حذرت وزارة الصحة، أمس الأحد، المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، بعد الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة الذي تشهده عدة ولايات خلال هذه الأيام.
وأوضحت الوزارة في بيان لها إن الأطفال الصغار والأشخاص المسنين وكذا ذوي الأمراض المزمنة يعتبرون الفئة الأكثر عرضة لخطر الحرارة.
ودعت في الصدد إلى “غلق الشبابيك الخارجية والستائر الموجودة على واجهة المساكن المعرضة لأشعة الشمس مع إبقاء النوافذ مغلقة طالما درجة الحرارة في الخارج أعلى من الداخل، فضلا عن تجنب الخروج في الأوقات الأشد حرا أو الخروج عند الضرورة في الصباح الباكر أو في ساعة متأخرة من المساء”.
كما نصحت الوزارة بـ”الاستحمام وتناول كمية كافية من الماء مع تفادي تلك التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر أو مادة الكافيين”.
وعن الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بضربات الحر، قالت وزارة الصحة إنّه “في حالة الإحساس بالرغبة في التقيؤ، العطش الشديد والارتفاع غير العادي في درجة حرارة البشرة مع الإحمرار والجفاف والآلام في الرأس، فإن ذلك “يستدعي الاتصال بالإسعاف (الخدمات الطبية الاستعجالية، الحماية المدنية) وفي انتظار وصوله، ينقل الشخص الذي يظهر عليه أحد هذه الأعراض إلى مكان بارد وشرب الماء وكذا رشه بالماء البارد أو تغطيته بقماش مبلل وتهويته”.
الحماية المدنية تحذر من أخطار موجة الحر
بدورها أوصت المديرية العامة للحماية المدنية بتوخي الحذر وإتباع الإجراءات الوقائية لتجنب الأخطار المتعلقة بموجة الحر، وكيفية التعامل معها في مثل هذه الظروف الجوية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في أغلب ولايات الوطن، حسب ما أفاد به، أمس الأحد، بيان لذات المديرية.
ومن بين الإجراءات الوقائية التي دعت هذه المصالح اتباعها :” عدم التعرض لأشعة الشمس، ولاسيما الأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة و الأطفال، مع تجنب الخروج والتنقل خلال هذه الفترة، إلا في حالات الضرورة”، مشيرة إلى أنه يستحسن “الخروج في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء والبقاء تحت الظل قدر المستطاع”.
كما أوصت ذات المصالح بـ”إغلاق النوافذ والستائر وواجهات الشرفات التي تتعرض لأشعة الشمس طول النهار، وإطفاء الأنوار الكهربائية أو التقليل من استعمالها واستحداث تيار هوائي في جميع أنحاء المبنى بمجرد أن تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من درجة الحرارة الداخلية”.
وفي حالة ما استدعت الضرورة خروج الفرد فيتوجب عليه “ارتداء قبعة وملابس قطنية خفيفة، يفضل أن تكون فاتحة اللون والاحتماء في الأماكن الباردة أو تحت الظل”.
وفي نفس السياق، حذرت نفس المصالح من “ترك الأطفال بمفردهم في السيارة وتجنب الأعمال التي تتطلب مجهودات بدنية على غرار ممارسة الرياضة و البستنة والحرف الأخرى…)، كما نصحت بتقديم المياه للأشخاص المسنين والأطفال بانتظام تفاديا لإصابتهم بالعطش”.
وبالنسبة لسائقي السيارات الذين لا تتوفر سيارتهم على مكيف هوائي، فيستحسن –وفق ذات المصدر—”تفادي قطع مسافات طويلة خلال أوقات التي تشتد فيها الحرارة، مفضلا برمجتها في وقت متأخر من المساء عند انخفاض دراجات الحرارة أو بالليل”.
أما فيما يتعلق بالسباحة، فدعت مصالح الحماية المدنية، إلى “تجنب السباحة في المسطحات المائية كالسدود، البرك المائية والأحواض، وعدم التردد على الشواطئ الممنوعة للسباحة”.
وبشأن الراغبين في التوجه للمساحات الغابية، نصحتهم ذات المصالح بتفادي إحداث أي شيء يتسبب في اندلاع حرائق الغابات.
ووضعت المديرية العامة للحماية المدنية، الرقم الأخضر 1021 أو رقم النجدة 14 تحت تصرف المواطنين لإبلاغ على أي خطر مع تحديد طبيعته والعنوان بالضبط لضمان تدخل سريع وفعال.
طرق وتدابير الوقاية من ضربات الشمس
من جهتهم، حذر أطباء ومختصون في الصحة من خطورة ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، داعيين للإكثار من شرب المياه وتجنب الخروج في ساعات الذروة إلا للضرورة.
