تشير تسارع الأحداث الأخيرة و قيام غرفتي البرلمان في ظرف وجيز لم يتجاوز الثلاثة أيام، بعرض ودراسة والمصادقة على القانونين العضويين المتعلقين بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وبنظام الانتخابات، وتمريرهما بدون تعديلات، إلى أن استدعاء الهيئة الناخبة بات “وشيكا”، غير أن عدم تشكيل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى حد الساعة، قد يطرح إشكالا حول ما إذا كان عدم تشكيلها قد يعيق استدعاء الهيئة الناخبة، خصوصا وأن هذه السلطة من المفروض أن توكل إليها العديد من المهام كمراجعة القوائم الانتخابية، كما يطرح إشكالية حول ما إذا في حال ما تم بالفعل استدعاء الهيئة الناخبة قبل تشكيل السلطة المستقلة فمن سيراجع القوائم الانتخابية.
يتطلب عادة عرض مشاريع القوانين ودراستها والوصول إلى المصادقة عليها بعد أخذ فترة لإجراء التعديلات بغرفتي البرلمان، وقت قد يمتد من أسبوع إلى الشهر أو أكثر، غير أن تمرير قانون والمصادقة عليه في فترة لا تتجاوز ثلاثة أيام كما حدث مع القانونين العضويين المتعلقين بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وبنظام الانتخابات واللذان تمت المصادقة عليها أول أمس الجمعة من قبل مجلس الأمة بعد أن عرضا بالمجلس الشعبي الوطني الأربعاء الماضي، سابقة، وهي بذلك تعطي مؤشر على أن استدعاء الهيئة الناخبة أصبح وشيكا، و سيتم ذلك خلال الأيام القليلة القادمة، وهو ما كان قد أشار إليه الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في خطاب سابق له، و الذي قال فيه انه “من الأجدر استدعاء الهيئة الناخبة في 15 سبتمبر”، غير الكثيرين يتساءلون حول ما إذا تم بالفعل استدعاء الهيئة الناخبة قبل تشكيل السلطة الوطنية ألا يطرح ذلك إشكالا حول المهام التي توكل إلى الهيئة المستقلة، وإن تم ذلك بالفعل إلا يكون هناك تعارض في القانون، وفي هذا السياق يقول الخبير في القانون الدستوري عامر رخيلة في تصريح ل”الجزائر”، أن مرسوم استدعاء الهيئة الناخبة مستقل عن مرسوم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فاستدعاء الهيئة الناخبة من صلاحيات رئيس الجمهورية- حاليا رئيس الدولة، ومن حق رئيس الدولة استدعاء الهيئة الناخبة، أما السلطة المستقلة للانتخابات فالمجلس الدستوري من يصادق على قانونها وبعدها يأمر بنشرها بالجريدة الرسمية وبذلك يكون قانونها ساريا، وقال رخيلة أنه لن يكون هناك إشكال قانوني في حال ما إذا ما تم استدعاء الهيئة الناخبة قبل تشكيل السلطة المستقلة، وأضاف قائلا: “إننا نتجه نحو عدم التقيد بالآجال القانونية في دراسة القوانين ونشرها”، ورجح أن يكون تشكيل السلطة المستقلة خلال الأسبوع الجاري.
من جانبه قال عضو هيئة الحوار والوساطة عبد الوهاب بن جلول في تصريح ل”الجزائر”، أمس، أن استدعاء الهيئة الناخبة قد يتزامن مع استكمال تشكيل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وقال أن التأخر في تشكيلها يوم أو ثلاثة بعد استدعاء الهيئة الناخبة لن يكون ذو تأثير على عملها.
وأشار المتحدث ذاته أن المشاورات التي يقودها منسق هيئة الحوار والوساطة تجري على قدم وساق من أجل اختيار الشخصية التي ستترأس السلطة المستقلة للانتخابات، وأن الوضع يستدعي تسريع تشكيل السلطة، موضحا أن التسريع هنا لا يعني التسرع.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / خبراء وأعضاء من هيئة الحوار والوساطة لـ "الجزائر"::
“تشكيل سلطة تنظيم الانتخابات سيتزامن مع استدعاء الهيئة الناخبة”
“تشكيل سلطة تنظيم الانتخابات سيتزامن مع استدعاء الهيئة الناخبة”
خبراء وأعضاء من هيئة الحوار والوساطة لـ "الجزائر"::
الوسومmain_post