قام وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، رفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، مساء أمس، بالجزائر العاصمة، بتكريم عدد من إطارات قطاع الصحة نظير جهودهم الجبارة في مكافحة جائحة كورونا (كوفيد 19)، وتضحياتهم الجسام لإنقاذ أرواح المصابين، إلى جانب تكريم مجموعة من حفظة القرآن الكريم خلال حفل أقيم بمناسبة إحياء ليلة القدر المباركة بثه التلفزيون الجزائري على قناته الخامسة للقرآن الكريم.
وشمل التكريم البروفسور أحمد مهدي الذي وافته المنية متأثرا بفيروس كورونا وهو يؤدي واجبه المهني ،وكذا الممرضة كريمة عزوق نظير جهودها في مكافحة هذا الوباء وآخرون. وبذات المناسبة، قام بلمهدي رفقة بن بوزيد بتكريم وزير الشؤون الدينية الأسبق، البروفسور امحمد بن رضوان الذي يرقد حاليا في المستشفى.
كما شمل التكريم أيضا مجموعة من حفظة القرآن الكريم المشاركين في مسابقة “الفائز المتميز” التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية هذه السنة عبر تقنية السكايب نظرا للظروف التي فرضتها جائحة كورونا، والتي شارك فيها 31 قارئا من 19 ولاية وفاز فيها القارئ محمد ارشاد مربعي من ولاية قسنطينة بالمرتبة الأولى، فيما نال عبد العزيز شكري من ولاية الجزائر وتوفيق عبد اللي من ولاية مستغانم مرتبتين الثانية والثالثة على التوالي.
وفي ذات السياق، تم تكريم الأساتذة الذين أشرفوا على هذه المسابقة والذين أشادوا بجهود وزير الشؤون الدينية في الحفاظ على هذه السنة الحميدة المتمثلة في مسابقات القرآن الكريم بالرغم من الظروف التي تعيشها بلادنا.
وفي كلمته خلال مراسم الحفل، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنه “ليست العبادة وحدها من يباركها الله في هذه الليلة المباركة، ولكن من أعمال الخير أيضا أن لا تدخل بلاء وأن لا تؤذي أحد من المسلمين بعدوى وأن لا تكون سببا في هلاك أحد”، مضيفا “لقد تعلمنا من تجاربنا و تاريخنا وموروثنا أن البلايا بتراء لا تدوم وإن كنا نؤخر يوم العيد أفراح أسرتنا الصغيرة فلأننا نؤمن إيمانا راسخا بأن أفراح وطننا أولى وأكبر وتقديم مصلحة الجماعة أولى من المصلحة الخاصة”.
كما شدد الوزير على أن “غدنا بحول الله يسر ونصر وفرح ومسرات، إذا استمرت حالة الوعي العالية في شعبنا وتحلى أبناء هذا الوطن بروح المسؤولية واستجابوا لكل التدابير الشرعية، الطبية والقانونية التي هي في صالح كل واحد منا، وهذه الاستجابة ينبغي أن تكون مضادة لشكوك المشككين وتربص المتربصين”.
وبالمناسبة، أشار بلمهدي إلى أن”حسن التصرف والتدبير في وقت مبكر بعد ظهور الفيروس في بلادنا قلل الخسائر والآثار إلى أبعد الحدود” مذكرا أن “الأمة قدمت خيرة أبنائها فداء للجماعة في صور من البطولة ذكرتنا بجيل الآباء والأمهات الصادقين من جيل الشهداء والمجاهدين، ولاح وجه التضامن والتآزر بين ابناء شعبنا الكريم في عطاء منقطع النظير في أبهى حلله وأرقى معانيه”.
“و أبانت هذه الأمة بهبتها وهي تقاوم الألم -يضيف الوزير – عن وعي رفيع بالمسؤولية لدى شرائح المجتمع كلها، إن هذا الوجه الجميل هو الذي نتطلع به لاستقبال غدنا المليء بالتحديات والرهانات ومواصلة مسيرة الإصلاح الوطنية”.
واحتفالا بليلة القدر المباركة، أكد بلمهدي أن “الجزائر تكرم أهل القرآن في صورة رمزية لنخبة ناجحة متميزة ومن خلال هؤلاء جميعا تزف أجمل الأمنيات والتحايا لحملة لواء كتاب الله عز وجل وهي تتطلع لمستقبل مشرق وواعد وتستعد بإذن الله لافتتاح الصرح الشامخ جامع الجزائر بما يمثله من رمزية ومركزية للإشعاع والمعرفة الحضارية”.