صدرت الترجمة الأوردية لرواية “حينما تشتهيك الحياة” للأديبة فضيلة ملهاق، وهو أول عمل أدبي جزائري يترجم إلى اللغة الأوردية، المنتشرة في باكستان، وتعد هذه الرواية بمثابة فتح جديد للأدب الجزائري وانتشاره عبر مختلف دول العالم وبلغات أخرى عدا الفرنسية، الانجليزية، بعد عديد الترجمات التي باتت تمس الأعمال الجزائرية، على غرار: ترجمة روايات واسيني الأعرج للغة الفارسية، ورواية “زوج بغال” لبومدين بلكبير إلى اللغة الهندية…
وتعد الرواية رحلة متفردة ما بين نصفي الكرة الأرضية، الشمال والجنوب، في استفراغ جريء لمكنون الدواخل في مراحل عمرية مختلفة من الحياة، وتجوب أعماق القلوب بما تحمله من مواقف غرائبية، وتنساق بجرأة بين تضاريس الواقع المحفوف بالمخاطر والمفاجآت، وبالمتع أيضا.
واستنطقت الرواية بادئا مجموعة من الشباب، منهم حميد ورفيقه موسى، الذين أقدموا على (الحرقة)، وهي الهجرة السّرية، بحثا عن مفاتيح السعادة، الحب والنجاح، ولكنها أصبحت مع امتداد رحلتهم مرآة ذاتية لكل من لديه الشجاعة ليستقرأ حقيقته، من خلال اشتهاء فريد.
ولقد صادف المهاجرون السريون، في طريقهم سرا مثيرا ومغريا، حولت حياتهم إلى مغامرة معقدة، عجيبة، عابرة للقارات والأزمنة، واجتازوا البحر على متن قارب بسيط، يحمل أحلاما كبيرة، ووجدوا أنفسهم، أينما يتّجهون وأيّ شيء يفعلون، في قبضة عالم غريب، محاط بالأسرار والغموض، وفي مواجهة رموز مركبة وألغاز، تكتب أحرف الحياة بشكل لا يخطر ببالهم ولا ببال المحيطين بهم.
وما يميز الرواية كونها تتناول موضوع الهجرة السرية من منظور مختلف، فهي تتجاوز تلك الصورة النّمطية لقارب سري يبحث عن مكان آمن في العالم، إلى وضعية القارب المعلوم الذي يدور حوله العالم كله، ويراقب أمانه من خلال بوصلته.
يذكر أن فضيلة ملهاق حاصلة على دكتوراه في القانون وعلى شهادات عدة من الجزائر والخارج، بدأت شاعرة، وأصدرت عدة دواوين الشعر: “قهوة باردة”، “مارد من عصر الحجر”، “سبورة أفلاطون”، “حُزنك أكبر منك ومنّي”، تعد روايتها “ذاكرة هجرتها الألوان” الصادرة مؤخرا عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية “ليناغ” إثراء لمجال البحث وكتابة التاريخ.
ص ك