السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / بعد 13 عاما من المصادقة على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية:
تحديات أمنية جديدة تواجه الجزائر

بعد 13 عاما من المصادقة على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية:
تحديات أمنية جديدة تواجه الجزائر

تحيي الجزائر اليوم الذكرى الثالثة عشرة لتطبيق ميثاق السلم والمصالحة وإنهاء الأزمة الأمنية التي ألمت بالبلاد طيلة عشرية كاملة.
واعتبر مشروع “الميثاق من أجل السلم والمصالحة” الذي تم الاستفتاء عليه امتداداً لقانون الوئام المدني وقانون الرحمة، الذي عالج الأزمة بإقرار عفو عن الجماعات المسلحة.
وأطلقت المصالحة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي تمثل مشروعا إصلاحيا لمحو آثار عشرية سوداء. فميثاق المصالحة وفق النموذج الجزائري، حاول إيجاد مخارج قانونية وأرضية مقبولة سواء للجماعات المسلحة أو مختلف قوات الأمن التي حاربت الإرهاب .
وأثمر المشروع تقلص حدة العنف إلى أدنى مستوياته، وتم العمل على ترقية الوئام المدني إلى مصالحة وطنية، وفق رؤية شاملة أطلقها الرئيس بوتفليقة .
وخاطب رئيس الجمهورية خلالها قائلا “جئتكم رسول حب وسلام، ما جئتكم محتكرا للوطنية أو للحقيقة، أو جالسا على كرسي العصمة، لكن جئتكم لتعلموا بأن الجزائر ليست بخير وأنه لا بد من النهوض كرجل واحد لإنقاذها من محنتها. تناديكم بجراحها. تناديكم بأمواتها. تناديكم بقتلاها. تناديكم بضحاياها. تناديكم. تناديكم. تناديكم. تناديكم الجزائر، فهبوا لإنقاذ بلادي”.
وتمكن مشروع السلم والمصالحة الوطنية من إعادة الاستقرار وتراجع التهديدات الأمنية التي كانت تحيط بالبلاد، وذكرت مصادر متعددة عن استفادة أكثر من 15 ألف إرهابي من المصالحة.
وأكد وزير الداخلية نور الدين بدوي خلال آخر زيارة له إلى جانت الحدودية مع ليبيا، أنّ أبواب المصالحة الوطنية لا تزال مفتوحة لكل من يريد العودة إلى أهله مذكرا أنّ قيم المصالحة مدسترة، والعمل بها لا يزال مستمرا، وذلك في إشارة ضمنية إلى الجزائريين الذين التحقوا بجبهات القتال خارج الوطن في سوريا والعراق وليبيا ومالي.
تحديات قائمة
نجحت الجزائر في تجاوز أكبر تحدي عرفته منذ استقلالها وأخمدت بذلك الحركات الإرهابية التي كانت ناشطة في البلاد وذلك قبل اندلاع ثورات سميت بثورات الربيع العربي ،التي أشعلت حروبا أهلية في دول الجوار كمصر وسوريا وليبيا وتونس وعصفت بأمن واستقرار أنظمة كثيرة وفتحت أبوابا لبروز جماعات إرهابية استفادت من الانفلات الأمني الذي حصل.
ووجدت الجزائر نفسها من جديد أمام تحديات خارجية تهدد آمنها الداخلي، خاصة بعد تواصل إرهابيين جزائريين مع تنظيمات إرهابية دولية كتنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي توسع نشاطه، وتنظيم القاعدة إضافة إلى جبهات أخرى تقاتل في مناطق متفرقة من سوريا والعراق وليبيا ومالي والنيجر.
وتعاظمت تحديات الجزائر من حماية المساحة الجغرافية الداخلية إلى مراقبة التغيرات الخارجية التي باتت تشكل تهديدا خطيرا، خاصة منذ 2011.
وتعد الأزمة التي تعيشها ليبيا ومالي التهديد الأكبر بالنسبة للجزائر بحكم علاقة الجوار التي ترتبط معهما. وتراقب الجزائر ما يجري عن كثب، وتعرض على كلتاهما تطبيق مقترح ميثاق السلم والمصالحة الذي أصبح نموذجا يقتدى به في مناطق مختلفة في العالم.
ولقيت تجربة الجزائر إشادة دولية وتفاعلت مع تجربة الجزائر دول كثيرة عربية وأوربية وافريقية . وأصبحت المصالحة “علامة مسجلة” باسم الجزائر، نالت الثناء والإشادة من أغلب دول العالم، وعلق السفير الأمريكي بالجزائر جون ديسرويشر، منذ فترة وجيزة أن “الولايات المتحدة الأمريكية تثمن كثيرا خبرة الجزائر التي اكتسبتها، بعد عناء شديد، في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز المصالحة والتسامح داخل مجتمعها”.
و أضاف “نحن حريصون على أن تتقاسم الجزائر تلك الدروس المستخلصة من مكافحة الإرهاب وتعزيز المصالحة والتسامح مع المجتمع الدولي”.
“نحن نؤيد بقوة الجهود الدبلوماسية الجزائرية الهامة والمتواصلة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، ولا سيما في مالي وليبيا، وفي مواجهة التحديات العالمية الراهنة، تقف الولايات المتحدة والجزائر جنبا إلى جنب ملتزمتين ببناء مجتمعات مسالمة ومزدهرة في خدمة جميع المواطنين”.

عامر رخيلة:
“ميثاق المصالحة نجح لكن السلطة تواجه تحديات مختلفة”
قال رخيلة عامر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن التحديات كانت أساسا داخلية قبل الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتجسيد مضمونه بمراسيم رئاسية تنفيذية لمعالجة مخلفات الأزمة أو المأساة الوطنية كما ورد في ديباجة الدستور. .أما اليوم فإنه رغم الاستقرار الداخلي فإن الوضع لم يستتب على حدودنا ومازالت بؤر توتر عديدة، لا ننسى أنه على المستوى الداخلي فإن الوضع هش ولولا المهدئات التي تقوم بها السلطة في المجال الاجتماعي لانفجر الوضع والسؤال إلى أي مدى يمكن للسلطة أن تستمر في سياسة التهدئة لاسيما وأن حاجيات المجتمع وطلبات مختلف فئاته في تزايد لا يمكن للسلطة أن تستمر في تلبيتها.
رفيقة معريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super