أعلن مجموعة كبيرة من الكتاب والمثقفين من مختلف الدول على غرار، الجزائر، مصر، اليمن، تونس.. مقاطعة جميع النَّشاطات الثَّقافيَّة، والجوائز الَّتي تقيمها حكومة الإمارات العربيَّة المتَّحدة، سواء على أَرضها، أَو في الخارج، ومقاطعة نشاطات أَيَّة حكومة عربيَّة تطبِّع مع الكيان الصُّهيوني، حسب بيان وصل جريدة “الجزائر”.
ووفق ذات المصدر، فان رفض التّطبيع وكل معاهدات الإستسلام، السابقة، والراهنة، واللاحقة، هو واجب أخلاقيّ قبل أن يكون واجباً سياسياً ووطنياً، يحتمه الضّمير على كل مثقّف وكاتب عربي، حيث شددوا بأنه لا انفصال بين القضيَّة الفلسطينيَّة المركزيَّة، وما تعانيه الدُّول العربيَّة من حروب وأَزمات ثقافيَّة، وسياسيَّة، واقتصاديَّة، فالعدوُّ واحد، يتغلغل في الوطن العربيِّ للقتل، والدَّمار وتفتيت المفتَّت، وإغراق المنطقة بالدِّماء، وقتل تنميتها وإمكانيَّة تطوُّرها، ونهضتها.
وطالب هؤلاء، توحيد جهود المثقَّفين العرب الرَّافضين للتَّطبيع، وبلورة ذلك من خلال أُطر فاعلة تقوم بالتَّنسيق فيما بينها بمواجهة التَّطبيع على الصُّعد كافَّة، كما تم دعوة المثقَّفين العرب، والكتَّاب، والأُدباء، والشُّعراء الرَّافضين للتَّطبيع مع العدوِّ الصُّهيونيِّ إلى التَّوقيع على لبيان ليكون نقطة انطلاق من أَجل توحيد الجهود اللَّائقة بالمثقَّفين العرب، فمن يقول فلسطين ليست قضيتي هو صهيوني بصرف النظر عن جنسيته وديانته.
وجاءت هذه الخرجة، بعد أَن أَقدمت حكومة الإمارات العربيَّة المتَّحدة على الإعلان عن التَّطبيع مع العدوِّ الصُّهيونيِّ، ونظراً لما تشكِّله هذه الخطوة من خطر على القضيَّة الفلسطينيَّة، وعلى مصير الأُمَّة العربيَّة، خصوصا وإنها تأتي كحلقة جديدة في سلسلة اتفاقيات سلام مُشينة مع العدِوّ، بدءاً من كامب ديفيد، إلى اوسلو ثم وادي عربة، الإتفاقيات التي مهَّدت لما نشهده الآن من تهافت على التّطبيع، الذي لن يتوقف عند دولة الإمارات، وستتبعه اتفاقيات جديدة من قبل دول تنتظر اللَّحظة المناسبة للإعلان رسميا عن سقوطها في مستنقع الاستسلام، نعلن نحن الموقِّعين أدناه، من كتّاب ومثقّفين عرب، عن إدانتنا ورفضنا لكل هذه الإتفاقيات، القديمة منها والمستجدة، ورفضنا لكل أشكال التطبيع مع العدوِّ الصهيوني.
ووفق ماجاء في البيان، فإنّ هذا الإعلان من قبل دولة الإمارات، يأتي في سياق دور تخريبيٍّ طالما لعبته في المشهد السياسي العربي، لم يخدم ولا يخدم سوى المصالح الصُّهيونيّة في المنطقة، عبر العمل على تحطيم وإضعاف عواصم عربيَّة ذات إرث ثقافيّ عريق، وإغراقها في الحروب والأزمات والصراعات والبؤس، وبالتالي منعها من لعب الدور الذي لعبته تاريخيا. وقد أسس ذلك لإستيلاء الإمارات، بالإضافة إلى بعض الدول الخليجية الأخرى، على المشهد الثقافي العربيّ أيضا، عبر المال السخي المتمثّل بفرص العمل، ومراكز الدراسات والجوائز والفعاليّات الثقافيّة المختلفة التي استقطبت شريحة واسعة من الكتّاب والمثقّفين العرب، وحولتهم إلى مرتزقة يدافعون عنها، وفي أحسن الأحوال عملت على تحييدهم عن الانشغال بقضايا أمتهم.
وإن الغاية من كل ذلك، هو حرف المنتج الثقافي العربي إلى مسار تطبيعيٍّ، وهو ومن جانب آخر، محاولة لتسفيه وتسخيف مفاهيم جوهرية تمس الإنسان العربيّ في الصميم وتمس استقلال دوله، كالهويّة، والمقاومة، والتحرير والتحرر، والعيش بكرامة. مما سيؤدي إلى بناء إنسانٍ عربيّ بائس ومهزوز ومهزوم، وبلا ذاكرة.
صبرينة ك