وشدّد الأخصائيون على أهمية عدم التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة بالأخص من 11 صباحا إلى غاية الرابعة مساء وتفادي النشاطات الرياضية والإجهاد، مع غلق الشبابيك والنوافذ وارتداء ملابس خفيفة وواسعة والاستحمام عدة مرات في اليوم.
وفي هذا السياق، أكد المختص في الصحة العمومية، الدكتور أمحمد كواش، على “خطورة ارتفاع درجات الحرارة على صحة المواطنين، ولاسيما بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها كل دول العالم بما فيها الجزائر”، ودعا المختص إلى اتباع الخطوات والتدابير الصحية للوقاية من ضربات الشمس.
وأوضح كواش في تصريح لـ”الجزائر” أنه “ضروري الوقاية من أشعة الشمس ما فوق البنفسجية، التي تؤدي إلى إجهاد حراري وتظهر أعراضه على شكل صداع وآلام شديدة على مستوى الرأس تم تتحول إلى ضربة شمس فتصبح أعراضها تعب شديد وتعرق وقد تصل إلى فقدان الوعي”.
ودعا المتحدث إلى الاستمرار في ترطيب الجسم على إفراز العرق والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
كما حذر من الأنشطة الشاقة خلال أشد ساعات اليوم حرا وإذا اُضطر الشخص إلى القيام بعمل شاق أثناء الطقس الحار، فعليه أن يحرص على شرب السوائل والاستراحة بشكل متكرر في مكان بارد، ومحاولة تنظيم الوقت للتسوق خلال الأوقات الأقل حرا، مثل الصباح الباكر أو المساء.
كما أكد المتحدث ذاته أنه على ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة حيث أن ارتداء قطع كثيرة من الملابس أو الملابس الضيقة يمنع الجسم من تبريد نفسه بصورة سليمة وارتداء ألبسة فاتحة اللون كاللون الأبيض والأصفر والأخضر وتجنب الألوان الداكنة الجاذبة لأشعة الشمس كاللون البني والأسود.
كما تؤثر حروق الشمس على قدرة الجسم على تبريد نفسه، لذا يتعين حماية الجسم عند الخروج للشارع بارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارة شمسية، واستعمال المظلات.
ونصح الدكتور كواش باتخاذ ببعض الإجراءات الواجب، أبرزها التوقف على الفور عن ممارسة جميع الأنشطة، والانتقال إلى مكان أكثر برودة، والتواصل مع الطبيب إذا تفاقمت العلامات والأعراض.
وأضاف أن ضربات الشمس تعد من الطوارئ الطبية، لذا يجب على الإنسان عند الشعور بالتعب، الراحة في مكان جيد التهوية والظل أو تعريض الجسم للمراوح أو المكيفات، مشيرا في السياق ذاته، إلى أنه ينبغي طلب المساعدة فورا إذا ما تفاقمت الأعراض وتشجيعه على شرب الماء ورش الماء عليه وتبليله.
ثلاث نصائح للسياقة في أوقات الحر القصوى
من جهتها، قدمت مصالح الدرك الوطني جملة من النصائح للسائقين الذين يضطرون إلى التنقل في أوقات الحر القصوى.
وتقول مصالح الدرك الوطني إن “درجات الحرارة العالية قد تتسبب في إصابة قائد السيارة بالتوتر والضغط العصبي حيث تزداد سرعة ضربات القلب مع زيادة إفرازات العرق فضلا عن العصبية الشديدة ويترتب عن ذلك أيضا فقدان قائد السيارة لتركيزه وعدم قدرته على اتخاذ القرار السليم، مما يعزز من فرص ارتكابه لأخطاء جسيمة تترتب عليها عواقب وخيمة”.
وعلى هذا الأساس تنصح قيادة الدرك الوطني مستعملي الطريق بتجنب قدر الإمكان السياقة في أوقات الحر القصوى، ضرورة تهوية السيارة قبل الانطلاق، وخصوصا بعد ركنها لمدة معرضة لأشعة الشمس واستعمال مكيف المركبة، إن وجد.
للاشارة، حذرت مصالح الأرصاد الجوية في نشرية لها حول حالة الطقس، أمس، من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة عبر عدة ولايات.
وأفادت النشرية التي جاءت باللون البرتقالي أن موجة الحر ستخص ولايات: الجزائر العاصمة، تيبازة، بجاية، تيزي وزو، الشلف، عين الدفلى، بومرداس والبليدة.
كما نبهت النشرية من موجة حر على ولايات: الطارف، عنابة، سكيكدة، المسيلة، البويرة، المدية، تيسمسيلت، تيارت وبرج باجي مختار.
فلة سلطاني