شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة على ضرورة الحفاظ على أمن و إستقرار البلاد والمكتسبات المحققة خلال العشرية الأخيرة وعدم الاستماع لأبواق المتشائمين والمسودين لصورة الجزائر والإنجازات المجسدة الساعية لجر البلاد لمستنقع الفوضى أو ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي والذي يرهن على أنه عنوان للدمار والخراب ذاقت منه بعض الدول و لم ينبها غير الاستقرار وتهجير الشعوب والتدخل الأجنبي. وذكر بوحجة في كلمته خلال اليوم البرلماني الذي نظمه المجلس الشعبي الوطني أمس بمناسبة الاحتفاء بيوم الشهيد المصادف ل 18 فيفري :” الجزائر اليوم هادئة ومتصالحة مع نفسها ومتوجهة بعزم نحو المستقبل وهي قلعة للأمن والاستقرار في محيط مضطرب ومتأزم أدى إلى التدخل الخارجي وانهيار دول و تهجير شعوب” وتابع :” الجزائر تحتاج اليوم و في هذا الظرف بالذات الذي يتميز بالضغوط الخارجية عديدة إلى كل ساعد من سواعد الأمة وإلى كل كلمة تجمع و لا تفرق و إلى تقوية الجبهة الداخلية بما يضمن رص الصف ووضع المجتمع خارج الصراعات الوهمية المبددة للجهد و الوقت والإرادة ” وأردف في السياق ذاته :” وهذه هي دلالات الوفاء والإخلاص التي يجب أن تتجل في تثمين المكاسب وصونها بأفعال و مواقف ورفع التحديات الثقيلة التي تواجهها بلادنا خاصة في المجال الأمني وفي مواصلة مسار التنمية المستدامة وبناء اقتصاد النمو والحفاظ على السيادة الوطنية ” وأشار أيضا إلى أن الجزائر أضحت نموذجا في بناء دولة المؤسسات ومنارة للديمقراطية التشاركية وللفكر الوسطي الهادف إلى محاربة التطرف العنيف و ذلك بالوفاء دائما للقيم الوطنية والحضارية وبالولاء المطلق للدولة التي زكتها دماء شهداء الثورة والجمهورية . ودعا بوحجة في ساق منفصل للكف عن صناعة الجدل بمكونات الهوية الوطنية التي أصبحت مادة دسمة للنقاش والصراع والمزايدة السياسية سيما وأنها أمور مكرسة ومحصنة دستوريا لا ينبغي -على حد تعبيره- جعلها محل نزاع مؤكدا أن البلاد تنتظرها تحديا وجب إيلاء أهمية لها وقال:”عناصر هويتنا الوطنية من الإسلام و العروبة والأمازيغية محصنة دستوريا و لم تعد محل نزاع أو مزايدة أو مساومة أو تسييس ويجب أن تشكل بعناصرها المتلازمة والمتآخية المنصة الصلبة لانطلاقة قوية نحو غد مشرق بالمنجزات ” ومع مرور سنتين على التعديل الدستوري أكد بوحجة على أن هذا الأخير كرس سيادة الشعب وعزز الديمقراطية والحقوق والحريات وتضمن إرادة في تعزيز الوحدة الوطنية وثوابت الأمة و دعم مكانة ثورة نوفمبر وتحصين رموزها .
رسالة الشهداء وصية وتجربة ينبغي الإستلهام منها للمضي قدما
وأبرز بوحجة أن السيادة الوطنية التي استرجعها أمس مليون و نصف مليون شهيد على أبناء اليوم الحفاظ عليها واستلهام القيم و الإقتداء بهم في معركة البناء و التنمية الماضية فيها البلاد و قال :” نحتفي بذكرى الشهيد لنستحضر صمود الجزائريين في معركة التحرير وإلتحامهم بجبهة التحرير و الجيش التحرير ونحن نخوض في معركة التصدي لتحديات التنمية نسأل أنفسنا : أين نحن من ثورتنا المظفرة و أين نحن من رسالة الشهيد و كيف يكون الوفاء و الإخلاص ؟ فهذه الأخيرة وصية و أمانة يجب أن نقرأها كل مرة قراءة جديدة من أجل استثمار هذا الرصيد الرمزي من القيم في شحذ الهمم و استنهاض الإرادات لمواجهة تحديات الحاضر و المضي قدما على درب البناء و التقدم ” وذكر أيضا :” ما أحوجنا اليوم إلى الإقتداء بسيرة شهداء الوطنية و الإيمان برسالتهم المخطوطة بدمائهم الزكية حتى لا يتوهم أحد بأن انتصارات ثورة نوفمبر قد تحققت بلا ثمن وحتى يدرك جيل اليوم من الشباب أن المستقبل يبنى بالعمل والعلم و الإرادة و حب الوطن و التضحية من أجله ” .
بناء الصرح المغاربي ضرورة
وعاد بوحجة للحديث عن أحداث ساقية سيدي يوسف المصادفة ذكراها ل 8 فيفري ليؤكد على أن كفاح الشعبين الشقيقين الجزائري و التونسي ما هي إلا رسالة على ضرورة بناء الصرح المغاربي و قال في كلمته :” وهل ننسى الجريمة المقترف على ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958 التي امتزجت فيها دماء الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي والتي تشكل إصرار على ضرورة بناء الصرح المغاربي الذي يعتبر من الأهداف الكبرى لثورة نوفمبر و بيانها المؤسس ” .
زينب بن عزوز