كانت سنة 2018 سنة غير عادية بالنسبة للمؤسستين العسكرية والأمنية بالبلاد، اللتين شهدتا تغييرات جذرية لم تعرفهما منذ 2005، حيث تمت خلال هذه السنة إقالة العديد من الجنرالات، وقادة النواحي العسكرية وإدخال عدد منهم السجن، ثم الإفراج عنهم مؤقتا، وتنحية المدير العام للأمن الوطني وعدة ضباط سامين آخرين، إضافة إلى إحداث تغييرات في سلك رؤساء أمن الولايات.
وقد بدأت أهم الأحداث التي شهدتها المؤسستان العسكرية والأمنية بإقالة اللواء عبد الغني هامل من مهامه كمدير عام للأمن الوطني أواخر جوان، قبل عشرة أيام من احتفاله بمرور ثماني سنوات على تنصيبه خلفا للراحل المغتال علي تونسي، ووسم مسار هامل، شخصيا، بحدثين بارزين هما، تصريحاته المثيرة حول مجرى التحقيقات والفساد في قضية الكوكايين، ليخلفه العقيد مصطفى لهبيري.
أما الحدث الثاني البارز يتعلق بتنصيب الغالي بلقصير قائدا جديدا للدرك الوطني، في بداية جويلية، خلفا للجنرال نوبة مناد الذي تم إنهاء مهامه بمرسوم رئاسي وأحيل على التقاعد.
وقد شهد شهر أوت “موجة” تغييرات في مؤسسة الجيش، حيث أنهى الرئيس بوتفليقة مهام اللواء محمد تيرش المدعو لخضر كمدير لأمن الجيش، وإنهاء مهام المراقب العام للجيش اللواء بومدين بن عتو، كما أنهى الرئيس مهام اللواء حاجي زرهوني كمدير مركزي للمعتمدية، وتعيينه في منصب مراقب عام للجيش، وتعيين اللواء علي سيدان قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال خلفًا للواء شنتوف الحبيب قائد الناحية العسكرية الأولى، كما أنهى كذلك مهام قائد الناحية العسكرية الثانية بوهران اللواء السعيد باي وإحالته على التقاعد لأسباب صحية قاهرة وتم تعيين اللواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية السادسة خلقًا له.
وفي منتصف سبتمبر أجرى رئيس الجمهورية، حركة تغيير واسعة على مستوى قيادة أركان الجيش، وهي التغييرات التي أكد فيها الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أنها سنة حميدة وتقليد راسخ، وفقا لمقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق ونهج التداول على الوظائف في قوات الجيش، وفي هذا الإطار، عين اللواء حميد غريس، أمينا عاما لوزارة الدفاع، خلفا للواء زناخري الذي أحيل على التقاعد، فيما أنهى الرئيس مهام قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر الذي أحيل بدوره على التقاعد ليعين اللواء سعيد شنقريحة خلفا له.
بالمقابل، أنهى رئيس الجمهورية مهام اللواء عبد القادر الوناس قائد القوات الجوية وأحيل على التقاعد وعوض باللواء حميد بومعيزة، كما عين اللواء، اسماعيلي مصطفى، قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة، حيث كان يشغل سابقا نائب قائد المنطقة العسكرية الثانية، فيما تم تعيين محمد تيبودلات، مديرا عاما للعتاد بوزارة الدفاع، إلى جانب تعيين علي عكروم مديرا عاما لدائرة الإمداد والتنظيم.
وفي إطار الحركة التي أقرها رئيس الجمهورية، ، تم تعيين اللواء عزوز نائبا لقائد الناحية الثالثة، كما عين اللواء الحاج بلعروسي قائد الفرقة 40 نائبا لقائد الناحية الثانية، فيما تم إنهاء مهام العميد رميل، مدير صندوق الضمان الاجتماعي العسكري، والعميد سمير راينية، قائدا للفرقة المدرعة 40،
إيداع جنرالات الحبس المؤقت قبل وضعهم تحت الرقابة القضائية
ومن أبرز الأحداث التي شهدتها الجزائر في 2018، إيداع خمسة جنرالات وعقيد في الحبس المؤقت في قضايا فساد، منتصف شهر أكتوبر، بعد أسابيع من تنحيتهم، حيث أمر قاضي التحقيق العسكري بولاية البليدة بإيداعهم الحبس المؤقت بعد مثولهم أمام المحكمة العسكرية، وهم القائد السابق للدرك الوطني اللواء مناد نوبة، والقائد السابق للمنطقة العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، والقائد السابق للمنطقة الثانية اللواء سعيد باي، ومدير المالية بوزارة الدفاع اللواء بوجمعة بودواور، والقائد السابق للمنطقة الرابعة اللواء عبد الرزاق الشريف.
وإلى جانب هؤلاء الجنرالات، أمر القاضي أيضا بحبس عقيد سابق عمل مديرا للمخابرات بمحافظة وهران، وكانت الاتهامات الموجهة إليهم هي “الثراء غير المشروع واستغلال الوظيفة السامية”، وتم سحب جوازات سفرهم، غير أنه وفي 5 نوفمبر تم إطلاق سراحهم، وتم وضعهم تحت الرقابة القضائية في انتظار محاكمتهم، وهذه لأول مرة تحدث في الجزائر أن يتابع جنرالات ضباط سامون في الجيش و يودعون السجن.
وقد يكون الحدث الأخير في هذه السنة التي لم يتبقى منها سوى يوم واحد، حركة التغييرات الواسعة التي قام بها المدير العام للأمن الوطني، العقید مصطفى لھبیري، في سلك رؤساء أمن الولايات منتصف ديسمبر الولايات، منها إنھاء للمھام، وتحويل لرؤساء 7 ولايات بنقلھم إلى ولايات أخرى.
ابرز نشاطات قايد صالح و تصريحاته المثيرة في 2018
ولعل من ابرز الأحداث أيضا التي شهدتها سنة 2018، فيما يتعلق بالمؤسسة العسكرية، نشاطات نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش، الفريق قايد صالح التفقدية عبر كل النواحي العسكرية وخاصة المرابطة على الحدود، و إشرافه شخصيا على عدد من التمارين البيانية التكتيكية لتقييم لمستوى أداء مختلف التشكيلات القتالية للجيش ومنها تمرين الأبرار البحري “طوفان 2018″ المنفذ بالواجهة البحرية الغربية و”صخر 2018″ بإقليم الناحية العسكرية الثانية و”اكتساح 2018″ بالناحية العسكرية الثالثة و” عاصفة 2018″ بالناحية العسكرية الرابعة و”الضحى” بالناحية العسكرية الخامسة، إضافة إلى خطاباته التي في عدد من المرات عبارة عن رد مباشر و أحيانا غير مباشر، على الأصوات التي تنادي الجيش للتدخل في السياسية، و التي أكد فيها أن الجيش يقوم بمهامه الدستورية المخولة له من قبل الدستور ولا يتدخل في الشأن السياسي.
رزيقة.خ