الأحد , ديسمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / رغم حملات التحسيس والتوعية:
تبذير الخبز في شهر رمضان .. إلى أين؟

رغم حملات التحسيس والتوعية:
تبذير الخبز في شهر رمضان .. إلى أين؟

استفحلت في السنوات الأخيرة، ظاهرة تبذير الخبز، لاسيما خلال شهر رمضان، وهذا رغم حملات التحسيس التي تدعو إلى ترشيد استهلاك هذه المادة، التي باتت ترمى في الشارع، في سلوك غير حضاري، يحتاج إلى إعادة نظر وتقويم، للقضاء عليه نهائيا، خصوصا وأن ديننا الحنيف ينهى عن التبذير، ويدعو إلى تجنب مثل هذه الظواهر المشينة.
وفي ذات الصدد أطلقت السلطات العمومية، في الأشهر القليلة الماضية، حملات وبرامج توعوية بمشاركة عدة جمعية ومنظمات ونقابات الخبازين، لمواجهة هذه الظاهرة التي باتت تشوه الوجه الحقيقي للشعب الجزائري.
وفي هذا السياق دعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، إلى التخلي عن تبذير الخبز مع التحلى بالوازع الديني وعدم نسيان أنها “نعمة ربي”، وفي أوقات الأزمات لا تتوفر لكل الناس، مؤكدة أنه يمكن إعادة استعماله ورسكلته، في حين حذرت من تناول حلوى الزلابية بسب مكونتها السرطانية.
وأوضحت المنظمة عبر منشور لها على صفحتها الرسمية، بموقع التواصل الاجتماعي، الفايسبوك، أن الكثير من المستهلكين يفتقد لثقافة إستهلاك الخبز، حيث تتجلى هذه الظاهرة في رمي النعمة بشكل عشوائي في النفايات، حيث أن ظاهرة تبذير الخبز ترتفع مع قدوم شهر رمضان الفضيل وهذا راجع إلى عدة أسباب منها سلوكية ومنها ما يتعلق بالمنتج بحد ذاته.
وأضافت المنظمة أن النوعية الرديئة للخبز تعتبر من أهم العوامل التي تعجل برميه حيث يتحول الخبز الموجه للإستهلاك العادي إلى مادة شبه مطاطية بعد أن يبرد بقليل، ما يعرقل عملية إعادة استهلاكه، في حين تخلت ربات البيوت عن رسكلة الخبز من خلال إعداد أطباق وحلويات بها، كذلك حفظه بتجميده أصبح ظاهرة قليلة الاستعمال.
كما اعتبرت المنظمة أن السلوك الإستهلاكي الفردي المتطرف أكبر سبب في ظاهرة تبذير الخبر، بحيث يتميز السلوك في شراء الخبز بالانفرادية ودون علم الآخر، حيث يشتري كل فرد من العائلة صنفا مختلفا من الخبز حسب ميولاته وتفضيلاته.
وأبرزت المنظمة أن الإنتاج من الخبز يتجاوز كثيرا الحاجيات الحقيقية والفعلية للمستهلك، بينما تبقى الكميات الكبيرة التي تتخلص منها الإدارات وخاصة الجامعات من الخبز نقطة سوداء في المنظومة الإستهلاكية لهذه المادة، إضافة إلى التخلي عن تحضير الخبز المنزلي الكسرة نظرا لظروف العمل لدى السيدات الذي يعتبر الأطول عمرا ويمكن إستهلاكه على مدار أيام.
ودعت المنظمة إلى التخلي عن تبذير الخبز إعادة إستعماله، حيث يعتبر الخبز المرسكل علفا جيدا للمواشي والدواجن وله فوائد مادية جيدة، مع التحلى بالوازع الديني وعدم نسيان أنها “نعمة ربي”، وفي أوقات الأزمات لا تتوفر لكل الناس، كما يمكن إستعماله كسماد، مشيرة أن أحدث إستعمالات نفايات الخبز هي منتجات التكنلوجيا الحيوية، في حين توفر نفايات الخبز بديلا رخيصا لإنتاج الوقود الصديق للبيئة.
كشفت المكلفة بالإعلام على مستوى مؤسسة “نات كوم” سمية يعقوبي، عن رفع حوالي 4 أطنان من الخبز أي ما يعادل 4 آلاف كلغ من الخبز خلال أربعة أيام الأولى من رمضان، مؤكدة في الوقت ذاته أن كمية النفايات المنزلية تزداد بشكل معتبر في الشهر الفضيل مقارنة بالأيام العادية، حيث تقوم المؤسسة برفع 1400 طن من النفايات المنزلية يوميا في رمضان، بزيادة حوالي 20 إلى 30 بالمائة، بالإضافة.
وفي تصريح للمعنية للتلفزيون العمومي، قالت إن مصالحها تسجل ارتفاع النفايات المنزلية خلال رمضان مقارنة بالأيام العادية، حيث تقوم برفع حوالي 1100 طن من النفايات يوميا خلال الأيام العادية في حين ترتفع الكمية إلى 1400 طن في رمضان أي بزيادة حوالي 20 إلى 30 بالمائة.
عن دوريات المؤسسة منذ حلول الشهر الفضيل، أكدت ذات المتحدثة أنه يتم تخصيص شاحنات إضافية للعمل، أي حوالي 20 شاحنة لتعزيز عمل 290 شاحنة تعمل على مستوى إقليم 26 بلدية عبر العاصمة، علاوة عن تكثيف عملية غسل الطرقات وإضافة حاويات لجمع الخبز باعتباره أكثر المواد تبذيرا.
وتُطرح تساؤلات عديدة عن مستوى الوعي الاستهلاكي في ظل الأرقام التي تكشف عنها دوريا مؤسسات التنظيف مع حلول شهر رمضان من كل سنة، خاصة وأن القدرة الشرائية للعائلات ذوي الدخلين البسيط والمتوسط في انهيار متواصل، بالنظر إلى التهاب بورصة أسعار الخضر والفواكه ومختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك أسابيع قبل حلول الشهر الفضيل، الأمر الذي يترك علامة تعجب واستفهام حول الوعي الاستهلاكي للمواطن البسيط الذي يشتكي غلاء الأسعار من جهة وضعف دخله الشهري، ويساهم في عملية تكديس أطنان من الخبز في حاويات القمامة اليومية من جهة أخرى.
يُذكر أن شهر رمضان 2020 شهد تراجعا في تبذير مادة الخبز بالتزامن مع إجراءات الحجر الصحي جراء جائحة كورونا آنذاك.
فلة. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super