انتقد تقرير لنائبين من مجلس الأمة الفرنسي باسم اللجنة المالية عرا قيلا كثيرة تتعرض لها التحويلات المالية في إطار الدعم المبرمج لتعليم اللغة الفرنسية في الجزائر. و ذكر أصحاب التقرير إن العراقيل واجهت تحويل 14.36 مليون أورو سنة 2017، ما يفوق 194 مليار سنتيم بالعملة الوطنية، في حين بقيت طلبات التحويل لسنة 2018 من دون أي رد من طرف السلطات الجزائرية. ولخص النائبان فانسون دولاهاي وريمي فيرو، باسم لجنة المالية في مجلس الشيوخ الفرنسي ، تقريرهما في 118 صفحة ،وقد تم تسجيله في 25 جويلية المنقضي وقدم نهاية الأسبوع الفارط يوم 29 أوت منه. وذكر النائبان من خلاله أن التحويلات المقصودة هي المبرمجة ضمن شبكة تعليم اللغة الفرنسية في الخارج ،التي تعرف صعوبات تنظيمية مرتبطة في أكثرها بالرقابة المفرطة على حركة رؤوس الأموال. وكشف التقرير أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد العراقيل بعد تونس إضافة إلى بلدان أخرى هي المغرب وانغولا والصين والبرازيل وفنزويلا . وأن هذه العراقيل، منعت التدفق النقدي للوكالة الفرنسية لتعليم الفرنسية في الخارج المعروفة اختصارا بـ ” AEFE ” وانتقد النائبان رقابة صارمة على عمليات صرف العملة وفرض رسوم على التحويلات التي تعتبر موارد ضريبية في هذه البلدان . وكشف التقرير أن هذه الوضعية عبر 7 بلدان بينها الجزائر تسبب في عدم تمكن الوكالة من تحصيل مبلغ 58.19 مليون أورو، منها 14.36 للجزائر و18.84 لتونس و2.79 مليون أورو للمغرب و9.73 لأنغولا و2.99 لفنزويلا و4.71 للبرازيل و4.77 للصين. وكان آخر طلب لإجراء تحويل مالي لصالح شبكة تعليم الفرنسية في الجزائر في ماي 2018، ولايزال ينتظر ردا من طرف السلطات في الجزائر.. وأظهر التقرير أن الثانوية الدولية الفرنسية ببن عكنون ألكسندر ديما، تحوي 1753 تلميذ منهم 799 يحملون الجنسية الفرنسية، إضافة لمدرسة حيدرة الصغيرة التي تعتبر شريكة لوكالة تعليم الفرنسية بالخارج، والتي تضم في صفوفها 208 تلميذ، بينهم 155 حاملون للجنسية الفرنسية. وأنفقت ذات الوكالة حسب التقرير نفسه ما قيمته 2414.06 أورو على كل تلميذ في الثانوية الدولية للسنة الدراسية 2017/2018، دون احتساب قيمة المنح، وباحتساب الأخيرة فقد بلغت النفقات لكل تلميذ 2755.72 أورو. وبلغت المساعدات الممنوحة لفرع الجزائر لوكالة تعليم الفرنسية في الخارج سنة 2017، نحو 4.235 مليون أورو، ما يفوق 57 مليار سنتيم، دون احتساب قيمة المنح، وباحتساب المنح فقد بلغت المساعدات 4.834 مليون أورو مال يفوق 66 مليار سنتيم. وتتكفل وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية بالأعمال الترويجية لصالح اللغة الفرنسية خارج فرنسا بواسطة شبكة واسعة من المؤسسات الثقافية والمدرسية الموضوعة تحت مسؤولية مصالح التعاون والعمل الثقافي في السفارات الفرنسية. كما توفر المؤسسات المدرسية المرتبطة بشبكة وكالة تعليم الفرنسية خارج فرنسا (AEFE) أو بشبكة البعثة العلمانية الفرصة للأولاد الفرنسيين المقيمين خارج فرنسا بتعلم اللغة الأم في المدارس الإبتدائية والتكميلية والثانوية ذات البرنامج التعليمي الفرنسي وتحرص فرنسا من جانب آخر على الحفاظ على ترويج اللغة الفرنسية في مستعمراتها القديمة وفي مقدمتها دول المغرب العربي حيث تخصص معاهد تكوين في اللغة للحفاظ على استعمال اللغة الفرنسية ،في وقت تتزايد فيه أعداد المقبلين على تعلم الانجليزية .
رفيقة معريش