جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الاثنين)، على «الحاجة الملحة» لأن يقرّ الكونغرس إصلاحاً لقانون الهجرة الذي «يسمح لعدد كبير جداً من الاشخاص الخطرين» بدخول الولايات المتحدة، بعد ساعات على تفجير إرهابي نفذه مهاجر بنغلادشي في نفق مترو قرب تايمز سكوير في نيويورك أمس واوقع ثلاثة جرحى.
وقال ترامب في بيان إن «المشتبه به دخل الولايات المتحدة بتأشيرة هجرة للم الشمل»، مستفيداً من سياسة أميركية في هذا الصدد والتي قال الرئيس إنها «لا تتوافق مع الأمن الوطني». وأضاف «يجب على اميركا ان تعالج نظام الهجرة المتراخي الذي يسمح لعدد كبير جداً من الاشخاص الخطرين وغير المتحقق منهم بشكل كاف بالوصول الى بلادنا». وكان المهاجم فجر قنبلة بدائية الصنع مربوطة حول جسده في محطة لنقل الركاب في نيويورك، خلال ساعة الذروة الصباحية فأصاب نفسه وثلاثة آخرين، في هجوم وصفه رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو بأنه «محاولة هجوم إرهابي».
وأوضح قائد الشرطة جيمس اونيل ان الانفجار نفذه رجل عمره 27 عاماً واسمه عقائد الله، وهو من حي بروكلين وكان يحمل «عبوة ناسفة بدائية الصنع». وأضاف اونيل انه تم توقيف المشتبه به وهو مصاب بـ«جروح وحروق في جسده». وأصيب ثلاثة أشخاص كانوا على مقربة منه بيد ان «لا احد منهم في وضع خطر»، بحسب اطفائيي نيويورك. ووقع الانفجار في ساعة الذروة في 07:20 (12:20 بتوقيت غرينيتش) في نفق يربط محوري نقل مهمين هما «تايمز سكوير» ومحطة النقل البري في بورت اوثوريتي غير بعيد من الشارع رقم 42 والجادة الثامنة في المدينة. وتم اخلاء محطة النقل سريعاً وفرض طوق على الحي، قبل عودة القسم الأكبر من وسائل النقل إلى وتيرة عملها المعتادة قبيل الساعة 10:00 (15:00 بتوقيت غرينيتش). وقال الرئيس السابق لشرطة نيويورك بيل براتون لقناة «ام اس ان بي سي» انه تم ابلاغه ان المشتبه به يتحدر من بنغلادش وتحرك باسم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). ولم تؤكد السلطات هذه المعلومات.
بدورها، تحاول السلطات في بنغلادش البحث عن أي أفراد من عائلة أو أصدقاء عقائد الله. وقال المسؤول في هيئة حكومية محلية أبو الخير نديم في منطقة تشيتاجونج جنوب بنغلادش، حيث كانت تعيش عائلة عقائد الله: «تبحث الشرطة عن عائلته لكنها لم تجد أي أثر لها حتى الآن». وقال قائد شرطة بنغلادش أمس، إن «عقائد الله (27 عاما) ليس له أي سجل جنائي في مسقط رأسه التي لم يزورها منذ أيلول (سبتمبر) الماضي». وأكد القنصل العام لبنغلادش شاميم أحسن في نيويورك، أن «عقائد الله كان يعيش مع والدته وشقيقته واثنين من أشقائه في بروكلين، وكان يحمل البطاقة الخضراء التي تتيح له الإقامة والعمل في الولايات المتحدة». وقال مسؤول في هيئة إنفاذ القانون مطلع على التحقيق، إن «المحققين عثروا على أدلة تفيد بأن عقائد الله كان يشاهد دعاية تنظيم داعش على الانترنت». ونددت بنغلادش بقوة بالهجوم في بيان قائلة «الإرهابي إرهابي بغض النظر عن عرقيته أو عرقيتها أو ديانته أو ديانتها ويجب أن يحال إلى العدالة».
وقع الحادث مع اقتراب احتفالات آخر السنة التي تجتذب مئات آلاف السياح الى المدينة الاكثر كثافة سكانية في الولايات المتحدة. و«تايمز سكوير» تعد موقعاً شديد الحساسية حيث يتجمع سنوياً حوالى مليون شخص للاحتفال بالعام الجديد. وتعتبر نيويورك هدفاً للتنظيمات الارهابية وهي تخضع لمراقبة امنية مشددة مع آلاف الشرطيين المنتشرين بشكل دائم في مواقعها السياحية الكثيرة. ويأتي اعتداء، بعد أقل من ستة اسابيع من اعتداء دموي في مانهاتن في 31 تشرين الاول (اكتوبر) 2017 بشاحنة خفيفة أوقع ثمانية قتلى و12 جريحاً وكان شكل الاعتداء الأول الذي يوقع قتلى في نيويورك منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. واقتحم سيف الله سايبوف (اوزبكي – 29 عاماً) انذاك بشاحنة صغيرة مستأجرة، ممراً للدراجات ودهس مارة قبل ان يصطدم بحافلة نقل مدرسي. واوقف منفذ الاعتداء الذي كان بايع تنظيم «داعش». ووجه اليه الاتهام وهو معرض لحكم بالسجن المؤبد.
وكانت نيويورك العاصمة المالية للولايات المتحدة شهدت العديد من محاولات الاعتداء في السنوات الاخيرة معظمها لما يعرف بـ«ذئاب منفردة» تعلن انتماءها لحركات متشددة.