جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أسدى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء الأخير، جملة من التوجيهات والتعليمات والإرشادات تخص الأداء الحكومي، خاصة بعد التعديل الذي مسّ الجهاز التنفيذي بتعيين وزراء بغية تقديم الإضافة اللازمة في الميدان.
أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الوزير الأول بتقليص الاجتماعات الحكومية، إلا للضرورة، وتوجيه كل الجهود إلى الميدان، كون الجزائر اليوم ليست بحاجة إلى سن قوانين قد تعكر حياة المواطنين، بل إلى إلغاء بعض منها تجاوزها الزمن وهذا ما يظهر عزم الحكومة على تركيز الجهد كله على خدمة حاجيات المواطنين وللانتقال من تغيير النصوص، إلى تغيير الواقع. وفق ما جاء به بيان لرئاسة الجمهورية.
الإبتعاد عن الوعود غير المؤسسة والتحلي بالواقعية
كما حذر الرئيس تبون الوزراء من إطلاق وعود للمواطنين غير مؤسسة وضمن آجال غير معقولة وآليات غير مفهوم والتزام بالواقعية ومصارحة المواطنين وعدم إعطائهم وعودا كاذبة، خاصة ما تعلق بتقديم آجال زمنية لاستلام مشاريع، وهذا ما يتطلب -حسبه- أيضا الامتناع النهائي عن الاستعمال المبالغ فيه للعبارات السياسية النمطية التي تمجد الشخصيات وتقدسهم عبر أي وسيلة إعلامية توحي بأن كل نشاط حكومي مهما كان نوعه هو بتوجيه من رئيس الجمهورية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس تبون عن قرارات من هذا النوع، إذ قرر حال تسلمه الرئاسة أواخر 2019، بإلغاء لقب “فخامة الرئيس “، كما كان قد أمر بإلغاء الاحتفاءات المبالغ فيها أو تكريمات موجهة للرئيس من أي جهة كانت، حيث أكد في عدة تصريحات سابقة إنه يرفض كل مظاهر التملق والولاء وأنه غير معني بها.
المتابعة الحثيثة لقرارات مجلس الوزراء
وفي السياق، وجه الرئيس تبون، تعليمات بتعزيز التنسيق بين مدير ديوان رئاسة الجمهورية والأمين العام للحكومة للمتابعة الحثيثة، والتنفيذ الصارم لقرارات مجلس الوزراء وسبق لرئيس الجمهورية، أن طلب العام الماضي، إعداد تقرير مفصل عن مدى تنفيذ القرارات المتخذة على مستوى مجلس الوزراء، ويشدد بذلك، على أنه لا تسامح أبدا مع إبقاء القرارات المتخذة على هذا المستوى حبرا على ورق، ليقدم في الوقت ذاته، توجيها بتبني منهجية عمل جديدة بين أعضاء الحكومة، يكون على رأسها وزير الداخلية، وتحت الإشراف المباشر للوزير الأول.
وفي إطار تسريع الرقمنة التي يحرص رئيس الجمهورية على تطبيقها وتفعليها على أرض الواقع في أسرع وقت، وجه الرئيس تبون الحكومة بالشروع الفوري في تسريع مسار الرقمنة والإحصاء الدقيق كنظام عمل قاعدي في كل القطاعات، لاسيما أملاك الدولة والضرائب والجمارك والميزانية، وخلق أرضية رقمية محينة تقدم معطيات ومؤشرات صحيحة تفضي إلى اتخاذ القرارات المناسبة وتحارب البيروقراطية، كما أمر بتسهيل وتيسير الفعل الاستثماري وتشجيع المستثمرين، لاسيما مع الشباك الوحيد.
وبغية تسهيل دخول أفراد الجالية الوطنية بالخارج إلى أرض الوطن، تزامنا مع الشهر الفضيل، طلب الرئيس بتخفيض أسعار النقل الجوي والبحري، استثناء في رمضان، بنسبة 50 بالمئة لفائدة جاليتنا الوطنية بالخارج للسماح لهم، إن أرادوا، قضاء هذا الشهر الفضيل في أحضان عائلاتهم ووطنهم.
