أثار الروبورتاج الذي بثته قناة ” السي آن آن ” الأمريكية حول سوق العبيد قرب العاصمة الليبية طرابلس، موجة من السخط على المستوى العالمي بالنظر إلى حجم الصور المهينة التي تم نشرها لأفارقة يتم بيعهم بالدولار في أسواق للعبيد قرب العاصمة الليبية طرابلس.
توالت ردود الأفعال المنددة بعد نشر تقرير يتضمن فيديوهات صادمة، يظهر شبابا أفارقة من المهاجرين غير الشرعيين يباعون بمزاد علني في ليبيا، وفي ردود الفعل مباشرة بعد هذه الحادثة سحبت عدد من الدول الأفريقية سفراءها من طرابلس منددة بمثل هذه العمليات. كما توالت ردود الأفعال الدولية والأممية المنددة بظاهرة بيع ” العبيد ” في ليبيا الدولة التي تعاني من تفكك معالم الدولة بين عصب مسلحة ومتصارعة حول الحكم منذ الإطاحة بنظام القذافي.
ودانت الحكومة الليبية المؤقتة والجيش الوطني في بيانين منفصلين الأربعاء الماضي، ” أسواق العبيد “، مؤكدين أنها تنتشر في المناطق التي يسيطر عليها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في غرب ليبيا، والميليشيات التابعة له، وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن الثلاثاء أنه بدأ تحقيقا في عمليات بيع المهاجرين الأفارقة كعبيد على أيدي الجماعات المسلحة في ليبيا، مشيرا إلى أنه سيحاول التوصل إلى مراكز الاعتقال غير القانونية التي يحتجز فيها المهاجرون دون اتهامات، وناشد الاتحاد الأفريقي الدول الأعضاء بتقديم الدعم اللوجستي للسماح بإجلاء المهاجرين المحتجزين في ليبيا الى دولهم الأصلية.
من جهتها أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية، استدعاء سفيرها في ليبيا مشيرة إلى أنها تريد معرفة “الوضع الحقيقي” في ليبيا وتعتزم القيام بمهمة إعادة مواطنيها إلى البلاد، إن كانت القضية تطال كونغوليين، كما استدعت النيجر السفير الليبي لدى نيامي، وطالبت بإدراج ملف بيع المهاجرين في ليبيا على جدول أعمال قمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي، المقرر انعقادها في 29 و30 نوفمبر الجاري في أبيدجان، بوركينا فاسو هي الأخرى استدعت سفيرها في ليبيا على خلفية التقرير.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس قد أعرب الاثنين الفارط، عن ” فزعه ” من مقطع الفيديو كما خرج مئات المتظاهرين السبت الماضي، في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، اعتراضا على الأحداث في ليبيا، وحملوا لافتات تطالب بوضع حد للعبودية ومعسكرات الاعتقال في ليبيا. وفي إطار حملة لمناهضة العبودية والتسويق لصورة إيجابية عن ليبيا وشعبها، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الصور تجمع ليبيين بمهاجرين وعمالة أفارقة، تم التقاطها في مدن ليبية مختلفة، في خطوة تهدف إلى التعبير عن رفضهم المتاجرة بهؤلاء الناس، وكذلك بغاية الترويج لصورة الليبي المتسامح والمتقبّل للآخر والمتعايش معه.هذا ويعبر مهاجرون من دول افريقية عدة كغينيا والسنغال ومالى والنيجر ونيجيريا وغامبيا الصحراء إلى ليبيا على أمل أن يتمكنوا من عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا.
فرنسا تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف ” عبودية الأفارقة ” في ليبيا
طلبت فرنسا اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي حول بيع مهاجرين أفارقة رقيقا في ليبيا، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وقال الوزير الفرنسي أمام مجلس النواب إن ” فرنسا قررت هذا الصباح طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هذه المسألة “، وأضاف أن فرنسا” تفعل ذلك بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن، ولديها القدرة على ذلك، وتفعله “. وتبقى مسؤولية باريس كبيرة في حل الأزمة الليبية بالنظر إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي هو من قاد قوات حلف الأطلسي للإطاحة بنظام الرئيس الليبي معمر القذافي بحجة ” الدفاع عن المدنيين ” في وقت أن ساركوزي كان يصفي حساباته السياسية مع القذافي بما أن هذا الأخير مول حملته الإنتخابية سنة 2007 ولم يرد له ديونه، وهو الآن يواجه القضاء الفرنسي بتهمة التمويل غير الشرعي للحملة الإنتخابية.
إسلام كعبش