أجمعت التشكيلات السياسية على السير العادي لعملية جمع التوقيعات الخاصة بتشريعيات 12 جوان المقبل، مؤكدة على قدرتها على جمع أكثر مما هو مطلوب قانونا لاسيما بالنسبة للأحزاب التي لها تجارب مشاركات سابقة في الإستحقاقات الإنتخابية، غير أن هذا لم يمنع البعض من الإشارة لبعض الصعوبات التي واجهوها في عملية سحب استمارات اكتتاب التوقيعات.
اعتبر المكلف بالإعلام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، صافي لعرابي أن التحضيرات للتشريعيات تجري على قدم وساق وأن جمع التوقيعات هي عملية روتينية بالنسبة لـ”الأرندي” وليس بالأمر الذي يتخوف منه، وكشف في السياق ذاته عن صعوبات في البدابة واجهها الحزب فيما يخص سحب الإستمارات وكذا التصديق على هذه التوقيعات.
وقال المسؤول في “الأرندي” في تصريح لـ”الجزائر” “وجدنا صعوبات في البداية فيما يتعلق بسحب الإستمارات في بعض الولايات، وهناك مشكلة التصديق على مستوى البلديات على استمارات التوقيعات”، متابعا “ومشكلة سحب الإستمارات تم تجاوزها وقمنا بسحبها على مستوى كل الولايات فيما يبقى المشكل الثاني قائما”. وتابع “عملية جمع التوقيعات ليست مشكلة بالنسبة للحزب وقمنا في هذا الصدد بتوجيه تعليمات للأمناء الولائيين في هذا الخصوص.
وأشار لعرابي إلى أن “الأرندي” متفائل بتحقيق نتائج إيجابية في تشريعيات 12 جوان المقبل، بالنظر لموقعه على الساحة السياسية، وتواجده في كل الولايات والرصيد الذي يمتلكه من التجارب الانتخابية السابقة.
وأكد المتحدث “لسنا متخوفين من التشريعيات المقبلة بل متفائلون بتحقيق نتائج إيجابية بالنظر للظروف التي ستتم فيها هذه الإستحقاقات في ظل قانون انتخابات جديد وضع حدا لكافة الممارسات السابقة التي شوهت العملية الإنتخابية ومعها النمط الإنتخابي والذي يعطي الحرية للناخب لاختيار من يراه أهلا لتمثيله والتفاؤل نابع أيضا من أن الكلمة هذه المرّة ستكون للشعب”.
من جانبه أكد رئيس حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني أن عملية سحب الإستمارات وجمع التوقيعات عرفت تأخرا في البداية في بعض الولايات لاسيما الجنوبية منها وهو ما اعتبره بالأمر غير المقبول لاسيما وأن الأحزاب السياسية مقيدة بآجال فيما يخص هذه العملية وأن أي تأخير ممكن أن ينعكس عليها سلبا.
وأضاف غويني في تصريح لـ”الجزائر” أن الأمر لا يتعلق بالتأخر المسجل فقط في عملية سحب الإستمارات وإنما أيضا في التصديق على التوقيعات بل في توفر الأعوان المؤهلين المكلفين بعملية المصادقة على التوقيعات وإن توفروا – يضيف غويني”فإنهم قليلون بالنظر لعدد الأحزاب السياسية واستمارات الوقيعات الكبير”.
ودعا في هذا الخصوص السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات للتدخل وتوفير العدد الكافي من الأعوان المؤهلين في بعض الولايات المكلفين بعملية التصديق على التوقيعات. واعتبر غويني أن عملية جمع التوقيعات بالنسبة لتشكيلته السياسية لا تعد مشكلا والتي لديها تجربة في هذا الخصوص بقدر ما المشكل موجود في عملية التصديق عليها.
