قال الخبير في تكنولوجيات الاتصال والرقمنة يونس قرار، إن “الوسائل التكنولوجية المتاحة وكذا وسائط التواصل الاجتماعي سلاح ذو حذين، توجه حسب هدف مستخدمها، إما في المسائل المفيدة القادرة على بناء مجتمع متطور أو في تحطيم المفاهيم الإيجابية والأخلاقية ونشر الاشاعات والتهويل”، واعتبر أن “تفوق بعض البرامج التي تبث عبر هذه الوسائط والوسائل والتي تكون بمحتوى لا فائدة منه أو تافه، على البرامج المفيدة، راجع إلى غياب استراتيجية من صانعي البرامج الهادفة، ما يستوجب عليهم الاستعانة بمختصين لجعل الرسالة أو البرنامج جذاب ومؤثر”، ودعا المثقفين والعلماء والمختصين إلى أن يكونوا أكثر تواجدا ونشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات المفيدة ومحاربة الخاطئة أو الاشاعات خصوصا في الوضع الذي تعيشه البلاء جراء تفشي جائحة كورونا ما أدى إلى استغلال العديد من الوسائط في التهويل ونشر المعلومات الخاطئة”.
ويرى يونس قرار في تصريح لـ”الجزائر” أن “ما نشاهده من مادة أو منتوج يسوق عبر الأنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي قد تكون أحد مصادر التهديد، خاصة إذا ما تم توظيفها بشكل سيئ وإذا ما تم استغلالها من قبل جهات تريد عبرها تمرير رسائل معينة لتحقيق غايات محددة، أو إذا كان هذا المنتوج في حد ذاته سيئ أو بلا فائدة”، وقال قرار “صحيح يوجد هناك الكثير في المقابل من ذلك منتوج جيد ويسعى أصحابه لتوصيل أفكار إيجابية هادفة، وتخدم المجتمع وتصلحه، إلا أن هذه المنتجات بالإضافة إلى أنها ضئيلة مقارنة بالمنتجات الأخرى، ورغم أهمية المحتوى والمضمون، تكون غير جذابة لمتصفحي وسائط التواصل الاجتماعي، ما يجعلها لا تصل إلا لعدد قليل من المتصفحين عكس البرامج الأخرى التي رغم أن مضمونها في غالب الأحيان تافه ولا هدف له سوى التسلية السخيفة وتضييع للوقت، إلا أنها تلقى رواجا كبيرا وتحظى بنسبة مشاهدات وإعجاب كبيرين ترفعها سقفها عاليا، ما يشجع أصحابها على إطلاق المزيد منها”.
وأرجع قرار أسباب تفوق هذه المنتجات من فيديوهات، ومنشورات و صور، مقارنة بالمنتجات “الهادفة”، إلى سببين رئيسين الأول: يتعلق بطريقة تقديم المنتج من قبل أصحابه، فاليوم أصبحت طريقة تقديم المنتج توازي مضمونه، فلا يكفي أن يكون محتوى البرنامج ومضمونه جيدا ليصل لأكبر عدد من المشاهدين، إذ لا بد من صاحب المنتج أن يدرك جيدا كيفية تسويقه، وجعله جذابا، وذلك بوضع خطة مع مختصين في التكنولوجيات والتصوير وغيرها من الاختصاصات التي تستخدم في إنتاج فيديوهات بألوان وطرق جذابة، أما السبب الثاني فيتعلق حسب الخبير في تكنولوجيات الاتصال والرقمنة، إلى قلة نشاط الفئة المثقفة والمختصين والنخبة بصفة عامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا في هذا السياق الى ضرورة أن تصبح هذه الفئة أكثر نشاط لنشر الأفكار والنصائح ونشر التوعية، وهو ما يساعد حسبه على التقليل من جهة أخرى من المعلومات الخاطئة التي تروج عبر هذه المنصات، و الشائعات و التي قد تتسبب في نتائج كارثية بسبب انسياق الكثيرين وراءها دون التأكد من مدى صحتها.
وقال قرار إنه “لمحاربة الشائعات لابد من القيام بالتمحيص للتأكد من المعلومات قبل إعادة نشرها عبر الصفحات الاجتماعية، وفي حالة التأكد من أنها مجرد إشاعات يجب التنديد بها وتكذيبها في نفس الصفحة التي نشرت بها”، وأضاف أن “كل شخص بإمكانه المساهمة في نشر الوعي وإعلام الآخرين أن كان ما يروج له إشاعة أو معلومة صادقة، ووجب عليه إعلام متابعيه عبر صفحته بالصفحات المشكوك فيها والتي تنشر الإشاعات”.
وأضاف الخبير في التكنولوجيات، إنه “في الظرف الذي نعيشه اليوم وجب استغلال هذه المنصات لإعطاء الإرشادات وبعث الطمأنينة، لذلك لا بد أن تستعمل في الجانب الإيجابي لتوعية الناس والتشجيع على الأعمال الخيرية، ومساعدة العائلات التي هي بحاجة لمد يد العون لها، كما يجب استغلالها من قبل الباحثين والأساتذة للترويج للأفكار والدراسات العلمية ليستفيد المواطن منها”.
رزيقة.خ