يعود الحديث مجددا عن فيلم العربي بن مهيدي، في الذكرى الثالثة والستون لرحيل الشهيد البطل، حيث كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني في زيارته لأم البواقي، أن الفيلم الذي يجرى إنجازه حول حياة الشهيد محمد العربي بن مهيدي (1923-1957) بلغ آخر مراحل إنجازه، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق نهائيا حول موضوع الفيلم خلال اجتماع أعضاء لجنة القراءة مع المجلس العلمي مؤخرا، واعدا بأن يكون العرض الشرفي لفيلم الشهيد العربي بن مهيدي بولاية أم البواقي مسقط رأسه.
ويستغرب الكثير من المهتمين بالشأن السينمائي، هذا التأخير الكبير، من قبل الجهات المعنية، خاصة وأن الضجة التي أثارها بدأت سنة 2018، وطول كل هذه المدة، لم يتوصل المعنيون إلى نتيجة، ما جعلته رهين صراع كبير، دار في الخفاء، في ظل صمت المخرج، وهي العوائق التي أخرت عرضه.
وكان الفيلم قد أثار جدلا كبيرا في الفترة السابقة، بسبب ما اعتبروه مغالطات كبيرة، سقط فيها المخرج بشير درايس، وكانت محل تنسيق كبير بين وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين للنظر مجددا في مضمون الفيلم، ليحدد المركز الوطني للدراسات و البحث حول الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر التحفظات التي أبداها بخصوص الفيلم الذي يتطرق إلى حياة الشهيد العربي بن مهيدي، والتي قامت لجنة المشاهدة بإعلام بشير درايس بها، ودعوته للنظر فيها بعين الاعتبار بموجب القانون حول السينما و العقد المبرم بين الطرفين” قبل بث الفيلم.
و تم تصوير الفيلم الذي اقتبسه للسينما عبد الكريم بهلول و كتب السيناريو مراد بوربون استنادا إلى شهادات لرفقاء العربي بن مهيدي وعائلته في الجزائر العاصمة، الأخضرية، بسكرة، بشار، بجاية و تلمسان و 30 % في استوديوهات بتونس حيث قام الفريق المكلف بالفيلم بإعادة ديكور سنوات 1940.
والفيلم استفاد من ميزانية قدرت بحوالي 520 مليون دج بتمويل متساوي لوزارتي الثقافة و المجاهدين إضافة إلى مساهمات المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين “العموميين و الخواص” أي غلاف مالي إجمالي يقارب 700 مليون دج.
وشارك في الفيلم خالد بن عيسى (في دور العربي بن مهيدي)، نبيل عسلي، إيدير بن عيبوش وآخرون، وهو العمل الذي أنتجته الشركة الجزائرية “la source Les films de” التي قدمت سابقا “رحلة إلى الجزائر العاصمة” لعبد الكريم بهلول كما شاركت في إنتاج “فضل الليل على النهار” للسينمائي الفرنسي ألكسندر أكادي.
و يعتبر العربي بن مهيدي شخصية فاعلة في الحركة الوطنية، ناضل ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، قبل أن يلتحق باللجنة الثورية للوحدة والعمل سنة 1954.كما يعد عضوا مؤسسا لجبهة التحرير الوطني بحيث كان خلال حرب التحرير مسؤولا على ناحية وهران ثم على المنطقة الحرة للعاصمة عقب مشاركته في مؤتمر الصومام سنة 1956.ونظم و نسق بن مهيدي العمليات الأولى للمنطقة الحرة للعاصمة ضد المستعمر الفرنسي، وأوقفه جنود الجنرال ماسو في 23 فيفري 1957 شهرا بعد إطلاق معركة الجزائر، ليتعرض للتعذيب ثم يغتال ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957 بأمر من الجنرال بول أوساريس.
صبرينة ك