جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
شهد العام 2024، العديد من الأحداث الرياضية في الجزائر والتي ستبقى محفورة في الذاكرة، على غرار التألق في أولمبياد باريس في الرياضات الفردية وكذا في الألعاب البارالمية والمنتخب الوطني العسكري في الألعاب الإفريقية، كما لم تخل السنة من النجاحات والإخفاقات، بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم أو الأندية الجزائرية على المستوى المحلي، بينما ودعت الجزائر العديد من الرمز الرياضية التي صنعت أمجاد كرة القدم على وجه الخصوص، وهي الأحداث الحزينة التي طبعت المشهد الرياضي.
خروج مبكر للمنتخب الوطني من “الكان” وإقالة بلماضي
واستهل المنتخب الوطني لكرة القدم، العام 2024 بالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا للتي جرت بكوت ديفوار، والتي عرفت خروجا مبكرا ل“الخضر” وخيبة أمل كبيرة الذين أخفقوا مجددا تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، حيث عجز المنتخب عن محو آثار النتائج السلبية في “كان” الكاميرون وبعدما الفشل في التأهل إلى مونديال 2022 بقطر، غير أن الأمر تكرر في بلاد “الفيلة“، حينما حقق المنتخب الجزائري تعادلين في أول مباراتين أمام كل من أنغولا وبوركينافاسو، وكان مصيره بيده في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، خلال مباراة موريتانيا، لكنه تلقى خسارة قاسية، ليغادر المحفل الكروي القاري من الدور الأول، برصيد نقطتين فقط، وهو ما عجل بإقالة المدرب جمال بلماضي بعدها مباشرة، بعدما صنع أفراح الجزائريين في كأس إفريقيا بمصر 2019، والتتويج الثاني في تاريخ الجزائر.
تعيين بيتكوفيتش والبوسني يعيد هيبة “الخضر”
ولم تتأخر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة وليد صادي، في إيجاد خليفة للمدرب جمال بلماضي، حيث اختار رئيس “الفاف” المدرب البوسني والذي يحمل الجنسية السويسرية، فلاديمير بيتكوفيتش، لقيادة العارضة الفنية ل“الخضر” وسطر معه التأهل إلى كأس العالم 2026 كهدف رئيسي في مهمته، وبدأ، مشواره مع المنتخب الجزائري بدور الجزائر الدولية الودية “فيفا سيريز”، وحقق فوزا أمام منتخب بوليفيا، ثم تعادلا أمام منتخب جنوب إفريقيا بنتيجة، قبل أن يتعثر في الموعد الرسمي أمام غينيا، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، حيث تكبد خسارة قاسية بملعب “نيلسون مانديلا”، قبل أن يتم التدارك سريعا، وعودة قوية بفوز خارج الديار على حساب أوغندا ليحافظ المنتخب على صدارة ترتيب المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط، بعدما حقق سابقا انتصارين مع المدرب بلماضي، أمام الصومال بالجزائر، وموزمبيق خارج الديار.
تأهل بنتائج رائعة إلى “كان 2025″
وحقق المنتخب الجزائري، بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش، نتائج ممتازة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، ضمن المجموعة الرابعة التي ضمت طوغو وليبيريا وغينيا الاستوائية، حيث أنهى التصفيات من دون هزيمة، ب 16 نقطة، بعد 5 انتصارات وتعادل واحد فقط خارج الديار أمام منتخب غينيا الاستوائية في الجولة ما قبل الأخيرة، وخاض التقني البوسني 10 لقاءات على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، حقق خلالها 7 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة، كما دخل تاريخ كرة القدم الجزائرية كأول مدرب يحصد ثلاثة انتصارات متتالية خارج الديار في 6 مباريات.
