يتواصل التنديد من طرف الشعب الجزائري والأحزاب والمنظمات، من خطورة الانتشار الديبلوماسي الذي يقوم به نائب الوزير الأول رمطان لعمامرة ، والذي يقوم هذه الأيام بجولة ديبلوماسية في عديد من الدول الأوربية لشرح خارطة الطريق لعبد العزيز بوتفليقة، تزامنا والحراك الشعبي، واعتبر الكثير أن ما تقوم به السلطات يعد حملة باتجاه الشركاء الأجانب للمرافعة عن قضيته الخاصة.
و استنكرت العديد من الشخصيات الوطنية والأحزاب والمنظمات، خرجات الديبلوماسي ووزير الخارجية، رمطان لعمامرة، واعتبروا أن ما تقوم به السلطات يعد حملة باتجاه الشركاء الأجانب للمرافعة عن قضيته الخاصة هدفها تسويق ورقة طريق رئيس الجمهورية، التي رفضها الشعب الجزائري وعلق الكثير على أن زيارة لعمارة لكل من روسيا والصين وإيطاليا وفرنسا، جاء نتيجة فزع السلطات لتصريحات بعض الشركاء الأجانب بخصوص حق الشعب الجزائري في التظاهر السلمي وتنامي تعاطف الرأي العام الدولي، لاسيما الغربي منه، تجاه هذا الحراك السلمي ما جعله يباشر حملة باتجاه الشركاء الأجانب للمرافعة عن قضيته الخاصة، وتسويق ورقة طريق رئيس الجمهورية التي رفضها الشعب الجزائري.
واستغرب الكثير، من التناقض مشاهدة نظام سياسي كان يندد بالتدخل الأجنبي كلما كانت ترتفع بعض الأصوات عبر العالم لمساندة الحق الدستوري للجزائريين في التظاهر السلمي، أن يتخذ هو نفسه مبادرات تصب في اتجاه تدويل الأزمة عندما يشعر بأن بقاءه و ديمومته أصبحت في خطر، واعتبرت ذات الجهة، أن حل الانسداد السياسي الحالي هو بين أيدي الجزائريات والجزائريين أنفسهم ويجب أن يبقى كذلك، محذرين من أن تدويل الأزمة ينجر عنه حتما فتح بلدنا أمام تنافس القوى الأجنبية التي نعرف آثارها المدمرة على البلدان التي تعرضت لذلك.
وفي مفارقة عجيبة يمثلها لعمامرة، حيث كان قد أكد من خلال تصريحات سابقة له أن الجزائر ترفض التدخل في شؤونها الداخلية واعتبره غير مقبول وذلك في أول رد فعل رسمي على مواقف بعض الدول الغربية من الأزمة السياسية الأخيرة المرتبطة بالحراك الشعبي منها فرنسا، إلا انه وفي الوقت ذاته باشر عملية تنقل لعدة دول منها موسكو ليلة أمس، وأكدت روسيا أنها تعارض أي تدخل خارجي في شؤون الجزائر وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من مغبة محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر، مؤكدا رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية وقال لافروف في مستهل مباحثاته مع نائب الوزير الأول رمطان لعمامرة، أنه يتابع تطورات الأحداث في الجزائر باهتمام وانه يعارض بشكل قاطع أي تدخل في ما يجري في الجزائر مضيفا أن الشعب الجزائري هو من يقرر مصيره بناء على الدستور.
رزاقي.جميلة