شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار البلاد وتفويت الفرصة على من أسماهم بالحاقدين الذين لم يتجرعوا بعد أن الجزائر صنعت الاستثناء من ” الربيع العربي” ولا تزال اليوم تدبر المكائد لجر البلاد لمستنقع الفوضى مبرزا أن قوله هذا ليسا تخويفا بل موقف مسؤولية وحرص على صون وأداء الأمانة .
وقال عبد العزيز بوتفليقة في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة:”لقد دفعت الجزائر ثمنا باهظا وبذلت جهدا جهيدا لاسترجاع استقلاها وحريتها كما دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية ذلكم ما يجعلني اليوم أناشد الجميع، وبالدرجة الأولى أخواتي الأمهات إلى الحرص على صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى”وتابع :”الجزائر ما تزال تواجه العديد من المخاطر من الخارج والتحديات في الداخل نعم، هناك، على حدودنا طوق من الأزمات والمآسي بفعل الإرهاب عند البعض من جيراننا. وفي العالم، أمتنا العربية ما تزال تعاني من الصراعات والانشقاقات، وحتى من المآسي الدموية، ولئن جعل الله الجزائر في مأمن حتى الآن في وسط هذه الزوبعة فإن ذلك لا يخول لنا أن نغفل عن الاحتراس والتحلي باليقظة لصون بلادنا الغالية. و أضاف في السياق ذاته :” لقد تحسر الكثير من الحاقدين من خارج البلاد على مرور الجزائر بسلام وأمان بفضلكم أنتم الجزائريين والجزائريات عبر أمواج ما يسمى الربيع العربي وظلت هذه الأوساط التي تبغضنا على حريتنا واستقلال قرارنا ومواقفنا العادلة وما انفكت تعمل على تدبير المكائد ضد بلادنا.” و أشار إلى أن قوله هذا ليس من منطلق التخويف بل من موقف المسؤولية ومن الحرص على صون وأداء الأمانة ألا وهي الجزائر.
واستغل الفرصة ليثني على الطابع السلمي الذي ميز المظاهرات الأخيرة وخروج الشباب للتعبير عن آرائهم داعيا للحذر و الحيطة من خروجها عن السلمية و إختراقها مما أسماه” فئة غادرة” داخلية و خارجية وذكر:”وقد شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا بما فيهم شبابنا وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعا معيشا لكن هذا لا يعفينا من الدعوة إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي لا سمح الله، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات.”
وأبرز أن البلاد بحاجة للأمن و الإستقرار لإستكمال مسيرة البناء و التشييد و أورد في رسالته :”إننا في حاجة إلى الحفاظ على الاستقرار للتفرغ، سلطة وشعبا، للاستمرار في معركة البناء والتشييد ولتسجيل المزيد من الانتصارات والتقدم وأمامنا العديد من التحديات، اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية لكي تصل الجزائر إلى مستواها المشروع من الرفاهية لشعبها ومن حضورها الاقتصادي في الأسواق العالمية، ومن إثبات مكانتها أكثر في المحافل الدولية.” و أردف :”إن فصل الربيع هوفي الجزائر فصل وقفات تذكر محطات كفاحنا وانتصاراتنا ونرى في ترقية مكانة المرأة جزءا من هذا الكفاح، كفاح هو اليوم معركة البناء والتشييد. “
وأشاد مطولا بالمرأة الجزائرية ومساهماتها في معركة بناء وتشييد وتنمية البلاد وما رافق ذلك من ترسانة من القوانين والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز مكانتها و بخاصة في المجال السياسي و تقلدها لعديد المناصب السامية في الدولة وتعزيز حضورها بقوة في المجالس المنتخبة والهيئة التشريعية وذكر:”فبالأمس البعيد كانت المرأة الجزائرية في مقدمة صف التصدي للغزو الاستعماري على غرار لالة فاطمة نسومر وكانت في القرن الماضي، قوة فاعلة في صفوف ثورة نوفمبر المظفرة مجاهدة لا تخور لها عزيمة مثل حسيبة بن بوعلي والأمهات اللائي كن يرسلن أبناءهن للالتحاق بكتائب جيش التحرير الوطني وربات العائلات المسبلات اللواتي كن يطعمن ويلبسن المجاهدين وأمهات الشهداء ” و أبرز أنه من حق الجزائر أن تفتخر بفتح مجال السياسة على مصراعيه أمام بناتها اللائي صار لهن مكان مميز في المجالس بما فيها البرلمان سيما مع تعديل الدستور الأخير والذي جعل الدولة أمام تحد يتمثل في مواصلة ترقية المرأة إلى غاية وصولها إلى مناصب المسؤولية حيث تشارك بقدر أوفى في صنع القرار وخاطب النساء الجزائريات :” أناشدكن أخواتي الفضليات البقاء في الخط الأمامي في هذه المعركة السلمية معركة صون الوطن، معركة الحفاظ على أبناء الوطن وبعبارة موجزة معركة الجزائر.”
زينب بن عزوز