يبدو أن الاعمال التلفزيونية المخصصة خلال الشهر الفضيل، تعيش أسوا حالاتها هذا العام، حيث تشهد انتكاسة حادة، صدمت المشاهد الجزائري، الذي وجد نفسه أمام عدد محدود جدا من الأعمال التي تم عرضها على الشاشات التلفزيونية الحكومية أو الخاصة، والتي لم ترضيه مقارنة بالتطور الكبير الذي تشهده دولا مجاورة في هذا المجال حتى لا نذكر دولا أخرى استطاعت أن تسوق لنفسها.
وقد فجرت معظم هذه الاعمال الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بضرورة الرفع من المستوى، والتسويق لثقافة وسياحة الجزائر، والكف عن بث أعمال تزرع الأحقاد وتكرس العنف وتضرب القيم الأخلاقية والاجتماعية التي نشأ عليها المجتمع الجزائري.
ورغم وباء “كورونا” الذي اثر على الأعمال الفنية في مختلف الدول، بما فيها الجزائر، وجد المشاهد الجزائري نفسه أمام أعمال لا ترقى في مجملها إلى مستوى تطلعاته مقارنة بما يعرض على القنوات العربية خلال هذا الشهر الفضيل، حيث أبدى من جهة أخرى نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي غضبهم وسخطهم من قمة الابتذال الذي بات يعرض على بعض القنوات الخاصة، فالدراما اصبحت تتأرجح من عام إلى عام بين عمل جيد يعطي الأمل في إمكانية صناعة دراما حقيقية وفي العام الموالي عمل لايرقى ويعيد طموحات المشاهدين إلى نقطة الصفر، أما برامج الكاميرا الخفية التي شوهت بعضها صورة الجزائر والمرأة الجزائرية، فحتمت على سلطة ضبط السمعي البصري إلى توجيه الانذارات للقنوات التي بثتها، لأنها تمادت كثيرا في ضرب القيم الاخلاقية والمجتمعية.
المشاهد في رسالة مباشرة: احترموا عقولنا
وأمام هذه الفوضى العارمة وكمية الرداءة التي سيطرت على المجال، تثبت شريحة معتبرة من المشاهدين، أنهم يرون الأعمال بعين النقاد، ويدققون في أدق التفاصيل، تؤكد نظرتهم الثاقبة، تشرح الأعمال وتركز على مواطن الخلل، موجهين رسائل صارمة بأنه لا يمكن استغباءهم بأي شكل من الأشكال.
وفي إلقاء نظرة على ردود الأفعال التي أثارتها الأعمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، برزت إحدى المعلقات قائلة: استثمرت تركيا اموالا ضخمة في إنتاج مسلسل ارطغرل وبعده ابنه عثمان مؤسس الدولة العثمانية وقبلهم السلسلة المشهورة عالميا مراد علمدار لإذكاء القومية التركية، في هذه الاعمال يصورون ابطالهم في قمة الاخلاق وحتى القرأن الكريم حاضر في كل مرة والصلاة على أشرف المرسلين حاضرة وبقوة والشجاعة والقوة والرجولة، وبهذا احسنوا استغلال هذه المسلسلات والإعلام للوصول الى أكبر قدر ممكن من العرب والفرس والعجم وجعلوا المشاهد يستشعر عظمة تركيا العثمانية وإحياء مجد الخلافة في المقابل تجد إعلامنا يشجع الرداءة، ويعرض أعمالا لا تليق مستهدفا وحدة المجتمع.
من جهتها كتب آخر في تعليقه، سيناريوهات مقلدة و افكار غير واقعية، المخرج خارج الإطار ويقتصر فقط على تصوير القاعة والإدارة، مهملا الفضاء الخارجي، حتى الجو الدراماتيكي للمجتمع لا يوجد، الكاميرا الثابتة انتهى زمانها، واللقطة التي تصور من مكان واحد انتهت من التسعينات، و السيناريو يجب أن يركز على مشاعر الشخص و القصة تحكي نفسها لقطة بلقطة، فالسيناريو ليس كلمات فقط و الباقي ارتجال، أما الممثلين فيجب أن يؤدوا ادوارا يثبتوا فيها انهم ينتمون للواقع المعيش، وعند تاحي عن جودة الصورة فحدث ولا حرج.
صبرينة ك