تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون القرن الحادي والعشرون قرن انتصارات لبلاده، في حال انتخابه للمرة الرابعة في الاقتراع المرتقب في 18 الشهر الجاري، وحضّ مواطنيه على التصويت بكثافة. وعلى رغم برد شديد، تجمّع أنصار بوتين في ملعب “لوجنيكي” وسط موسكو، في حضور عشرات من الفنانين والإعلاميين والرياضيين والشخصيات العامة، قبل أسبوعين من انتخابات لا يواجه فيها بوتين منافساً حقيقياً. وقدّرت وسائل إعلام الحضور في المهرجان الانتخابي الذي نُظم تحت شعار “روسيا القوية“، بـ80-123 ألف شخص. وشاركت فرق موسيقية معروفة، في حفلة موسيقية على هامش المهرجان.
وخاطب الرئيس الروسي مؤيّديه بلغة حماسية، مشدداً على ضرورة العمل لكي “تكون الأجيال المقبلة سعيدة». وقال: «تجمعنا أهداف واضحة ومفهومة ونبيلة، إذ نريد أن نجعل بلدنا مشرقاً ويتطلّع الى المستقبل، لما فيه خير أبنائنا وأحفادنا. لن يفعل ذلك أحد غيرنا، وإذا أنجزناه، فستمرّ السنون العشر المقبلة، والقرن الـ21 بأكمله تحت راية انتصارات مشرقة، وسنفعل ذلك“.
وتتهم المعارضة حملة بوتين باستخدام موارد حكومية لتمويل تنظيم مهرجانات انتخابية، وباعتماد وسائل “سوفياتية” في نقل أنصار وموظفين عامين وفنانين. لكن حملة الرئيس أكدت أن المهرجان نُظم في إطار القوانين الخاصة بالانتخابات، ومُوِل من صندوق الحملة، مشددة على أنها ستقدّم كشفاً شفافاً بإنفاقها.
وكان بوتين أعرب أمام أنصاره في كاليننغراد الجمعة عن رضاه عمّا أنجزه في مسيرته، لافتاً الى انه بات رئيساً من عائلة تتحدر من أصول فلاحية كانت تعمل بالسخرة. كما أدلى بتصريحات تدغدغ مشاعر ملايين من الروس، اذ قال إنه كان يرغب في منع انهيار الاتحاد السوفياتي، لو استطاع ذلك، علماً انه كان اعتبر الأمر الحدث الأكثر تأثيراً في حياته، و “أضخم كارثة جيوسياسية“.
كما طالب بوتين واشنطن بدليل دامغ يثبت تدخل مواطنين روس في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وقال في حديث لشبكة “أن بي سي” الأميركية: “يجب أن يمرّ ذلك عبر قنوات رسمية، لا من خلال الصحافة أو صراخ وصياح داخل الكونغرس الأميركي“.
وأظهر آخر استطلاع أعدّه “المركز الروسي لدرس الرأي العام” أن 69.1 في المئة من الروس سيصوّتون لمصلحة بوتين، فيما حلّ المرشح عن الحزب الشيوعي بافل غوردنين في المركز الثاني (7.8 في المئة)، والمرشح القومي الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي ثالثاً (5.9 في المئة)، والصحافية الليبرالية كسينيا سوبتشاك رابعة (1.6 في المئة).
وتُعدّ هذه النتائج مرضية بالنسبة الى الكرملين، خصوصاً أنها أُجريت قبل خطاب بوتين أمام الهيئة الاشتراعية قبل ايام، والذي أُرجئ لتشجيع إقبال الروس على صناديق الاقتراع، وإحباط محاولات أليكسي نافالني، المعارض الروسي الممنوع من خوض الانتحابات، لتشجيع الروس على مقاطعتها.
ويرفض بوتين المشاركة في مناظرات تلفزيونية مع منافسيه، علماً أن مناظرات شهدت مشادات وكلمات سوقية من جيرينوفسكي في حق سوبتشاك التي رشته بماء على الهواء مباشرة، قبل أن ترفع دعوى ضده أمام القضاء بتهمة القدح والذم واستخدام ألفاظ خارجة عن الأدب في وصف مرشحة رئاسية. واتهم معارضون جيرينوفسكي بأنه مرشح الكرملين الدائم منذ 25 عاماً في الانتخابات، لتشويه سمعة باقي المرشحين، في استثناء مرشح السلطة.
المصدر: الحياة اللندنية