الوطنية و توثيق تماسك شعبنا و صون سيادتنا الوطنية و العمل معا، في مسعى تضامني، من أجل بناء جزائر حديثة يفخر كل واحد و واحدة منا بالانتماء إليها”.و استرسل يقول، في هذا السياق، ” ذلكم هو بالذات الباب الذي ينبغي أن يدرج فيه التعريف الذي جاء في الدستور لـمكونات الهوية الوطنية من إسلام و عروبة وأمازيغية و وجوب إبعادها عن الاستغلال و التوظيف السياسوي وترقية سياسات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية قائمة على مطلب ضم الجميع و العدالة الاجتماعية،إلى جانب استراتيجيات لأعمار البلاد يحدوها مبدأ التوزيع العادل للفرص وللثروة الوطنية و ما يأتي منها من رفاهية”.
“إن هذا النهج هو نفسه الخيار الذي جعلنا ندرج فيه دينامية ترقية ديمقراطيتنا الفتية من حيث أنها تسهم في ترسيخ القيم الجوهرية للعيش مع الآخرين في أذهان الناس و سلوكياتهم و في الـمؤسسات، من خلال تعزيز دولة الحق و القانون واحترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية”، أضاف رئيس الجمهورية.
كما أوضح الرئيس بوتفليقة أنه “في هذا الباب ينبغي أيضا إدراج الإصلاح العميق للـمنظومة التــربوية الوطنـــــية التي لا تسعنا العبارات لتأكيد دورها في تكوين مواطن كامل التجذر في تاريخ بلاده العريق، الـمتشبع بقيم شعبه الأصيلة، مواطن حريص على العــمــل والتضحية من أجل الحفاظ على استقلال الجزائر وبناء مستقبلها الزاهر” مؤكدا أنه “على الـمدرسة الجزائرية أن تثابر اليوم في زرع قيم العيش مع الآخر في سلام في أذهان ملايين التلاميذ”.
وعلى الصعيد الدولي، ذكر رئيس الجمهورية بأن “تعامل الجزائر مع جيرانها وكافة شركائها قائم على مبادئ السلـم و التعايش و التعاون وحسن الجوار” ، وأوضح بأن الجزائر كانت دوما “من رواد الدعوة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات وترقية ثقافة السلـم فأسهمت بذلك إسهاما مشهودا في جعل الـمجتمع الدولي يقف أكثر فأكثر في وجه دعاة الصراع والتفرقة بين شعوب الـمعمورة”، “من ثم دأبت الجزائر على الصعيد الدولي على ترقية مبادئ ومثل ميثاق الأمم الـمتحدة و مقاصده في جميع العلاقات الدولية سواء أتعلق الأمر بحل النزاعات السياسية أم بترقية علاقات اقتصادية أكثر توازنا”, أضاف رئيس الجمهورية.و اعتبر في نفس السياق أنه “يحق لشعبنا الافتخار بأن بلاده كانت الرائدة قرابة خمسة عقود قبل اليوم في ترقية مطلب حوار عالـمي بغية الوصول إلى تأسيس علاقات اقتصادية أكثر إنصافا وتكاملا بين الدول الـمتقدمة والشعوب الـمستضعفة خلال جمعية عامة استثنائية للأم الـمتحدة”.
رزيقة.خ
الرئيسية / الحدث / دعا إلى إبعاد مكونات الهوية الوطنية عن التوظيف السياسوي:
بوتفليقة: اليوم العالمي للعيش بسلام إقرار بجهود الجزائر في ترقية السلم
بوتفليقة: اليوم العالمي للعيش بسلام إقرار بجهود الجزائر في ترقية السلم
دعا إلى إبعاد مكونات الهوية الوطنية عن التوظيف السياسوي:
الوسومmain_post