جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
عرفت أسعار الأجهزة الكهرومنزلية انخفاضا في الفترة الأخيرة مقارنة بأسعارها السابقة، وقد أكد متعاملون إقتصاديون في مجال تصنيع هذه الأجهزة، وكذلك جمعيات حماية المستهلك، تسجيل هذا التراجع في الأسعار. والسبب–حسبهم- يعود إلى تراجع جزئي في أسعار المادة الأولية بالأسواق العالمية، بعد انخفاض الطلب عليها، إضافة إلى ارتفاع قيمة الدينار مقابل سلة العملات الأجنبية خلال 2022.
قامت “الجزائر” بجولة استطلاعية بمعرض المنتوج الوطني بقصر المعارض الصنوبر البحري، وزارت الجناح المخصص للأجهزة الكهرمنزلية، للوقوف على أسعار منتجات العديد من العلامات المتخصصة في تصنيع وتركيب هذه التجهيزات، وسجلت وجود انخفاض في أسعارها، إضافة إلى جديد هذه العلامات والتي فضلت عرضها بالصالون الوطني، وهي أجهزة تعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا متطورة، واقتصادية من حيث استهلاك الطاقة الكهربائية، كما خصصت لها أسعارا تنافسية خاصة بالمعرض.
وبعيدا عن معرض المنتوج الوطني، زارت “الجزائر” كذلك بعض المراكز التجارية ومحلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية للوقوف على أسعارها، وسجلت تراجعا في الأسعار مقارنة بتلك المسجلة منذ بداية 2022، لاسيما منها أسعار أجهزة التلفاز، وكذلك بعض أنواع آلات الطبخ، إضافة إلى بعض الخلاطات الكهربائية الأخرى، كما قدمت أغلب العلامات تخفيضات معتبرة على أسعار منتجاتها لاسيما منها التلفزيونات وآلات الطبخ.
ويؤكد متعاملون اقتصاديون ناشطون في هذا المجال وجمعيات حماية المستهلك أنه بالفعل تم تسجيل انخفاض في أسعار المنتجات الكهرومنزلية مؤخرا، وأرجعوا الأسباب إلى التراجع الجزئي لأسعار المادة الأولية التي تدخل في تصنيع هذه الأجهزة في السوق الدولية -البورصة- بعد أن سجلت أسعارها الذروة مع نهاية 2021 نتيجة تزايد الطلب والضغط عليها بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19.
وفي هذا الصدد، قال مدير التسويق والتوزيع بمجمع “جيون الكترونيك”، ثرانتي موسى، في حديثه مع “الجزائر”، إن “المجمع ومنذ تأسيسه في 2005، بدأ في تسويق الأجهزة الإلكترونية، ثم الأجهزة الإلكترومنزلية، ثم انتقل إلى تصنيع هذه الأجهزة وحاليا لديه أزيد من 9 وحدات تصنيع”.
وأضاف المتحدث أن المجمع ينتج جميع أنواع الأجهزة الكهرومنزلية، من آلات طبخ، ثلاجات، أجهزة التلفاز، الخلاطات الكهربائية، آلات غسيل الملابس، غسيل الأواني، أجهزة التبريد بمختلف الأحجام، ومختلف الأجهزة الكهرومنزلية الأخرى، وأكد على إدخال تكنولوجيات حديثة في تصنيع هذه الأجهزة لاسيما الأنواع الجديدة التي تم عرضها لأول مرة في المعرض.
وبخصوص أسعار هذه الأجهزة، أكد المسؤول بجمع “جيون الكترونيك” أنها عرفت تراجعا مؤخرا، مقارنة بتلك الأسعار التي المسجلة منذ أشهر، إذ كانت جد مرتفعة، وهذا لأسباب تتعلق بالأساس إلى ارتفاع سعر المادة الأولية في السوق الدولية، إضافة إلى ارتفاع سعر النقل والشحن، أما حاليا -يضيف- تراجعت “جزئيا” أسعار المادة الأولية في البورصة، بعدما تراجع الطلب عليها مع بداية نهاية أزمة كوفيد-19 وأصبحت هناك وفرة في هذه المادة، كما انخفض سعر الشحن وإن كان انخفاضا جد طفيف، وهذا أثر بطبيعة الحال على سعر المنتوجات وسجلت هذا التراجع في الفترة الأخيرة.
من جانبه، أكد رئيس الفدرالية الجزائرية لحماية المستهلك، زكي حريز أن “الفدرالية سجلت هي الأخرى تراجعا في أسعار الأجهزة الكهرومنزلية في الفترة الأخيرة، وهذا عائد إلى تراجع الطلب على المادة الأولية التي تدخل في تصنيع هذه الأجهزة مقارنة بفترة جائحة كورونا، وهذا ما أثر على أسعارها في السوق الدولية وأدى إلى تراجعها”.
كما ذكر حريز في تصريح لـ”الجزائر” سببا آخر ساهم في تراجع الأسعار، ويتعلق بصعود قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية –الأورو والدولار بالخصوص، وهذا ما كان له أثره الإيجابي على نشاط المنتجين والمصنعين في مجال الأدوات الكهرومنزلية، وأثر على الأسعار.
واعتبر حريز أن الأسعار الحالية لهذه الأجهزة حتى وإن سجلت تراجعا، تبقى مرتفعة نسبيا، وتوقع انخفاضا جديدا لها مع السنة المقبلة، مشددا على أهمية تخفيض سعر النقل البحري والشحن لصالح المنتجين والمصنعين لتكون الأسعار في 2023 أكثر تنافسية وفي متناول جميع المستهلكين.
رزيقة. خ