دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، امس، الحكومة وشركاءها الاجتماعيين والاقتصاديين إلى “التضامن والتجند ورص الصفوف” بهدف “كسب معركة التنمية والحفاظ على استقلال الجزائر ماليا وعلى سيادتها في المجال الاقتصادي”، مؤكدا أن تحقيق الاجماع الوطني هو غايته السياسية.
ووجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة بمناسبة الاحتفال بيوم المجاهد تلاها نيابة عنه يوم الاحد بتلمسان وزير المجاهدين الطيب زيتوني، شدد فيها على ضرورة التضامن والتجانس بين جميع فاعلي معركة التنمية من حكومة وشركائها الإجتماعيين والاقتصاديين بغية تعبئة كل الطاقات، وخلق مداخيل جديدة تكمل مداخيل النفط حتى تحافظ الجزائر على استقلالها المالي وعلى سيادتها في المجال الاقتصادي.
“الإجماع الوطني غايتي السياسية”
وقال الرئيس ان التنمية والسيادة والاستقلال يتطلبون كلهم تعزيز دولة الحق والقانون, التي تستوجب بدورها ترقية الإجماع الوطني, ورص الصف الداخلي للبلاد أمام تحديات عالمنا المعاصر, مؤكدا في ذات السياق ان إجماع وتوحيد القوى شكلا المبتغى الجوهري للمسيرة السياسية التي كان له شرف خوضها طوال هذه السنين انطلاقا من الوئام المدني ومرورا بالمصالحة الوطنية, وهما خياران أصبحا القرار السيد بالبلاد, حيث أعادا السكينة في ربوع بلادنا وفسحا المجال لملحمة ثرية من الإنجازات على جميع الصعد وفي خدمة الشعب الجزائري.
“على الجزائريين مهما كانت وظائفهم ومواقعهم الانتصار في معركة التنمية”
وفي حديثه عن التنمية الاقتصادية، اكد رئيس الجمهورية أنها معركة تتطلب سلة من التدابير المتكاملة، داعيا جميع الجزائريين والجزائريات, مهما كانت وظائفهم ومواقعهم, على عدم تضييع أية ورقة كانت أو أية قدرة ممكنة في التصدي لهذا الرهان.
“انتفاضة الشمال القسنطيني برهنت على شجاعة مجاهدينا الأشاوس وأظهرت تلاحم الشعب”
وفي حديثه عن يوم المجاهد أكد رئيس الجمهورية أن انتفاضة الشمال القسنطيني في أوت 1955 برهنت شجاعة مجاهدينا الأشاوس وتبصر قادتهم البررة, كما أظهرت بكل وضوح تلاحم الشعب الجزائري العظيم مع جيش التحرير الوطني المكون من أبنائه, والذي ساهم بطريقة جازمة في إقناع العالم بأن الكفاح التحرري الذي اندلع يوم 1 نوفمبر 1954 هو كفاح شعب برمته قرر كسر قيود الاستعمار واسترجاع استقلاله، مشيرا أن إدراج القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة, وتداعي الشعوب لها بالتأييد والمؤازرة, ارتكزت على ما قام به أبناء الوطن في الداخل, وما عبأته الثورة في الخارج لحشد دعم الأمم المادي والمعنوي.
كما عبرت انتفاضة يوم 20 أوت 1955 – يضيف – في الشمال القسنطيني على تضامن الشعب الجزائري مع شقيقه المغربي المناشد لحقه في الاستقلال والثائر من أجل عودة الملك محمد الخامس من المنفى الاستعماري.
“20 أوت 1956 حجرة بيضاء في ملحمة ثورة نوفمبر المجيدة”
وأردف بالقول “رغم مختلف التحاليل والقراءات التي ظهرت حول مؤتمر الثورة في يوم 20 أوت 1956, يبقى أن هذا الحدث يشكل حجرة بيضاء في ملحمة ثورة نوفمبر المجيدة, حدث يحق بل يوجب على جميع الجزائريين والجزائريات عبر كل التراب الوطني أن يتقاسموا هذه الوقفة التذكارية بمجد وعبقرية أسلافهم, وأن يستلهموا من مؤتمر الصومام, وكذا من انتفاضة الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، العبر والإرادة الضرورية لمواجهة تحديات عصرنا هذا”.
“يمكن للشعب الجزائري أن يرتكز بأمان على الجيش الوطني الشعبي”
وجدد رئيس الجمهورية التحية والتنويه لأفراد الجيش الوطني الشعبي من جنود وصف ضباط وضباط, وكذا إلى افراد أسلاك الأمن على تفانيهم المثالي وعلى تضحياتهم الجسام في القيام بمهامهم وفي خدمة الوطن، مؤكدا انه يمكن للشعب الجزائري أن يرتكز بأمان على الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن البلاد ومواطنيها, والحفاظ على سلامة التراب الوطني.
نسرين محفوف