وأشار غويني إلى أن حزبه سيدخل بقوائم تنافسية لتشريعيات 12 جوان تحوي الكفاءات و ذوي النزاهة من الشباب والنساء والرجال. وما تعلق بالتحالفات الحزبية، قال غويني: “من السابق لأوانه الحديث عن التحالفات والإصلاح ستدخل التشريعيات بقوائمها و قد تطرح المسألة للنقاش بعد الإعلان عن النتائج”.
في المقابل اعتبر القيادي في حركة مجتمع السلم، أحمد صادوق أن عملية جمع التوقيعات الخاصة بالتشريعيات المقبلة تجري بصفة عادية وهادئة
وقال صادوق في تصريح لـ”الجزائر” سحبنا الإستمارات في كل الولايات وفي الجالية ونحن نجمع بشكل هاديء وسنجمع التوقيعات أكثر مما هو مطلوب هذه الخطوة تعودنا عليها من خلال خبرتنا في الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
واعتبر القيادي في جبهة المستقبل، الحاج الغوتي هو الآخر بأن حزبه تعود على جمع التوقيعات وأن المرحلة عادية بالنسبة له بالنظر للتجارب السابقة الخاصة بالمشاركة في الإستحقاقات الإنتخابية والتي تمكنت من جمع توقيعات أكثر مما هو مطلوب قانونا، وهو الأمر الذي قال إن “تشكيلته السياسية ستعيد الكرّة هذه المرّة بجمع توقيعات أكثر من العدد المحدد قانونا”.
وأشار الغوتي في تصريح لـ”الجزائر” إلى أنه “تم سحب وتوزيع الإستمارات في كل الولايات بالرغم من التأخر الذي عرفته العملية في البداية غير أن الأمور عادت لنصابها فيما يخص هذه المسألة.
وأضاف “قمنا بسحب الإستمارات في كل الولايات وتم الشروع في عملية جمع التوقيعات ومن هذه الناحية الأمور تسير بصفة عادية غير أن المشكل المطروح هو على مستوى التصديق على هذه التوقيعات بحيث لا تزال البيروقراطية تفرض نفسها بالرغم من القوانين والتصريحات المتتالية للمسؤولين بوضع حد لها”.
وأبرز المتحدث ذاته بأن التشريعيات المقبلة تعد فرصة ينبغي استغلالها لإعادة الاعتبار لمؤسسة المجلس الشعبي الوطني وجعلها مؤسسة تحوي تمثيلا حقيقيا للإرادة الشعبية حتى تتمكن من تأدية المهام المنوطة به ويتم إحداث القطيعة مع الصورة السابقة التي تكونت عنه والتي كانت نتاج ممارسات عملت على تشويهه.
ومن جهته أكد القيادي في حزب تجمع أمل الجزائر، كمال ميدة أن عملية جمع التوقيعات تسري بصفة عادية على مستوى تشكيلته السياسية بالرغم من الصعوبات التي كانت مسجلة من قبل بسبب التأخر المسجل في سحب الإستمارات في بعض الولايات.
وأضاف ميدة في تصريح لـ”الجزائر” إلى أن حزبه سحب استمارات الترشح وجمع التوقيعات في كل الولايات بما فيها الولايات التي تم استحداثها مؤخرا وقال”في البداية صحيح كانت هناك بعض الصعوبات غير أنه تم تجاوزها وسحبنا الإستمارات في كل الولايات وعملية جمع التوقيعات تسير بصفة عادية ولم نجد صعوبة ولا عراقيل”.
واعتبر ميدة بأن “تاج” يعتبر تشريعيات 12 جوان المقبل، بالمحطة المهمة في استكمال مسار بناء مؤسسات الدولة واستمرار لتجسيد تعهدات رئيس الجمهورية بالذهاب للجزائر الجزائر الجديدة التي تكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائر.
وكشف أن حزبه سيعتمد على معايير الشفافية والنزاهة والكفاءة في اختيار قوائمه لتكون تنافسية و تحقق نتائج إيجابية.
زينب بن عزوز