تعرف تربية الدواجن انتعاشا ملحوظا بالبلديات الشرقية لولاية بومرداس، ولمعرفة حيثيات هذا النشاط الاقتصادي المهم في المنطقة، تنقلت “الجزائر” إلى بعض قرى بلدية بغلية شرقي الولاية حيث التقت بعض المربين الذين كشفوا عن وضعية نشاطهم.
المناخ والأمراض.. التحدي الرئيسي
يقول محمد مزيودان “بدأنا بتربية الدجاج، ثم وزعنا مشروعنا إلى إنشاء مذبحة دواجن، حيث باشرنا الإنتاج مع بداية الألفية، كما أنشأنا مدجنة خاصة بإنتاج البيض، من أجل تغطية حاجيات السوق المحلية”.
كما ينتج محمد مزيودان 100 ألف دجاجة للاستهلاك، كل شهر، يتم تسويقها في بومرداس والولايات المجاورة، أما عن عمله اليومي داخل المدجنة فهو يتركز أساسا حول المراقبة المستمرة لتلك الدواجن من توفير حاجياته من طعام وماء ومراقبة طبية من طرف البيطري.
وعن معيقات الإنتاج قال المربي “المعيقات هي طبيعية بالأساس، التغير المفاجئ في درجة الحرارة من باردة لحارة آو العكس، بالإضافة لتطرفها، فالباردة جدا تؤدي لموت الدجاج، الحارة جدا كذلك، بالإضافة لأمراض الجهاز التنفسي كأنفلونزا الطيور، وغيرها من الفيروسات التي قد تكون قاتلة زد كذلك انقطاع التيار الكهربائي قد يتسبب بكارثة وخسائر للمربي لأن الأجهزة المكيفة تعمل به”.
وبخصوص الأسعار، فقد أكد محدثنا أنها “خاضعة لقانون العرض والطلب فكلما كان الطلب كبيرا ارتفعت الأسعار والعكس، وهذا ما نلاحظه في المناسبات الدينية كرمضان وعيد الفطر، والاجتماعية كيناير، الذي يحتفل به بطهي الدجاج”.
التسويق نحو مختلف الولايات
في المقابل دعا المتحدث من السلطات المعنية إعادة النظر في سعر أعلاف الدجاج التي يصل سعرها إلى 7500 دج للقنطار، بعدما كان في 4500 دج السنة الماضية، ما جعل بيع الكيلوغرام الواحد من الدجاج بـ250 دج بدل 180 دج وهذا للمحافظة على هامش الربح القليل، وتجنب الإضرار بجيب المواطن.
وحسب إحصائيات المقاطعة الفلاحية لدائرة بغلية فإن المنطقة تنتج كميات هائلة من اللحوم البيضاء سنويا تصل لأكثر من 3 ملايين دجاجة في إحصاء 2018، تنتجها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي استفادت من دعم الدولة عن طريق ANEM ويتم تسويق هذه المادة في أنحاء ولاية بومرداس وولايات الوطن.
قضاء يوم مع مربي دواجن
اختار أحمد وهو شاب في مطلع الثلاثينات من العمر مهنة تربية الدواجن منذ سنوات، حيث ينشط في هذا الميدان منذ 16 السنة، وقد انطلق في مشروعه من نقطة الصفر بعد كد واجتهاد طيلة سنين في تربية الدواجن عند الخواص قبل أن يباشر مشروعه الخاص، قضت “الجزائر” يوما كاملا مع أحمد القاطن ببلدية بغلية ببومرداس للتعرف عن قرب على أسرار هذا النشاط الاقتصادي.
يبدأ أحمد عمله كل يوم على الساعة السادسة صباحا حيث ينتقل إلى المدجنة التي تتواجد فيها أكثر من 3000 آلاف دجاجة مجهزة بأحدث الوسائل الخاصة بتربية هذه الطيور، من نظام حراري عصري، يرفع وينقص درجة الحرارة حسب الحاجة.
يراقب أحمد وضعية وسلوك الدجاج كل صباح، ليعرف الحالة الصحية العامة لها، بعدها يقوم بإطعامها بخليط خاص من الصويا والفيتامينات، كما أنه يستدعي البيطري، بين فترة وأخرى للقيام بمراقبة بيطرية للدجاج ويقوم بتطعيمه ضد الأمراض التي تفتك بالدواجن، بعدها يتناوب أحمد مع زميليه على تنظيف المكان، حيث ينظف بشكل يومي حتى يحافظ على صحة الدجاج.
بعدها يراقب الشاب النظام الحراري الخاص بالمدجنة من أجل معرفة ما إذا كان يعمل بطريقة صحيحة، ويبقى على هذه الحالة طيلة ثلاثة إلى أربعة أشهر ليجهز الدجاج، ويقوم ببيعه إلى مختلف أنحاء الوطن.
ويقول بهذا الخصوص إن “الولاية الأكثر طلبا لهذه المادة هي سطيف، حيث يأتيه التجار من مختلف بلدياتها”.
ويضيف الشاب أحمد إن “العوامل المتحكمة في أسعار هذه المادة الحيوية كثيرة، من بينها الصيصان، إذا كانت متوفرة في السوق فإن الأسعار تنخفض، والعكس إذا كانت هناك ندرة فترتفع لأن الدجاج الذي يبيض، يتم استيراده من الخارج، حيث يبيض لمدة 80 أسبوع قبل أن يتوقف عن ذلك ويباع على شكل لحوم “، بالإضافة إلى قانون العرض والطلب، مشيرا أيضا إلى “أسعار الدجاج، فكلما كان مرتفعا زاد سعره في السوق”.
وليد الحداد (ص.م)