ماندي يحطم رقم سليماني التاريخي في عدد المشاركات
وستبقى سنة 2024 مميزة في مسيرة المدافع الدولي عيسى ماندي، بعد تحطيمه الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع “الخضر” الذي كان بحوزة زميله إسلام سليماني، حيث كانت مباراة ليبيريا شهر نوفمبر، تاريخية بعد بلوغه 103 مباريات في عدد المشاركات مع “الخضر“، متفوقا على سليماني الذي يحوز على 102 ومباراتين، علما أن لاعب نادي ليل الفرنسي، بدأ مشواره الدولي مع المنتخب الجزائري في 5 مارس 2014، حينما خاض أول مباراة ودية أمام منتخب سلوفينيا في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
نجاح أولمبي.. ذهبيتان لخليف ونمور وسجاتي يحقق البرونزية
شهدت أمسية 9 أوت 2024 حدثا تاريخيا في الرياضة الجزائرية، صنعته البطلة الجزائرية إيمان خليف بحصولها على الميدالية الذهبية للملاكمة وزن 66 كلغ للسيدات في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، لتصبح أول ملاكمة جزائرية وإفريقية وعربية تحصد الذهب في الألعاب الأولمبية، وقد أسكتت ابنة مدينة تيارت، أفواه المشككين والمنتقدين بفوزها بالميدالية الذهبية الأولمبية الأولى للجزائر في الملاكمة، وهي التي عاشت ضغوطا كبيرة خلال مشوارها الأولمبي نحو النهائي، وقبلها، كانت المتألقة كيليا نمور، قد حصدت الذهب كأول لاعبة جمباز إفريقية وعربية تفوز بميدالية أولمبية بأداء مذهل على في اختصاص العارضتين مختلفتي الارتفاع، لتُعيد بذلك الجزائر لمنصة التتويج للمرة الأولى منذ أولمبياد ريو دي جانيرو سنة 2016.
واكتفى العداء الجزائري جمال سجاتي بالميدالية البرونزية لسباق 800 متر في ألعاب القوى، وحل سجاتي في المركز الثالث بزمن قدره (1د، 41ثا و50ج)، وتعد هذه الميدالية هي الأولى للجزائر في ألعاب القوى، منذ الفضيتين اللتين حققهما توفيق مخلوفي في اختصاصي 800 متر و1500 متر، خلال أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
الجزائر تحتل المركز الثاني عربيا وإفريقيا في الألعاب الأولمبية يباريس
وأنهت الجزائر مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية يباريس 2024 في المركز 39 عالميا والثانية عربيا وإفريقيا، بعد نيلها ميداليتين ذهبيتين وبرونزية، واحتلت البحرين المركز الأول في أكثر الدول العربية حصدا للميداليات في أولمبياد 2024 بواقع 4 ميداليات من بينهم 2 ذهبية وفضية وبرونزية، والمرتبة الثانية إفريقيا بعد كينيا صاحبة 10 ميداليات، منها 4 ذهبيات، فضيتان وأربع برونزيات، وتعتبر مشاركة الجزائر في أولمبياد باريس 2024 الأفضل منذ أولمبياد أتلانتا 1996 بالولايات المتحدة الأمريكية، أين احتلت الجزائر المركز 34 عالميا.
الأولى عربيا في الألعاب البارالمبية بـ11 ميدالية.
وبعد أسبوعين من ختام أولمبياد باريس استضافت فرنسا ب النسخة 17 من الألعاب البارالمبية، التي شاركت فيها 169 دولة، وقد حققت الجزائر، أنجازا رائعة وحلت الأولى عربيا برصيد 11 ميدالية، بينها 6 ميداليات ذهبية، بينما حققت تونس المركز الثاني عربيا برصيد 11 ميدالية مثل الجزائر، لكنها فازت بخمس ميداليات ذهبية، وتألق عبد القادر بوعمار في الجيدو، وإبراهيم قندوز في سباق كانوي كاياك، كما أضاف إسكندر جميل عثماني ميداليتين ذهبيتين، في حين أحرزت صافية جلال أول ذهبية لها في الدورة، وأكملت نسيمة صايفي مشوارها بذهبية أخرى. أما فيما يخص الميداليات البرونزية، فقد حصلت الجزائر على خمس ميداليات، حققت نسيمة صايفي ميدالية برونزية، وتوج إسحاق ولد قويدر ببرونزية أخرى، بينما حصد كل من حمري ليندة ومحيدب أحمد وحسين بتير ميداليات برونزية أيضا. وفي هذه الدورة عادلت الجزائر حصادها من الميداليات الذهبية لتلك المسجلة في أثينا 2004.
