لم تختلف المعارضة ولا المتابعون للشأن العام في الجزائر في مواقفهم من بيان السياسة العامة الذي عرضت خطوطه العريضة رئاسة الجمهورية أول أمس وسيقدمه الوزير الأول أحمد أويحيى الاثنين المقبل أمام نواب البرلمان.
وأجمع عدد من نواب البرلمان خارج أحزاب الموالاة عن ترتيب السلطة لعرض إنجازات الحكومة من أجل الترويج للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة وأن الوثيقة لا تشكل حدثا.
جمال صوالحي من جبهة العدالة والتنمية :
“وثيقة الوزير الأول ذر للرماد في العيون”
انتقد جمال صوالحي نائب رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة العدالة والتنمية ،اختيار هذا الوقت بالذات لعرض بيان السياسة العامة ،الذي تم برمجة عرضه مع ترشح الرئيس لعهدة خامسة.
وأضاف صوالحي أن المطلع على الوثيقة سيدرك أن الحكومة قد وصلت إلى حد الافلاس وليس لديها ما تقدمه للشعب إلا الترويج لإنجازات قد تجاوزها الزمن.
وقال المتحدث إن ما يفاخر به الوزير الأول أحمد أويحي ما هو إلا ذر للرماد في العيون للإلهاء على القضية الأصلية.
وهاجم نائب رئيس مجلس الشورى الوطني استعمال مؤسسات الدولة للترويج لمرشح واحد، ومن بينها تحويل بيان السياسة العامة إلى وثيقة ترويجية للرئيس وقراءة رسالته من طرف وسائل الإعلام الحكومية وتسخير وسائل النقل لفائدته، وهي رسائل تعني أن الأمور بات مفصولا فيها.
وانتقد صوالحي مثل هذه التجاوزات واعتبرها مخالفة للدستور وماسة بالديمقراطية في الداخل والخارج.
واعتبر ذات المتحدث أن عرض بيان هذه السياسة أمام البرلمان يعد لا حدثا، وأنه قد تجاوزها الزمن لأن عرض السياسة العامة في أجاله المحددة قد يترتب عنه سحب الثقة من الحكومة .
بنص المادة 98 “أنه يمكن أن تُختتَم مناقشة حصيلة عمل الحكومة في البرلمان “بلائحة” وهي عريضة للنواب قد تكون بدعم الطاقم الوزاري أو سحب الثقة منه. ووفق دستور 2016 فإن الحكومة مطالبة بتقديم حصيلة عملها للبرلمان سنويًا وفتح نقاش حولها.
جيلالي سفيان رئيس جيل جديد
“أويحي يدخل المعركة والحرب قد انتهت “
انتقد رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان بشدة الخطوط العريضة لبيان السياسة العامة الذي سيعرضه الوزير الأول أحمد أويحي أمام البرلمان يوم الاثنين المقبل.
وقال جيلالي سفيان إن الحصيلة التي يتحدث عنها الوزير الأول لا حدث ، وأن اختيار هذا الموعد بالذات يدل على أن المعركة الاتصالية من طرف الوزير الأول قد تجاوزها الزمن وأن مزاعم أويحيى لن يصدقها الشعب الذي يعبر يوميا في الشوارع عن موقفه من السياسة البائدة.
و أضاف المتحدث أن الوزير الأول أحمد أويحي يشبه من يدخل معركة بعد أن انتهت الحرب لأن الحديث عن انجازات، لن يقنع الجزائريين بأن واقع معيشتهم وردي.
خبير القانون الدستوري رخيلة عامر :
الوثيقة تم تكييفها لتكون متلائمة وبرنامج الحملة الانتخابية
قال الدكتور رخيلة عامر أن تأخير عرض بيان السياسة العامة أمام البرلمان إلى هذا الوقت بالذات كان متعمدا إذ عرف عدة تعطيلات ليكون متلائما وفترة إعلان الرئيس لترشحه، وأن المطلع على الخطوط العريضة للبيان سيجد انه قد تم تكييفه ليكون متلائما وبرنامج الحملة الذي يم التحضير له لفائدة الرئيس بوتفليقة.
اذ كان مفروضا أن الوثيقة قد تم عرضها منذ عدة أشهر، وأن مضمونها يكون شاملا لكل انجازات الحكومة خلال السنة التي تلت طرح برنامجها ، كما يذكر البيان ما تبقى دون انجاز وما هو قيد الانجاز، حتى يسمح للبرلمان بتقييمه ومناقشته وتقديم مقترحات كما قد يترتب عنه سحب الثقة من الحكومة. لكن ما حدث أن الحكومة قد برمجت موعدها دون مراعاة للدستور ولا لرقابة البرلمان .
يذكر أنه سيعرض الوزير الأول أحمد أويحيى، الاثنين المقبل، أمام البرلمان، حصيلة العمل السنوية للحكومة، ومن المقرر أن تشمل إنجازات مدة 20 سنة من فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة .
ووفقا للتعديل الدستوري الذين تم في مطلع عام 2016 فإن الحكومة مطالبة بتقديم حصيلة عملها للبرلمان سنويًا لمناقشة النتائج.
ووفق بيان السياسة العامة للحكومة، التي نشرتها الرئاسة أول أمس على موقعها الإلكتروني، فقد تم تخصيص محور مستقل لذكر الإنجازات المحققة منذ 1999 وهو تاريخ وصول الرئيس بوتفليقة للحكم
وكان من المقرر أن تعرض الحكومة حصيلة عملها في شهر سبتمبر الماضي، لكن العملية تأجلت لأسباب لم توضح لكنها فهمت من مراقبين سياسيين أنها كانت متعمدة للتزامن مع إعلان ترشح الرئيس لعهدة خامسة .
رفيقة معريش