دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، المعارضة للكف عن انفعالاتها الاستعراضية والتعصب للرأي وزرع الشك والانتقاص من الإنجازات التي حققتها الدولة، ردا على المشككين في شرعية البرلمان وقال: “ولعله من المفيد التذكير بأن مصداقية مجلسنا ومكانته ودوره في حماية صرح البناء الدستوري ومنظومة نظامنا الديمقراطي مرتبطة بسلوك كل عضو منا ومدى التزامه بالعقد والعهد اللذين يجمعانه بمن انتخبوه ووضعوا ثقتهم فيه.”
وأضاف بوحجة في كلمة قرأها نيابة عنه نائبه أمين سنوسي أمس خلال اليوم البرلماني الذي نظمته إدارة المجلس تحت عنوان “التجربة البرلمانية الجزائرية”: “إننا نرى في مجلسنا هيئة واحدة متكاملة أغلبية ومعارضة ولا شك أن تعدد الآراء والاجتهادات يقربنا أكثر لما هو صالح ومفيد لوطننا بعيدا عن الانفعالات الاستعراضية والتعصب للرأي وبث الشك والتجريح والانتقاص من جهود بلادنا ومكانتها في الخارج خاصة في هذا الظرف الحساس الذي يتطلب منا جميعا تحقيق درجة قصوى من التوافق والثقة في أنفسنا وتكاثف جهودنا وإعطاء الأولوية للمحافظة على أمن واستقرار الجزائر والحفاظ على استقلاليتها الاقتصادية والمالية. ”
ورد بوحجة على المعارضة التي طالبت في وقت سابق بحل البرلمان وبمجلس تأسيسي بأن الجزائر أقامت مجلسها الوطني التأسيسي قبل أكثر من نصف قرن وهي لا تعود للوراء بل إنها تتقدم بخطى ثابتة ورؤية واضحة و جادة تعمل على توسيع قاعدة نظامها الديمقراطي وتقدم على التغيير من داخل تجربتها التاريخية و ثقافة شعبها بكل خصوصياته .”
وأثنى بوحجة مطولا على المؤسسة التشريعية بالقول إنه “كان لها دور إستراتيجي في ترشيد الخيارات الكبرى للدولة عن طريق مراقبة عمل الحكومة ومتابعة تنفيذ السياسات العامة بما يضمن الاستقرار النسقي للدولة ويرفع من تجانس المجتمع ووحدته ومناعته ويعزز مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحرص المستمر والمؤكد على بناء دولة الحق والقانون” داعيا نواب الشعب لتحصين المكاسب والمساعدة على تعزيز استقرار وازدهار البلاد وفاء لتعهداتهم الانتخابية أمام المواطنين وأسوة بكل من جاهد وناضل من أجل جزائر السيادة والعزة وأكد بالموازاة مع ذلك أن “الفترة التشريعية هذه ستكون استثنائية وساحة خصبة للحوار البناء حول القضايا الكبرى التي تهم بلادنا وسنضطلع بمهامنا في إطار من التشاور والتنسيق الدائم مع مجلس الأمة والحكومة كل حسب صلاحيته ومهامه وسنعمل على تعزيز هذه العلاقة وتقوية أواصر التعاون لصالح شعبنا ودولتنا”
وعاد بوحجة للتعديلات الدستورية التي بادر بها رئيس الجمهورية بالتأكيد أنها “ساهمت في تعزيز مكانة البرلمان عموما والمجلس الشعبي لوطني بشكل خاص في هيكلة النظام السياسي حيث أصبح هذا الأخير حلقة الوصل الفعلية بين مؤسسات الدولة والمجتمع وحاضنة للممارسة الديمقراطية بالنظر للتعددية غير المسبوقة التي أنتجتها الانتخابات التشريعية للرابع ماي 2017 الأمر الذي سيمكن – حسبه – من المساهمة في إثراء وتقويم المجهود الوطني الهادف للإرتقاء بدولتنا”‘ .
وحضرت المصالحة الوطنية في خطاب بوحجة وذلك على بعد يوم واحد من إحياء الذكرى الثانية عشر لإحياء استفتاء حول ميثاق السلم و المصالحة الوطنية المصادف ليوم 29 سبتمبر والذي أكد أن الشعب تبناه بالأغلبية المطلقة بشكل ساهم في استعادة السلم والأمن لربوع الوطن وحقن دماء الجزائريين والحفاظ على النظام الجمهوري وقال : “أصبحت الجزائر بفضل المشروع النهضوي لرئيس الجمهورية قلعة للأمن والاستقرار في عالم مضطرب ومتأزم وفي جو إقليمي عربي وإفريقي مليئ بالتهديدات و النزاعات وأضحت الجزائر منارة للديمقراطية التشاركية وللفكر الوسطي الهادف لبناء دولة المؤسسات المواطنية بوفاء دائم لقيمنا الوطنية والحضارية وبولاء مطلق لدولة زكتها دماء الشهداء الثورة و الجمهورية” وتابع :”لقد جمع المشروع النهضوي لرئيس الجمهورية بين الإرادة المخلصة لخدمة الوطن وترسيخ الأمن والسلم وإرساء دعائم دولة الحق والقانون مع العمل على تعزيز التجانس الوطني ودعم وحدة الشعب وتحضين الهوية الوطنية وجعل المشاركة السياسية أساس الحكم” .
زينب بن عزوز