كشف القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، محمد عماري، أن الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي غير مطروحة في الوقت الراهن في أجندة الحزب، لاسيما مع الظروف الصحية التي تمر بها البلاد والتي تمنع من عقد دورة لجنة مركزية أخرى للمصادقة على التشكيلة.
وأضاف عماري في تصريح لـ”الجزائر” أنه “لا مبرر للحديث عن التأخير سيما وأن القانون الأساسي لم يحدد الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي بمدة معينة بل الحرية متروكة للأمين العام بما يتوافق مع القانون الأساسي”، وقال القيادي في الحزب: “لا يمكننا عقد دورة لجنة مركزية للإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي وتزكيتها وهو أمر ليس تأخيرا ولا يحمل الطابع الإستعجالي لمن يتحدثون عن التأخيرأو التماطل”، وتابع: “أمور الحزب تسير على أحسن ما يرام والأمين العام في مشاورات دورية مع أعضاء اللجنة المركزية ونواب الحزب في الغرفتين والمناضلين يعني لا تأثير لعدم الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي”، ورد على عدد أعضائها لاسيما بعد تجاوزه في المرة السابقة الثلاثين عضوا ما أثار موجة غضب وانتقادات لاذعة: “الآن الأمين العام شدد على أنه متمسك بالقانون الأساسي والذي يتضمن عدد أعضاء المكتب السياسي بين 16 و 19 عضوا ولن يتم تجاوز هذا العدد في السابق لظروف معينة تم رفع التشكيلة لأكثر من 30 لكن اليوم لا نريد العودة لذلك”.
وعاد القيادي لتصريحات الأمين العام الأخيرة بقوله أن “الأفلان” سيكون القوة السياسية الأولى في البلاد وسيدخلون الحكومة “فاتحين” والتي أحدثت ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي، بحيث أشار إلى أنها تصريحات “منطقية” وأي حزب سياسي سيطلق التصريحات ذاتها إذا تعلق الأمر بالإستحقاقات الإنتخابية وأبرز في الوقت نفسه أنها أثار الإستغراب من الذين يريدون إقصاء حزب جبهة التحرير الوطني من الحياة السياسية وإحالته على المتحف أو عزله سياسيا، وقال: “هي تصريحات منطقية وجاءت في سياق الحديث عن التشريعيات المقبلة.. هل كنتم تنتظرون أن يقول مثلا سنحصد المرتبة الثالثة ؟ لنا الأغلبية الآن ونريد الحفاظ عليها مستقبلا واعتقد أنها تصريحات منطقية وعقلانية”، وتابع في السياق ذاته: “الأفلان تبني اليوم خطاب التصالح مع الشعب ومع المناضلين ويسعى لترتيب البيت والعودة للواجهة بقوة ونتمنى أن الشعب وحده فقط من يملك السلطة لإقصائنا عبر الصندوق وما يردد هنا وهناك فهو يلزم أصحابه وقائليه فقط”، وأردف: “الأفلان يتحمل جزءا من المسؤولية عن المرحلة السابقة والتي ميزتها قرارات لمسؤولين تعاقبوا على الحزب تمثلهم هم فقط و ليس الحزب فمن غير المعقول تعليق كافات شماعة الفشل عليه اليوم سيما وأنه مضى قدما وأنهى مسألة الشرعية في الحزب بانتخاب أمين عام جديد والذي تنتظره مهمة كبيرة وطوى صفحة الماضي ولا فائدة مرجوة من بقاء الحديث عن ماضي الحزب وتحميله مسؤولية المرحلة السابقة”.
4 أولويات لـ “الأفلان”
وأوضح المتحدث ذاته أن “الأمين العام للحزب حدد أربع أولويات للحزب الأولى تتمثل في إعادة تنظيم الحزب من القواعد ممثلين في القسمات والمحافظات والثانية تشمل إعادة صياغة خطاب الحزب فيما تتمثل الأولوية الثالثة في إحياء التكوين السياسي وهو من الأمور المهمة التي سيتم التركيز عليها بنسبة كبيرة أما الرابعة فتخص تعزيز العلاقات الخارجية للحزب، هذه الأخيرة التي ظهرت في جملة اللقاءات والإستقبالات التي يقوم بها الأمين العام بعجي أبو الفضل في الآونة الأخيرة”.
وما تعلق بالمؤتمر القادم للحزب، أفاد عماري أنه سيكون بعد المحطات السياسية الهامة التي ستعرفها البلاد في المرحلة المقبلة ممثلة في الدستور والتشريعيات أو المحليات، وذكر: “قمنا بتأجيل المؤتمر ولما تجتمع اللجنة المركزية ويتم خلالها تعيين لجنة تحضير المؤتمر ويقع عليها تحديد تاريخ المؤتمر غير أنه سيكون بعد الإنتهاء من المحطات السياسية الوطنية من تعديل الدستور والتشريعيات المسبقة”، وعما إذا كان يفكر حزب جبهة التحرير الوطني في إطلاق مبادرة سياسية، رد عماري: “إطلاق مبادرة سياسية غير مطروح في أجندة الحزب في الوقت الراهن”.
زينب بن عزوز