وبخصوص عرض مشترك لتموين السوق بالمواد الأساسية خلال شهر رمضان 2023، وجّه رئيس الجمهورية الحكومة بمزيد من الضبط والتنظيم وخصوصا في المدن الكبرى، فيما يتعلق بالتموين، تفاديا لأي شكل من أشكال التذبذب والمضاربة، إلى جانب الابتعاد عن التقشف في توفير المواد الأساسية للمواطنين والعمل تدريجيا على التوجيه نحو نمط استهلاكي صحي للفرد الجزائري.
نفس جديد للحكومة
أكد النائب البرلماني، بوثلجة علال، أن “تعليمات رئيس الجمهورية للوزراء هدفها إعطاء نفس جديد ودفعة للجهاز التنفيذي بغية الوصول إلى الأهداف المسطرة”.
وأوضح بوثلجة في تصريح لـ “الجزائر” أن “القطاعات التي مسها التغير الحكومي هي قطاعات استراتيجة ومهمة أبرزها الخارجية، ولهذا وقع الاختيار على شخصية لديها الكثير من التجربة وعملت في الحقل الدبلوماسي لسنوات طويلة ودافعت على مواقف الجزائر في أصعب الأوقات”.
وتابع بوثلجة قائلا: “كما أن اختيار عبد العزيز فايد وزيرا للمالية سيساهم في تطور القطاع خاصة أنه ذو تجربة كبيرة، لذلك يتوقع منه الكثير، وبالنسبة إلى قطاعات على غرار البيئة والطاقات المتجددة وزارة السياحة والرقمنة والرياضية كلها قطاعات تحتاج إلى دفعة ودينامكية وبالتالي فإن التغيير الحكومي يأتي في وقت مناسب لخلق روح جديدة”.
وأشار إلى أنه “بناء على كل التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء سنشهد تغييرا إيجابيا على مستوى الجهاز التنفيذي الحكومي”.
تعليمات رئيس الجمهورية مهمة لتحقيق الأهداف الوطنية
اعتبر الخبير الاقتصادي والبرلماني السابق، الهواري تيغرسي، أن “رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من خلال مجلس الوزراء أكد على ضرورة الزيارات الميدانية لكل الولايات ومن كل قطاعات، وذلك من أجل معرفة مستوى التطور والتقدم هناك ومعرفة المشاكل الموجودة خاصة فيما تعلق بالإستثمار الذي يعتبر الهدف الأساسي للحكومة خلال هذه المرحلة”.
وأوضح تيغرسي في حديث مع “الجزائر” أن “بعض الولايات الجنوبية أهم مشاكلها الاستثمار وبالتالي فإن المواطن في حاجة إلى المسؤول لطرح المشاكل والعراقيل ولإيجاد الحلول خاصة في ظل وجود حركية اقتصادية كبيرة وإمكانيات متوفرة”.
واعتبر المتحدث أنه “ينتظر من الحكومة رفع التحدي بالإعتماد على الإمكانات الوطنية وتطوير الاقتصاد الوطني من أجل خلق ثروة اقتصادية”.
وكشف أنه “خلال الإجتماع أكد الرئي تبون على نقطة مهمة جدا وهي المتابعة الحثيثة والتنفيذ الصارم لقرارات مجلس الوزراء من خلال التنسيق بين مدير ديوان رئاسة الجمهورية والأمين العام للحكومة هذا ما سيسمح بتطبيق القرارات في أسرع الوقت”.
وختم تيغرسي حديثه، قائلا: ” كل القرارات والتعليمات المقدمة من طرف رئيس الجمهورية تؤكد الإرادة السياسية للحكومة وسعيها لوضع خارطة طريق لخلق الثروة في المرحلة القادمة”.
فلة سلطاني