سجلت الجزائر مؤخرا تراجعا محسوسا في عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا وهذا على ضوء الأرقام المقدمة من طرف لجنة متابعة تفشي الوباء التابعة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حيث انخفضت قبل يومين إلى ما دون 400 حالة مؤكدة في اليوم، إضافة إلى استقرار عدد الوفيات.
منحت هذه الأرقام المقدمة يوميا من طرف الناطق الرسمي للجنة الوطنية العلمية لرصد ومتابعة تفشي الوباء، الدكتور جمال فورار، “بصيص الأمل” لدى الجزائريين على تراجع العدوى، خاصة وأن العدد بدأ بانخفاض الإصابات يوميا بعدما ارتفع خلال الأيام الماضية إلى عتبة ما فوق الـ500 إصابة، مؤشرات تفيد أن الحالة الوبائية بالجزائر في طريقها الى الاستقرار-حسب تحليلات المختصين- والأرقام المقدمة من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أكد خلال إشرافه على اشغال الندوة الوطنية للإنعاش الاقتصادي بقصر المؤتمرات بالعاصمة، أن “الجزائر على وشك القضاء على الوباء، وأن الطمأنينة عادت الى الجزائريين بعد الوضع الصعب الذي عاشوه مؤخرا بسبب الوباء”.
وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البروفيسور، عبد الرحمان بن بوزيد، بدوره أبرز أن الوضع مستقر في المستشفيات التي كانت تعاني من الضغط الكبير في الفترة الأخيرة بعد تزايد عدد الإصابات بالوباء، كما أن العديد من الولايات في الفترة الأخيرة لم تسجل أي إصابات خلال 24 ساعة الأخيرة، حسب ما صرح به الناطق الرسمي للجنة متابعة تطورات الوباء، فورار، ويطرح هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل هذا الوباء في الجزائر، خاصة وأن المختصين تحدثوا عن استقرار في الوضع الوبائي في الفترة الأخيرة.
وتنفس الجزائريون الصعداء، بعدما أقرت الحكومة الفتح التدريجي للشواطئ، المساجد، المقاهي والمطاعم وفضاءات الترفيه والتسلية، ابتداء من 15 أوت الجاري، حيث تهافت الجزائريون على هذه الفضاءات للترفيه والتسلية بعد أشهر من الحجر المنزلي.
مختصون يدعون لعدم التهاون والإلتزام الكامل بالإجراءات الوقائية
في السياق ذاته، أكد المختصون والأطباء أن نجاح الرفع التدريجي للحجر يتحمل مسؤوليته كاملة المواطنون، باعتبارهم العامل الأول في مدى احترام الإجراءات الوقائية والحد من انتشار الوباء، ما سيساهم في القضاء على الوباء في اقرب الآجال.
وشدد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث البروفسور مصطفى خياطي في تصريح له أن “أهم عامل يجب تعزيزه هو زرع الثقافة الصحية لدى المواطنين لأنها السبيل الوحيد لمواجهة الوباء والتغلب عليه”، قائلا: “ما الفائدة من تشديد إجراءات الحجر الصحي ومنع المواطنين من الخروج من البيوت في حين نراهم يتدافعون على المحلات التجارية ويتجمعون في الأحياء الشعبية ويقومون بالكثير من السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تنشر الفيروس وتساهم في تسجيل المزيد من الوفيات”.
ودعا خياطي المواطنين إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية الفردية لمواجهة الوباء وعدم الاعتماد على السلطات الوصية التي قامت بما عليها، مؤكدا أن إجبارية ارتداء الكمامة “قرار حكيم” ويجب إنجاحه مع احترام إجراءات التباعد.
من جهته أكد رئيس وحدة كوفيد بمستشفى الرويبة البروفيسور، كتفي عبد الباسط، للإذاعة الوطنية أن قرار السلطات العليا القاضي القاضي بإعادة الفتح التدريجي للمساجد والشواطئ والمتنزهات، “أمر مستحسن”، لكنه حذر من التراخي في التعامل مع وباء “كورونا” المستجد. وقال البروفيسور ذاته، إن “رفع الحجز الصحي جزىيا ليس معناه أن الوباء غير موجود، ومن جانبنا، كعاملين في المجال الصحي، سنواصل اتخاذ جميع الإحتياطات وسنظل نطالب المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية من تباعد وارتداء الكمامة وعدم التراخي”.
وفي نفس السياق كشف المدير العام للمصالح الصحية بوزارة الصحة، الياس رحال، عن تسجيل تراجع في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وفي حالات الاستشفاء، خلال الأيام الأخيرة، وأورد رحال، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه “تم تسجيل منحنى تنازلي لحالات الاستشفاء للمصابين بفيروس كورونا”. موضحا أن حالات الاستشفاء من الفيروس التاجي، انتقلت من 11730 حالة خلال 20 جويلية المنصرم، إلى 8200 حالة يوم 2 أوت الجاري، لتبلغ 5206 حالة خلال الـ20 من نفس الشهر. كما انتقل عدد الأشخاص الذين خضعوا للعناية المركزة، من 62 حالة خلال 20 جويلية الفارط، إلى 55 حالة خلال 2 أوت، ليصل إلى 42 حالة في 20 من ذات الشهر.
ومن جهته، كشف رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبوفاريك بالبليدة، محمد يوسفي، أن عدد حالات المتواجدة بمصالح العناية المركزة بذات المؤسسة، قد تراجعت من 70 حالة خلال جويلية، إلى 40 حالة هذه الأيام الأخيرة. وسمحت هذه الوضعية، من من توفير عدد من الأسرة بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمائة خلال الـ15 أيام الأخيرة، محذرا من أن “الوضعية يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه، إذا لم يلتزم المجتمع بالسلوكيات الاحترازية المتمثلة في احترام التباعد الجسدي والارتداء الضروري للكمامة”.
وأكد محمد يوسفي، أن “المعركة لم تنته بعد ما دامت الحالات المسجلة يوميا لم تبلغ بعد حدود الـ10 إصابات، مما سيسمح لمهني الصحة استعادة أنفاسهم وعودة النشاطات الطبية الأخرى والحياة بصفة عامة إلى مجراها الطبيعي”.
هذا وأرجع الناطق الرسمي باسم لجنة متابعة ورصد فيروس كورونا، جمال فورار، هذا الاستقرار النسبي في عدد حالات الاصابة والإستشفاء إلى انتشار الوعي في أوساط المجتمع. ويأتي ذلك، من خلال التزام فئات كثيرة بقواعد الوقاية المتمثلة خصوصا في التباعد الجسدي وارتداء الكمامة.
ف.س