مع الغموض الذي لا يزال يتخبط فيه حزب جبهة التحرير الوطني في ظل الجدل الذي لا يزال يصاحب استقالة أو إقالة ولد عباس والتساؤلات التي تطرح عن مستقبل الحزب و قيادته تطرح بالموازاة مع ذلك شخصية معاذ بوشارب خليفة ولد عباس المؤقت والرجل الثالث في الدولة التساؤلات ة تحمل معها هي الأخرى الغموض عن هذا الأخير المستمر في سياسة الغياب و الصمت الغير مبرران مقابل ظهور المتتالي أمام الكراسي الشاغرة بالغرفة السفلى و التغييب التام على مستوى الحزب في ظل ما يتم تداوله عن رفض بعض قيادات الحزب له و التي لخصها الأكبر سنا في المكتب السياسي و الذي رد على غياب بوشارب عن أداء مهامه وهو خليفة ولد عباس المؤقت بالقول ” أمر بوشارب خاطيني وولد عباس لا يزل أمينا عاما وهو مريض وفي فترة نقاهة”.
فعلى الرغم من الحديث عن إجماع و توافق على انتخابه على رأس الغرفة السفلى خلفا لسعيد بوحجة غير أنه قوبل بالكراسي الشاغرة من نواب البرلمان أمام العديد من علامات الاستفهام التي تطرح على شخص معاذ بوشارب الذي لم يستطع لحد الساعة فرض نفسه كرجل الثالث في الدولة وكمنسق خليفة مؤقت لولد عباس على رأس الأمانة العامة للأفلان ويظل غيابه و صمته سيد الموقف ليكون هذا الأخير في مواجهة أخرى مع الصحافة خلال اليوم البرلماني الذي ستنظمه لجنة الدفاع بعد غد حول “الخدمة الوطنية” و الذي ينتظر منه أن يخرج عن صمته و يقدم الإجابات عن كثير الأسئلة التي تطرح عنه.
المحلل السياسي عامر رخيلة:
“بوشارب شخص معين وينتظر الإشارة ليتحرك”
اعتبر المحلل السياسي عامر رخيلة أن معاذ بوشارب يوجد في وضعية معقدة و صعوبة في تسيير مهامه سواء على مستوى المجلس الشعبي الوطني أو الحزب و قال رخيلة في تصريح ل “الجزائر ” أمس : “المراقب و الملاحظ لمسيرة بوشارب منذ تعيينه على رأس المجلس الشعبي الوطني و بعدها خليفة مؤقت لجمال ولد عباس على رأس الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني تغييبا تاما لهذه الأخير و حالة تيهان و عدم قدرة على فرض شخصيته لا كرجل ثالث في الدولة ولا كمنسق للقيادة الجماعية الأفالان” و تابع في السياق ذاته :”بوشارب غاب عن انتخاب ممثل العاصمة لعضوية مجلس الأمة و خلفه في المهمة رئيس الكتلة في الوقت أن المأمورية هي من مهام معاذ بوشارب كمسؤول عن الحزب ليستمر الأمر ويغيب عن لقاء أحزاب التحالف الرئاسي في غيابات متتالية غير مبررة لا من شخصه و لا من ينوب عنه سيما في ظل تأكيد أعضاء المكتب السياسي على نفي استقالة ولد عباس و القول في كل مرّه إنه في فترة نقاهة وهو دليل أنه غير مرغوب فيه في منصب خليفة ولد عباس “
و أضاف :” في الوقت الذي كنا أن نرى حراكا على مستوى الحزب سيما مع التحضيرات لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة و الرد من خليفة ولد عباس على بعض الممارسات التي طالت عملية انتخابات التمهيدية للسينا غير أن الصمت هو سيد الموقف”.
وأبرز رخيلة أن غياب بوشارب على مستوى الهيئة التشريعية ظاهر للعيان بقوة سيما في ظل ” الكراسي الشاغرة ” التي فرضت نفسها في عديد جلسات الغرفة السفلى من جلسات المخصصة للرد على الأسئلة الشفوية و السؤال الذي يطرح نفسه هل الأمر ذاته مع هياكل المجلس و كيفية التصرف معها و تسييرها من هذا الأخير و قال في هذا الصدد:” كانوا يتحدثون عن إجماع و توافق على شخصية بوشارب من داخل الأفالان و أحزاب التحالف الرئاسي ليكون الرجل الثالث في الدولة غير أن كاريزما هذا الأخير ليست في مكانها المناسب و يعطي الانطباع على أنه رجل معين و ينتظر الإشارات و الإيحاءات ليتحرك أو يتكلم فمن غير المعقول أن يقابل في كل مرة كراسي شاغرة؟
والأمر ذاته – يضيف رخيله- يمكن إسقاطه على صفة خليفة ولد عباس في حزب جبهة التحرير الوطني بحيث أنه مغيب تماما عن أداء مهامه بدليل غيابه عن نشاطين للحزب دون مبرر وهو أمر غير مقبول بروتوكوليا و سياسيا غير أن الأمر – على حد تعبيره- يمكن تفسيره أنهى نقص خبرة معاذ بوشارب والذي لم يكن مناضلا لسنوات في حزب الأفلان واستطاع في ظرف وجيز أن ينال لقب رجل الثالث في الدولة و منصب المسؤول الأول في الأمانة العامة في حزب جبهة التحرير الوطني و لو كان ذلك بصفة مؤقتة و قال :”هذا التغييب والغياب غير المبرر دليل أن معاذ بوشارب إنسان مفروض سواء في رئاسة المجلس الشعبي الوطني أو على مستوى الحزب و الذي عين بطريقة غير شرعية و لقي رفضا واسعا بدليل تمسا قيادات الحزب بولد عباس أمينا عاما و يرفضون الاستقالة رغم برقية وكالة الأنباء الجزائرية ” و تابع :” هو إنسان معين و بن يتحرك أو ينطق إلا بإشارة ممن عينوه”.
زينب بن عزوز