مولودية الجزائر يعود لمنصات التتويج بعد 14 سنة من الغياب
وعرف العام 2024، عودة نادي مولودية الجزائر إلى منصات التتويج، بعد نيله لقب بطولة الرابطة المحترفة عن جدارة واستحقاق بعد غياب دام لـ14 سنة عقب آخر تتويج موسم 2009-2010. وحقق “العميد” موسما رائعا على جميع الأصعدة حيث تمكن من السيطرة على البطولة بالطول والعرض بمجموعة من اللاعبين المميزين على غرار يوسف بلايلي الذي كان بمثابة النجم الأول للفريق، وبهذا التتويج، أضحى “العميد” يضم في سجله ثمانية ألقاب محلية عقب تتويجه سابقا بمواسم 1972، 1975، 1976، 1978، 1979، 1999، 2010، كما كان النادي العاصمي قريبا من الثنائية، حيث بلغ نهائي كأس الجزائر قبل الخسارة من شباب بلوزداد.
شباب بلوزداد يحطم الرقم القياسي كالأكثر تتويجا بكأس الجمهورية
وفي كأس الجزائر توج فريق شباب بلوزداد بة الغالية بفوزه في المباراة النهائية على الجار مولودية الجزائر بهدف لصفر، وبذلك يفض الشباب الشراكة في عدد التتويجات بالكأس الغالية بتسع مرات بعد أن كان يشاركه الصدارة الثلاثي اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر ووفاق سطيف، ليصبح الشباب النادي الأكثر تتويجا في بة الكأس التي نالها في سنوات 1966، 1969، 1970، 1978، 1995، 2009، 2017، 2019 و2024.
فضيحة الخريطة الوهمية ومؤامرة ضد اتحاد الجزائر
ومر اتحاد الجزائر خلال سنة 2024 بجانب تتويج قاري جديد بكأس الكنفدرالية الإفريقية، وذلك بعد أن نفذ نادي نهضة بركان المغربي مخططا قذرا من خلال ارتداء قمصان تحمل شعارات سياسية وخريطة وهمية توسعية في لقاء المربع الذهبي أمام نادي “سوسطارة”، وكانت كل الأمور تبشر بالخير قبل الوصول لموعد نصف النهائي بعد تحقيق مشوار مميز بقيادة المدرب الإسباني كارلوس غاريدو، غير أن الأمر الذي حصل قبل لقاء ذهاب دور نصف نهائي بملعب 5 جويلية أفسد كل ما صنع من النادي العاصمي، ورغم الطعون التي تقدمت بها إدارة الاتحاد و”الفاف” إلا أن تعنت “الكاف”منح الفرصة للفريق المغربي بإقصاء نادي “سوسطارة” الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تتويجه القاري الثاني في المنافسة.
عودة ترجي مستغانم لدوري الأضواء وآقبو يكتب التاريخ
شهد موسم 2024- 2025 من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، عودة نادي ترجي مستغانم إلى دوري الأضواء من جديد، بعد نجاحه في تحقيق الصعود عن المجموعة وسط غرب من قسم الثاني هواة، وتمكن “الحواتة” بفضل خبرة المدرب رضا بن دريس من العودة مجددا إلى القسم المحترف الأول بعد غياب دام 25 سنة كاملة، لتكون بذلك سنة 2024 فأل خير على نادي الترجي، وبدوره دخل نادي أولمبيك أقبو التاريخ من أوسع أبوابه، بعد تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، لأول مرّة في تاريخه على الرغم من أنه من أقدم النوادي في الجزائر، ويعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1936، واحتل أشبال المدرب مراد كعروف صدارة مجموعة وسط شرق، عن جدارة واستحقاق، ليحقق بذلك النادي البجاوي خامس صعود له على التوالي وهو رقم لم يسبق لأي نادي جزائري قام بتحقيقه.
