شلت جائحة وباء “كورونا” حركة السير في مختلف ولايات الوطن، خاصة بعدما فرضت الحكومة قيودا صارمة على التنقل العشوائي والأنشطة غير الضرورية لكبح انتشار الوباء، وهذا ما أدى إلى انخفاض محسوس في حوادث المرور بالجزائر خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية.
عميد الشرطة، أحمد نايت الحسين:
“سجلنا انخفاضا مستمرا في حوادث المرور منذ بداية جائحة كورونا”
وفي ذات الصدد، كشف عميد الشرطة أحمد نايت الحسين مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، في اتصال مع “الجزائر” أن “نسبة عدد الحوادث في انخفاض مستمر منذ بداية جائحة وباء كورونا وكذا في ذروة الوباء، خصوصا مع التزام بعض المواطنين وتطبيقهم للحجر المنزلي الذي سمح من تقليل نسبة الحوادث”.
وقال مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، أن مصالحه الأمنية “سجلت في الفترة الممتدة ما بين شهري أفريل وماي الماضيين، والتي تعد فترة ذروة تفشي وباء فيروس “كورونا”، تراجعا في نسبة الحوادث المرورية بنسبة 56 بالمائة أي ما يعادل 1095 حادث مقارنة مع نفس الأشهر في العام الماضي، وتراجعا في عدد القتلى نحو 40 بالمائة أي ما يعادل 1025 شخص نجا من إرهاب الطرقات مقارنة بالسنة الماضية، أما فيما يخص عدد الجرحى، فانخفض إلى 59 بالمائة 1594 جريح”.
أما في بداية تطبيق الحجر الصحي، يضيف المتحدث ذاته، أن مصالحه “سجلت في شهر مارس الفارط، تراجعا بنسبة 24 بالمائة في حوادث المرور، و18 بالمائة في عدد القتلى، ونسبة 31 بالمائة في عدد الجرحى من نفس الشهر من السنة الجارية”.
وأوضح عميد الشرطة أحمد نايت الحسين أن “إرهاب الطرق لا يزال يحصد أرواح العشرات رغم الحملات المرورية والتحسيسية، التي تقوم بها مديرية العامة للأمن الوطني، حيث تواصل مصالح الشرطة حملاتها التوعوية للحد من حوادث الطرق وسط تدابير الحجر الصحي المفروض على البلاد”.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه “لم تمنع جائحة كورونا من تكثيف الحملات التحسيسية لمختلف المديريات الجهوية والولائية، ورغم نقص الانتقال في العمليات التوعوية للولايات الجوارية، إلا أن المديريات كثفت العمليات الاتصالية على مستوى التلفزيون العمومي وأمواج القنوات الاذاعية”، وقال عميد الشرطة إن “الافراط في السرعة يحتل المرتبة الأولى في سبب الحوادث”، كاشفا في السياق ذاته، عن “1062 حادث مرور سببه السرعة المفرطة، لأن هناك بعض المواطنين من لديهم هاجس السرعة مستغلين فراغ الطريق حيث قلت نسبة الزحمة المرورية بما هو معتاد عليه”.
مديرية الأمن الوطني تشدد على السلامة المرورية في رسائل توعوية
من جهتها، جددت المديرية العامة للأمن الوطني دعوتها إلى مستعملي الطريق العام، في رسائل توعوية من أجل توخي الحيطة والحذر أثناء السياقة، مع ضرورة احترام قانون المرور، السرعة المحددة والمراقبة الدورية للمركبة خاصة في ظروف الحالية التي تشهدها البلاد.
وفي سياق ذاته، تشير معطيات ذات صلة، أن أسباب هذه الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري، بنسبة تفوق 92 بالمائة وذلك نتيجة عدم احترام مسافة الأمان، والإفراط في السرعة والإرهاق، إضافة إلى العوامل الأخرى المرتبطة بالمركبة والمحيط بنسب قليلة.
وأفادت الجهات المعنية أنه “توفي 878 شخصا وأصيب 8023 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في 5994 حادث مرور سجل على مستوى المناطق الحضرية والريفية عبر التراب الوطني خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية رغم تدابير الحجر الصحي والتخفيف من حركة السير”، مجددة الدعوة إلى ضرورة احترام التباعد الاجتماعي.
وفي سياق متصل، شددت مديرية الأمن الوطني الدعوة إلى كافة مستعملي الطريق لاحترام قواعد القانون المرور مع أخذ كل الحيطة والحذر في التنقل وعدم الإفراط في السرعة، حفاظا على الأرواح والممتلكات.
أميرة أمكيدش