الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الزراعي، أحمد مالحة، لـ"الجزائر"::
“تطوير الزراعة يتطلب إنشاء أقطاب فلاحية وتصنيع المدخلات محليا”

الخبير الزراعي، أحمد مالحة، لـ"الجزائر"::
“تطوير الزراعة يتطلب إنشاء أقطاب فلاحية وتصنيع المدخلات محليا”

أكد الخبير الزراعي، أحمد مالحة، أن الجزائر بإمكانها تحقيق الأمن الغذائي في ظرف سنة إلى سنتين، إذا ما توفرت شروطها ومنها استغلال المياه الموجودة بالشكل الصحيح لسقي الأراضي، وإنشاء أقطاب فلاحية متخصصة في زراعات معينة إضافة إلى تصنيع المدخلات الفلاحية محليا.
وقال الخبير مالحة لـ”الجزائر” إنه “حان الوقت لرفع التحدي في المجال الفلاحي، وبلوغ الإكتفاء الذاتي في مختلف المنتجات الفلاحية”، واعتبر أن تحقيق ذلك “ممكن وفي ظرف لا يتجاوز السنتين”، غير أنه ربط ذلك بتوفر عدة شروط وعوامل وأهمها المياه.
ويرى الخبير الفلاحي أنه حان الوقت في ظل التغيرات المناخية استغلال مخزون المياه الموجود في الصحراء ونقله لمختلف المناطق سيما منطقة السهوب أين توجد حوالي 30 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، ما سيمكن من إحداث ثورة زراعية في مجال الحبوب وإنتاج الأعلاف، وهو ما ينعكس إيجابيا على تربية المواشي ومن ثمة تحقيق الإكتفاء الذاتي في اللحوم.
واقترح المتحدث ذاته، التوجه نحو إنشاء أقطاب فلاحية لضمان الاكتفاء الذاتي من مختلف المنتجات الفلاحية كتخصيص مثلا في الجهة الغربية للوطن كالبيض تيارت النعامة، كمنطقة متخصصة في إنتاج الحبوب والتي يمكنها ضمان ما يقارب 50 بالمئة من الاحتياجات الوطنية، وبالمقابل في الجهة الشرقية المعروف بزراعة الحبوب كقسنطينة وميلة وسطيف وأم البواقي لإنتاج 50 بالمائة المتبقية من الاحتياجات الوطنية لهذه المواد الإستراتيجية.
والأمر ذاته، بالنسبة للخضر والفواكه الموسمية وغير الموسمية، والتي يمكن إنشاء أقطاب فلاحية في كل جهة من الوطن -يقول مالحة- لضمان الوفرة ولتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
كما اقترح إنشاء المرصد الوطني للأمن الغذائي مهمته التنسيق بين الوزارات المعنية للمتابعة يوميا، وأكد أن تطوير هذا القطاع يعني تطويرا للاقتصاد الوطني بصفة عامة.
ولمعالجة إشكالية ارتفاع الأسعار، أكد مالحة أن “استقرارها لا يكون إلا بالوفرة كما ونوعا، ولتحقيق هذا لا بد من التفكير في المدخلات الفلاحية التي معظمها تستورد، كالأسمدة، الأدوية، الأعلاف، البلاستيك والأسلاك، ومن الضروري التوجه نحو إنتاجها محليا، لاسيما أن الجزائر بإمكانها صناعة أغلب هذه المدخلات، خاصة منها المتأتية من النفط ومشتقاته ومن الغاز كون الجزائر بلد طاقوي ويمتلك المادة الأولوية”.
وأكد أنه إذا ما توفرت هذه المدخلات محليا سيكون سعرها تنافسي، وهذا سيشجع الكثيرين لاقتحام الاستثمار في المجال الفلاحي، خاصة وأن الأراضي الزراعية متوفرة وبمساحات شاسعة، كما أن هنالك دعم للفلاحين والمستثمرين لاقتناء المعدات والجرارات وغيرها.
وشدد الخبير الفلاحي على أهمية “البذور” كمدخل هام وأساسي في كل الزراعات، واعتبر المتحدث ذاته، أنه إذا توفرت هذه العوامل مشتركة، من استغلال جيد للأراضي الزراعية، وكذا المياه وإنتاج المدخلات الزراعية محليا، مع الاهتمام بتطوير البذور محليا، فيُمكن في ظرف سنة إلى سنتين إحداث ثورة زراعية حقيقية قادرة على جعل البلاد مكتفية ذاتيا من مختلف المنتجات الفلاحية بما فيها الإستراتيجية، وبذلك تحقق أمنها الغذائي المستدام.
واعتبر أن “الظرف العالمي الحالي لا يتيح لنا فرصة الإستراحة أو بقاء الإستيراد، فالحروب والصراعات وعدم وجود منتجات في السوق الدولية تخلق اضطرابات، وتجد الدول نفسها غير قادرة على شرائها وإن توفرت لها كل الأموال لذلك”.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super