صادي ينصب وزيرا للرياضة
ومن بين الأحداث البارزة في 2024، هو تنصيب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ضمن الطاقم الحكومي بصفته وزيرا للرياضة، خلفا لحماد عبد الرحمن، وسط إجماع على قدرته على النحاح في المهمة، في ظل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الرجل الأول في مبنى دالي براهيم سواء من حيث التسيير أو النظرة الاستشرافية لإزاحة العقبات والعراقيل التي تحول دون بلوغ الأهداف المسطّرة على مستوى الرياضة بصفة عامة.
تدشين ملاعب عالمية والجزائر تواصل النهضة الرياضية
وواصلت الدولة الجزائرية نهضتها الرياضية، من خلال تدشين ملعبين بمواصفات عالمية، ما منح بلادنا الفرصة لتدعيم البنية التحتية الرياضية بشكل كبير، إذ تم في شهر جويلية، تدشين ملعب “علي عمار المدعو علي لابوانت” بالدويرة بالعاصمة، الخاص بنادي مولودية الجزائر، من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كثالث ملعب كبير بالعاصمة بعد “5 جويلية” و”مانديلا” ثم بعدها بحوالي أسبوع، دشن الرئيس تبون ملعب “حسين آيت أحمد” بتيزي وزو، ليكون الصرح الجديد لفريق شبيبة القبائل، والذي يعتبر دون شك من بين أجمل الملاعب ليس فقط في الجزائر، بل على مستوى القارة الإفريقية وحتى العالم، شأنه شأن ملعب “علي عمار” الذي يعد هو الآخر تحفة تضاف للمرافق الرياضية في الجزائر.
الرياضة العسكرية تصنع المجد في إفريقيا
وتألق رياضيو النخب الوطنية العسكرية، بمناسبة الألعاب العسكرية التي جرت في العاصمة النيجيرية أبوجا بين شهري نوفمبر وديسمبر، حيث أنهت الجزائر مشاركتها في وصافة الترتيب العام برصيد 96 ميدالية، بوفد ضم 120 رياضيا في عشرة اختصاصات رياضية، حيث تمكن من حصد 53 ميدالية ذهبية و22 فضية، بالإضافة إلى 11 برونزية، على غرار الفريق الوطني العسكري للرمي الذي تحصل على مجموع 32 ميدالية (11 ذهبية و10 فضيات و11 برونزية)، وكذا الفريق الوطني للمصارعة المشتركة الذي حصد مجموع 20 ميدالية (19 ذهبية وواحدة برونزية) والفريق الوطني العسكري لكرة القدم المتوج بالميدالية الذهبية بجدارة أمام منتخب الكاميرون، وهو ما أهله مباشرة إلى نهائيات كأس العالم العسكرية القادمة، وبهذه الحصيلة، احتلت الجزائر المركز الثاني من بين 22 دولة مشاركة في الألعاب، خلف نيجيريا المتصدرة برصيد 234 ميدالية، وبفارق 46 ميدالية عن صاحب الصف الثالث كينيا.
أسماء رياضية جزائرية بارزة غادرتنا إلى الأبد في سنة 2024
شهدت سنة 2024 رحيل العديد من الأسماء البارزة في الوسط الكروي في بلادنا، نذكر منهم ثنائي طاقم المنتخب الوطني في مونديال إسبانيا 1982 رشيد مخلوفي ومحي الدين خالف، مهاجم المنتخب الوطني في النصف الثاني من عشرية السبعينيات وصانع أمجاد مولودية وهران سيد احمد بلكدروسي، الدولي الجزائري وابن مدينة تيموشنت عبد الحميد مراكشي، اللاعب الدولي السابق واحد أعمدة فريق شبيبة القبائل صالح لرباس، الحكم الدولي الجزائري بلعيد لكارن، المدرب يوسف بوزيدي، المعلق الرياضي محمد مرزوقي، الدكتور ياسين زرقيني متخصص في الطب الرياضي، شغل عضو باللجنة الطبية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في مناسبات عديدة. وكان أيضا عضوا في لجان الطب الرياضي في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” والاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، فايد مولود المعروف بالحاج مولود، أحد أعمدة رابطة ولاية الجزائر العاصمة لكرة القدم، مصطفى لوشال، العضو السابق بلجنة الانضباط للرابطة الوطنية.
إعداد: ع. ب