col
يرى تربويون أن التوجه نحو تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي خطوة إيجابية، غير أن المواقف تضاربت في آليات تجسيدها، سواء عبر تجسيد “مدراس نموذجية” أي تعميمها بصفة تدريجية، أو تحضير وفتح نقاش لضمان نجاح العملية.
اعتبر البيداغوجي والمهتم بالشأن التربوي، كمال نواري بأن تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي بداية من الدخول المدرسي المقبل، هي التجربة الثانية بعد الأولى خلال سنوات التسعينيات، حينها دامت تقريبا 3 سنوات ليتم إلغاء الأمور ليعود للواجهة هذه المرة، ما يعني أن الأمر ليس جديدا.
وأضاف في السياق ذاته “نملك تجربة سابقة ناجحة في التسعينيات ولابد أيضا من القول بأن وزارة التربية كانت حضرت هذا الملف ودرسته من كافة الجوانب وانتظرت الضوء الأخضر للتجسيد”.
وأكد نواري أن تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي سيكون بصفة تدريجية و بالإعتماد على مدارس نموذجية والذهاب لتعميمها كما أكد بأن حتى المناهج يمكن تحضيرها في وقت قياسي و حتى الأساتذة متوفرين .
وذكر في هذا السياق أنه “سيتم اعتماد تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الإبتدائية في مدارس نموذجية وسيتم تعميمها مع توفير الإمكانيات اللازمة مثلما عليه الحال بالنسبة للوحات الرقمية والتي كانت في السابق في ابتدائيات نموذجية وهذه السنة على مستوى ما يقارب 1600 ابتدائية”.
وتابع “الأمر ذاته بالنسبة لشعبة الفنون كنا نعتقد أنها ستعمم غير أنه تم تخصيص مدرسة لها على مستوى الجزائر العاصمة وسيتم تعميم العملية مستقبلا”.
ولم يفوت نواري الفرصة ليشدد على ضرورة إسناد عملية تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي إلى المتخرجين من المدارس العليا للأساتذة أو الحاصلين على شهادة ليسانس في اللغة الإنجليزية، وذلك لضمان نجاح العملية بإسناد الأمور لأصحابها.
في السياق ذاته، ثمن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، قرار تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي، معتبرا إياه بالأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على المسار التعليمي للتلميذ لما لهذه اللغة من أهمية، مقترحا الشروع في تدريسها بداية من السنة الرابعة ابتدائي.
وذكر المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، العمري زوقار، في تصريح لـ” الجزائر” “نثمن تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي وهو قرار صائب و سيكون له نتائج إيجابية على المسار التعليمي للتلميذ وسنفتح هذه المسألة للنقاش على مستوى النقابة في محاولة للوصول لإقترحات من شأنها المساهمة في إنجاح هذه العملية”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن تجسيد قرار تدريس اللغة الإنجليزي في الطور الإبتدائي بحاجة إلى نقاش للوصول لخارطة طريق من شأنه تطبيق ذلك للوصول إلى نتائج إيجابية، وتابع قائلا: “لا بد من فتح ورشة للنقاش حول هذه المسألة مكونة من خبراء للوصول للاقتراحات التي ستشكل خارطة طريق من أجل تجسيد هذا القرار مع إعداد البرامج الخاصة بذلك مع فتح مسابقة توظيف الأساتذة”.
واقترح زوقار السنة الرابعة لتدريس هذه اللغة، وذكّر في هذا الخصوص بأن تدريس اللغة الإنجليزية هذه المرّة هي التجربة الثانية بعد تجربة التسعينيات، والتي كانت إيجابية جدا -على حد تعبيره-.
وفي السياق ذاته، أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كنابست”، مسعود بوديبة، أنهم ليسوا ضد تعليم اللغات بقدر ما إن الأمر بحاجة إلى تحضير جيد من أجل نجاح العملية.
وذكر بوديبة في تصريح لـ”الجزائر” أن “العملية تحتاج لإعادة هيكلة المنظومة التعليمية للغات في مرحلة التعليم الإبتدائي بالنظر للبرامج المكثفة والمعارف الكثيرة والحجم الساعي الكبير، ما يعني بأن الأمر بحاجة للتخفيف وذلك لضمان نجاح العملية وانعكاسها الإيجابي على التلميذ”.
زينب.ب