دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة النخبة المثقفة للعب دورها و تحمل مسؤوليتها بالمساهمة في مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد سيما ما تعلق بالشق الاقتصادي والتبعات السلبية التي أفضت لها انخفاض البترول في السوق العالمية
عاد رئيس جمهورية في رسالته أمس بمناسبة إحياء الذكرى ال61 ليوم الطالب المصادف ل19 ماي و التي قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، إيمان هدى فرعون خلال حفل احتضنته مدينة وهران بحضور وزير الشؤون الدينية و الأوقاف وزير المجاهدين بالنيابة محمد عيسى و وزير التعليم والتكوين المهنيين وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة محمد مباركي و التي نظمت هذه السنة تحت شعار”الطالب، مجد الآنف، فخر اليوم” ليستنهض همم النخبة المثقفة و الدور الملقى على عاتقها ومسؤوليتها التي ينبغي عليها أداءها كاملة بالمساهمة في توعية الرأي العام بالأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد وضرورة تظافر الجهود لمواجهتها و تقديم الحلول الكفيلة بالخروج منها و قال :”الجزائر التي تواجه صدمة انهيار أسعار النفط وكل ما ينجر عنها من مصاعب اقتصادية واجتماعية بحاجة إلى طليعتها للمساهمة في شرح أسباب الأزمة وترقية سبل وحلول التغلب عليها”.وأشار إلى أن مساهمة النخبة في هذه المعركة في شكل خبرات تستعين بها الحكومة وكل الهيئات المساهمة في تسيير البلاد هو أمر ضروري وأن معركة شرح التحديات الجديدة وما تتطلبه من عزم وتجنيد في أوساط المجتمع تشكل جزءا هاما من تعبئة بلادنا أمام الأوضاع الحالية” و قال :”مساهمة الطليعة الوطنية في هذا المجال ستسمح لا محالة برفع درجة الوعي في أوساط المجتمع ومن ثمة إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية لزرع الإحباط أو خلق البلبلة”.
وذكر أيضا:”كما أن شرح ضرورة تحرر بلادنا اقتصاديا من التبعية المفرطة للنفط وكذا استغلال قدراتها المتعددة والهائلة لكي نصل إلى مسار تنموي مستدام وإلى ضمان دوام خياراتنا الاجتماعية والتضامنية هي من المساهمات التي يمكن لطليعتنا العلمية من حاملي الشهادات ومن الطلبة أن يزرعوها في أوساطهم العائلية وفي جوارهم ومن ثم في كل صفوف وطنهم لتعبئة المعنويات وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب لكي نجتاز مصاعبنا المالية الراهنة”.
وذكّر رئيس الجمهورية بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الجزائر بكسب الملايين من متخرجي هيئاتها التكوينية هيئات تحتوي كذلك حاليا على عشرة ملايين من طلبة وطالبات ومن تلاميذ منظومتنا التربوية وكذا متربصي جهاز التكوين المهني”.
ودعا رئيس الجمهورية الشباب إلى الإقتداء بشباب الأمس والذين ضحوا بالنفس و النفيس لأجل إزدهار ورقي هذا الوطن الغالي مع ضرورة التمسك بالهوية الوطنية للوقوف في وجه كافة الأخطار المحدقة بالوطن والمؤامرات التي تحاك ضده محذرا في الوقت نفسه من العولمة و التي قال إنها تهدف إلى طمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسة اللغوية والدينية وإلى تكريس الهيمنة الاقتصادية و ذكر :” الشباب الإستلهام من تضحيات أولئك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والاستماتة في الدفاع عن بلادهم المفدى ويتسمكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لمجابهة كل خطر قد يحدق بوطننا”
وفي السياق ذاته أثنى رئيس الجمهورية على الطلبة الجزائريين و الذي قال إنهم
منحوا قيمة مضافة للثورة الجزائرية على كافة الاصعدة سواء ما تعلق بميدان القتال أو في الدبلوماسية والاعلام والثقافة والتوعية تاركين بصماتهم واضحة على الثورة التحريرية وذكر”لقد زاد الطلبة للثورة سنة 1956 قيمة مضافة على كافة الصعد فمنهم من دعم الكتائب المقاتلة بعقول متنورة أعطت للفعل الثوري الخلاق بعدا استراتيجيا في ميدان القتال” وأردف:”كما أن قطاع الدبلوماسية والإعلام والثقافة والتوعية تطعم بعقول تملك أدوات التحديث والأفكار النيرة القادرة على إحباط مخططات المحتل رغم ما كان لديه من تميز تكنولوجي وتخطيط علمي وكفاءات عالية تعمل على تزييف الحقائق في المحافل الدولية وتسميم الرأي العام الدولي عبر الإيهام والمغالطة والمناورة وما إلى ذلك”
وأوضح الرئيس بوتفليقة أنه “بفضل النخب الجزائرية الطلائعية من الطلبة تعادلت أو كادت موازين قوى الصراع على مستوى المعركة الدبلوماسية والسياسية في المحافل الدولية من ناحية، الأمر الذي أكسب الثورة ثقة عالمية لا سيما من شعوب ودول الأمة العربية والإسلامية” مؤكدا أنه وبهذا الزخم النضالي والجهادي الذي تقف وراءه إرادة شعب بأكمله اضطر المحتل إلى الجلوس أمام من كان يسميهم فلاقة وخارجين عن القانون يفاوضهم بندية ومساواة في عملية تقرير المصير”.
وأبرز أن هذه المحطة كانت “آخر فصل في ملحمة أيقظت الضمير الإنساني وأسفرت عن مفاهيم جديدة وعلاقات حديثة انسحبت تبعاتها على شعوب كثيرة فصفي الاستعمارونالت استقلالها”.
زينب بن عزوز