بعد عام استثنائي لشركات الطيران العالمية في 2020 بفعل تبعات الجائحة، تتأهب الشركات لفورة في الحجوزات خلال الفترة المقبلة من طرق أبواب أسواق الدين أو طرح أسهمها في أسواق المال من أجل توفير السيولة اللازمة لارتفاع الطلب على تلك الشركات بعد تجاوز الأسوأ من جائحة كورونا.
وجمعت شركة “British Airways” نحو 1.2 مليار جنيه إسترليني من بيع سندات تقليدية الأسبوع الماضي في وقت اتجهت فيه بعض الشركات على غرار Sun Country الأميركية لطرح أسهمها في “وول ستريت” لتلبية احتياجاتها المستقبلية من السيولة، بحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
ويتزامن لجوء شركات الطيران العالمية إلى الأسواق إلى اتجاه المستثمرين نحو عمليات تدوير استثماراتهم من الأسهم التي استفادت من الجائحة على غرار أسهم شركات ألعاب الفيديو إلى الأدوات الاستثمارية للشركات التي تضررت من تبعات كورونا مع مؤشرات على عودة الحياة إلى طبيعتها وارتفاع متوقع في الطلب على منتجات تلك الشركات مجددا.
وهناك قصة تروى لأداء أسهم قطاع الطيران الأميركي منذ مطلع العام الجاري، إذ تشير بيانات “Investing” التي اطلعت عليها العربية.نت إلى ارتفاع مؤشر S&P لأسهم شركات الطيران الأميركية بنحو 33% منذ مطلع العام الجاري فيما بلغت المكاسب السنوية للمؤشر نحو 125% مع ارتفاع الأسهم من قاع هبوطها في مارس الماضي في خضم إجراءات الإغلاق التي اتخذتها الحكومات لمواجهة تبعات الجائحة.
وارتفعت أسهم شركات الطيران الأميركية الكبرى على غرار Delta وUnited بأكثر من 60% منذ أكتوبر الماضي مع الرفع التدريجي للقيود المفروضة على حركة الطيران في أكبر اقتصاد بالعالم.
ولا يقتصر الأمر على شركات الطيران الأميركية، إذ تشير بيانات مورغان ستانلي إلى ارتفاع مؤشر MSCI لشركات الطيران العالمية بنحو 20% منذ مطلع العام الجاري بعد خسارته لنحو 60% خلال العام الماضي في ذروة انتشار الجائحة.
ويغذي انخفاض أسعار الفائدة فورة إصدارات لسندات شركات الطيران العالمية منذ مطلع العام الجاري، إذ تشير بيانات “ريفنيتيف” إلى بلوغ حجم تلك الإصدارات نحو 14 مليار دولار منذ مطلع العام الجاري وهو مستوى قياسي جديد ارتفاعا من نحو 5 مليارات دولار في 2020 بأكملها.