باشرت الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات مع الحكومة الجزائرية للظفر بمشاريع استثمارية جديدة في السوق الوطنية، التي تشهد منافسة شرسة بينها وبين فرنسا، وكشفت مصادر حكومية مطلعة أن وزارتي التجارة والصناعة في الجزائر، تلقتا قبل أيام طلبات من مستثمرين أمريكيين أبدوا اهتمامًا بارزًا بالعديد من قطاعات الاستثمار في الجزائر بخاصة مجال صناعة السيارات والتجارة الإلكترونية.
وأشارت المصادر إلى رغبة عملاق صناعة السيارات “فورد” بالانتقال إلى الجزائر، حيث استفسرت الشركة من السلطات الجزائرية عن القوانين والشروط التي تتعلق بإرساء شركاء في هذا المجال. كما استقطبت التجارة الإلكترونية اهتمام المتعاملين الأمريكيين الذين عبّروا عن استعدادهم لمرافقة الجزائر في إطلاق التجارة الإلكترونية، لا سيما فيما يخص إزالة الطابع المادي للمعاملات التجارية من خلال وضع نظام السجلات الإلكترونية.
بالمقابل، أفادت ذات المصادر أن الحكومة أبدت تجاوبها مع الطلب الأمريكي حيث تعهدت بتقديم تسهيلات تضمنتها تشريعات جديدة على قانون الصحة الذي يسمح بتطوير الصناعة الصيدلانية بالإضافة إلى قانون التجارة الإلكترونية، وكذلك التعديلات المرتقبة على قانون المحروقات لتطوير الشراكة الطاقوية في مجال الطاقات الحفرية والمتجددة.
ويأتي التجاوب الايجابي للحكومة الجزائرية مع الطرف الامريكي في وقت تترقب الجزائر زيارة وفد من رجال الأعمال الأمريكيين في قادم الأيام لبحث سبل إقامة شراكات جديدة في الإنتاج والتوزيع بهدف الولوج إلى الأسواق الأفريقية.
وبلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وأمريكا 5 مليارات ونصف المليار دولار، تمثل فيها 3 مليارات و200 مليون دولار قيمة صادرات الجزائر نحو أمريكا، والتي لم تخرج عن نطاق المنتجات الطاقوية، فيما أكثر من ملياري دولار استوردتها الجزائر قمحًا وتجهيزات مختلفة، وتقلصت قيمة المبادلات التجارية مقارنة بسنة 2009 حيث وصلت إلى 22 مليار دولار بسبب استغناء أمريكا عن المنتجات الطاقوية الجزائرية بعد أن تحولت من بلد مستورد إلى بلد منتج
ويشترط الطرف الأمريكي تحسين مناخ الاستثمار عن طريق القضاء على العراقيل البيروقراطية والإدارية والقاعدة 49/51 التي لا تزال تؤرق المتعاملين الاقتصاديين الأمريكيين، مقابل رفع حجم استثماراته في الجزائر.
وتحولت الجزائر في السنوات الأخيرة إلى ساحة للتنافس الاقتصادي الفرنسي – الأمريكي بوصفها بوابة للقارة الأفريقية، وهو ما يترجمه نشاط سفيري البلدين في الجزائر، حيث كثف كل من السفير الفرنسي قزافيي درايانكور، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية جون ديروشي، من نشاطاتهما الدبلوماسية، وأطلقا جملة من اللقاءات “السياسية والنشاطات الاقتصادية” التي ميزتها تصريحات بارزة تناولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.
عمر ح