مع تسجيل ارتفاع في درجات الحرارة في الفترة الصيفية الحالية، تزداد مخاطر الإصابة بضربات الشمس مما دفع أخصائيين في الصحة إلى التحذير من خطورة الإصابة بها، خاصة خلال هذه الأيام، منبهين بضرورة الإكثار من شرب الماء وتجنب الخروج في ساعات الذروة إلا للضرورة.
أكد رئيس الاتحاد الطبي الجزائري لناحية الشرق، الدكتور خالد سعيد أن ضربات الشمس في بعض الأحيان تكون خطيرة، لذلك وجبت الحيطة والحذر، خاصة بين العاشرة صباحا إلى الرابعة مساء.
وشرح خالد سعيد في تصريح لـ “الجزائر” ما هية ضربة الشمس أو ضربة الحرارة، مبينا أنها تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، ويعجز الجسم عن تبريد نفسه والسيطرة على درجة الحرارة، مشيرا إلى أنه عادة ما تنتج ضربة الشمس عند التعرض لدرجات حرارة عالية خلال فترات طويلة خاصة أصحاب المهن.
وتحدت الدكتور سعيد على أهم الأعراض التي ترافق ضربات الشمس، أبرزها الصداع الذي هو أكثر أعراض الإجهاد الحراري شيوعا ويحدث قبل حدوث ضربة الشمس عندما تضيق الأوعية الدموية في الجسم نتيجة الجفاف.
إضافة إلى الإصابة بالسكتة الدماغية أو القلبية وهي حالة خطيرة تهدد حياة المصاب، ويحدث ذلك عندما يفقد الجسم قدرته على التحكم في درجة حرارته، علاوة على الدوار والغثيان.
ومن أهم الإسعافات الأولية لضربة الشمس يقول الأخصائي ذاته إنه يجب إبعاد المصاب عن الشمس على الفور، ورشه بالماء البارد على جسمه بالكامل، ويجب القيام بتهوية المصاب للمساعدة في تعرق واستخدام العبوات الثلجية من أجل تبريد الجسم والتقليل من درجة حرارة الجسم وإعطاءها الماء والسوائل الباردة للمصاب وذلك في حال كان واعيًا وقادرًا على الشرب، ويجب أن يتناول مشروبات باردة لتخفيض درجة حرارة جسمه في أسرع وقت ممكن.
كما نصح الدكتور سعيد كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال بتجنب الخروج في ساعات الذروة إلا للضرورة.
من جانبه، شدد الدكتور المختص في الصحة العمومية، محمد كواش على خطورة ارتفاع درجات الحرارة على صحة المواطنين، لاسيما بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها كل دول العالم بما فيها الجزائر، وذكرَ الطبيب ذاته بأنه ينبغي أن يحسن المواطن التعامل معها.
وأفاد كواش لـ”الجزائر” أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة واقع يعيشه كل العالم ويتطلب التعايش معه وتهيئة كل الظروف لمجابهته.
وأوضح كواش أن الإصابة بالإجهاد الحراري مرتبط بفئات عمرية معينة ومهن معينة، على غرار عمال ورشات البناء والفلاحين وغيرهم ممن يتعرضون إلى أشعة الشمس في إطار عملهم.
وأما الفئات العمرية فتتعلق بالرضع وصغار الأطفال وكبار السن فوق 65 عاما والمرضى المعرضين للتشنجات العصبية، خاصة وأن الأطفال وكبار السن يتأثرون بالحمى بشكل كبير لأن النظام العصبي المسؤول عن تعديل الحرارة لديهم ضعيف، بالإضافة إلى الذين يعانون من أمراض مزمنة خاصة أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، هم الأكثر عرضة لمخاطر الإجهاد الحراري، لذا يجب عليهم التزام المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة، خاصة في ساعات الذروة بعد العاشرة صباحا وفي فترة الظهيرة وذلك لتجنب التعرض لأشعة الشمس التي تؤدي أيضا إلى الإصابة باضطرابات في الدورة الدموية.
وأشار الدكتور كواش إلى ضرورة زيارة الطبيب في حالة المعاناة من إجهاد حراري وعلى الفور يجب التوقف عن ممارسة جميع الأنشطة والانتقال إلى مكان أكثر برودة والتواصل مع الطبيب إذا تفاقمت العلامات والأعراض.
ويضيف أنه عندما ترتفع درجات الحرارة لابد من ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة حيث أن ارتداء قطع كثيرة من الملابس أو الملابس الضيقة يمنع الجسم من تبريد نفسه بصورة سليمة وارتداء ألبسة فاتحة اللون كاللون الأبيض والأصفر والأخضر وتجنب الألوان الداكنة الجاذبة لأشعة الشمس كاللون البني والأسود.
فلة سلطاني