عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، مساء أول أمس السبت، بمقر الوزارة، لقاء عمل مع ممثلي التنظيمات الطلابية، حسب ما أفاد بيان للوزارة الوصية.
ويندرج هذا اللقاء، حسب البيان ذاته، في إطار إستراتيجية الوزارة الرامية لإشراك مختلف الشركاء الاجتماعيين من تنظيمات طلابية في المحاور المتعلقة بالحياة الطلابية والاستماع لكل الاقتراحات لتحسين الحياة الجامعية للطلبة، في لقاء دام أكثر من 4 ساعات، ميزه الطرح المسؤول لمختلف التنظيمات الطلابية.
وفي هذا الخصوص، أجمعت تنظيمات طلابية على الروح الإيجابية التي طبعت لقاءهم بالمسؤول الأول على قطاع التعليم العالي ومرونته في التعامل مع كافة الانشغالات المرفوعة من طرفهم، وثمنوا الصرامة والسرعة في توجيه التعليمات لإيجاد حلول في أقرب الآجال.
وأكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، فارس بلجغلولي، بأن “اللقاء الذي جمع وزير التعليم العالي بالتنظيمات الطلابية إيجابي وثري من حيث النقاش حول الانشغالات التي رفعتها التنظيمات الطلابية الحاضرة والتي لمست تجاوبا سريعا من المسؤول الأول على القطاع، لاسيما في ظل التعليمات والتوجيهات المقدمة لمختلف إطارات الوزارة التي كانت حاضرة في الاجتماع بضرورة حل هذه الانشغالات لإنجاح الدخول الجامعي”.
وأشار بلجغلولي في اتصال مع “الجزائر” أمس، إلى “أنهم طرحوا انشغال الرقمنة الذي يعتبر من التحديات التي رفعتها الوزارة بالنظر لإيجابيتها في السعي لتحسين مرئية الجامعات الجزائرية”، غير أنه أشار بالمقابل إلى أن “هذه الإيجابية قابلها نوع من العراقيل في التجسيد على أرض الواقع مع تسجيل تباين بين المؤسسات الجامعية في تطبيقها والوصول للأهداف المسطرة لهذا الغرض”.
وقال في هذا الخصوص: “التعليم العالي والبحث العلمي من بين القطاعات التي سايرت الرقمنة بالمقارنة مع القطاعات الأخرى والوزارة تبذل جهودا كبيرة لإنجاح هذا المسعى، غير أنه ومع الدخول الجامعي سجلنا بعض الإختلالات على مستوى المؤسسات الجامعية وقد طرحنا الأمر على الوزير، لاسيما ما تعلق بالبصمة وماسحة الوجه على مستوى الإقامات الجامعية، وقدم الوزير بداري تعليمات في وقتها لحلها”.
وتابع في السياق ذاته “رفعنا أيضا الإنشغال المتعلق بالتحويلات الجامعية للطلبة والتي انقضت آجالها، غير أن الوزير أمر بتمديدها بعشرة أيام، وهو أمر ثمناه كثيرا كتنظيم طلابي”.
ومن بين الانشغالات التي طرحتها المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين هو الدعوة لفتح حوار بين كافة الفاعلين في القطاع لمناقشة وحلحلة الانشغالات البيداغوجية والخدماتية على المستوى القاعدي، وهو أمر قال إنه من شأنه المساهمة في استقرار الموسم الجامعي.
من جانبه، أبرز الأمين العام للإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، عبد اللطيف بوضياف، أن “الرقمنة كانت من بين الانشغالات التي تمت مناقشتها مع وزير التعليم العالي بالنظر لجملة الإختلالات التي تم تسجيلها على مستوى بعض المؤسسات الجامعية”، مشيرا إلى أن “الوزير أعطى تعليمات صارمة بضرورة التكفل بهذا الإنشغال الذي يعد من تحديات الوزارة للوصول لصفر ورقة”.
كما تمت مناقشة مسألة التأخر الدراسي أو المعيدين، بحيث أكد بوضياف أن الوزير شدد على ضرورة التكفل بهذا الإنشغال .
ومن بين الإنشغالات التي طرحها الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، إيواء طلبة الدكتوراه بحيث أُعطيت تعليمات أيضا – حسبه- لحل هذه المشكلة، ويضاف لها الإقامات الجامعية غير المجهزة وبعض المسائل المتعلقة بالخدمات الجامعية.
وقال بوضياف في تصريح لـ”الجزائر” “لمسنا تجاوبا كبيرا من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي تجاه الانشغالات التي رفعتها التنظيمات الطلابية، وكانت هناك تعليمات وصرامة في إيجاد حلول ومعالجة الإختلالات المطروحة”.
من جهته، وصف عضو المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، ورئيس اللجنة الوطنية لمتابعة الدخول الجامعي، محمد نوي، لقاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، مع التنظيمات الطلابية بـ”الإيجابي”، بحيث أشار إلى أن تنظيمه النقابي طرح العديد من الانشغالات من بينها مسألة الطلبة المنقطعين عن الدراسة أو المتغيبين لفترة من 5 إلى 10 سنوات، كما أكد بأن الوزير أعطى تطمينات بالتكفل وحل هذا الإنشغال بإعادة تسجيل هذه الفئة واستئناف الدراسة مرة أخرى.
وأضاف في السياق ذاته “طرحنا انشغالات حول توثيق الشهادات للطلبة الراغبين في الذهاب خارج البلاد، ومعها “الليسانس المزدوج”، والماستر الخارجي 20 بالمائة وكيفية تجسيده على أرض الواقع وسط تباين التسجيلات بين مختلف المؤسسات الجامعية، مع اقتراح تقديم دروس دعم في اللغة الإنجليزية في الإقامات الجامعية”.
وتابع: “لمسنا تجاوبا كبيرا من الوزير بداري الذي وجه تعليمات فورية بالتكفل بالانشغالات المطروحة”.
وعن تقييمه للدخول الجامعي لهذه السنة باعتباره رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة الدخول الجامعي، أكد نوي، أنه من المبكر الحديث عن تقييم الدخول الجامعي، غير أنه أفاد أنه ستعقد ندوات جهوية لهذا الغرض قريبا متبوعة بندوة وطنية ليقدم بعدها التقرير النهائي الخاص.
يجدر الذكر، أن لقاء بداري مع التنظيمات الطلابية يأتي بعد التقاءه بالشركاء الإجتماعيين الممثلين في الاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، وقد كانت فرصة للنقاش وتبادل الآراء واقتراح سبل معالجة بعض انشغالات، وطرح جملة من الانشغالات المهنية والاجتماعية في إطار التعاون والشراكة بين الوزارة وشركائها الاجتماعيين.
زينب. ب