تم أمس تنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات، وتتكون من ممثلين لثلاث عشرة وزارة وإحدى عشر مؤسسة وطنية، تتكفل بمهام متابعة تنفيذ المخطط الوطني للوقاية من حرائق الغابات وحمايتها، كما تم وضع مخططات استباقية من قبل وزارتي الفلاحة والداخلية، بالتنسيق مع العديد من الجهات الرسمية والمجتمع المدني والسكان.
وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، في كلمة خلال إشرافه أمس رفقة وزير الداخلية والجماعات المحلية إبراهيم مراد، على مراسم تنصيب اللجنة، إنه تم إعتماد وتحديث خطة المكافحة الوقائية والنشطة ضد حرائق الغابات والطفيليات والأمراض التي تصيب الغابات، وتنسيق أعمال المنظمات المعنية، ووضع برنامج لجان حماية غابات الولاية في بداية كل حملة، مع القيام، في نهاية كل حملة، بدراسة واستغلال التقييم النهائي، على أساس التقارير التي تحال إليها من قبل لجان لحماية الغابات للولايات.
وأضاف الوزير أنه وفي ضوء حرائق الغابات التي سجلت خلال السنوات الأخيرة، تم تطوير إستراتيجية جديدة للوقاية والمكافحة ضد حرائق الغابات، من أجل ضمان التنسيق الفعال بين كافة الهيئات الرّسميّة من ناحية، ومن ناحية أخرى، إشراك المجتمع المدني بطريقة منظمة وكذلك السكان القريبين من محيط الغابات، من خلال خطة عمل متعددة القطاعات.
وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية تتضمن تحسين المعرفة و التوعية لمخاطر حرائق الغابات، تحسين فعالية التدخل الأولي، كما قال إن نظام الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لهذا العام 2023 المحضّر من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية يتركز على عدة أسس، فعلى الصعيد الوقائي، تمت تهيئة وصيانة الخنادق المضادة للحريق من قبل إدارة الغابات، وتهيئة و صيانة الخنادق تحت خطوط الضغط العالي من خلال مجمع SONELGAZ، وكذا تهيئة و صيانة حواف السكك الحديدية التي تعبر الغابات أو بالقرب منها، تهيئة و صيانة نقاط المياه.
كما نوه الوزير بالمجهودات الجبارة التي بذلتها وتبذلها الدولة من خلال البرامج المسطرة لفائدة قطاع الغابات، والتي خصّت 37 عمليّة بحجم مالي اجمالي يفوق 12 مليار دج والمتمثّلة في تهيئة وفتح المسالك الغابية والأشغال الحراجية وخطوط عوازل النار ومراكز المراقبة ونقاط المياه، والبرنامج التكميلي يخص أساسا عمليات تهيئة وفتح المسالك الغابية وخطوط عوازل النار ومراكز المراقبة ونقاط المياه، و إقتناء شاحنات مصهرجة وألبسة خاصة عازلة للنيران.
اجتماعات تنسيقية بين مختلف الهيئات والمؤسسات واطلاق برامج تحسيسية
وأكد هني أنه وفي إطار الإستراتيجية الوطنية المنوطة بحماية الغابات وتهيئتها لتسهيل التدخلات الوقائية، للمحافظة على الغطاء النباتي وتفعيل عمليات التدخل عند الضرورة، تم عقد العديد من اللقاءات التنسيقية والاستباقية منها، اجتماع تنسيقي مع مجمع سونلغاز، اجتماع تنسيقي مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والمشاركة في التمرين إلاداري الوطني “مكافحة حرائق الغابات والمحاصيل والواحات”، برنامج تدريبي للبحث في أسباب حرائق الغابات، وبرنامج تدريب توعوي للسكان المحليين حول الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها مع الحماية المدنية. المقرر من 14 إلى 17 ماي 2023. أي بمجموع إحدى عشر “إجتماع وطني، ورشة وبرامج تدريبية”.
تنصيب لجان عملياتية ولائية وبلدية ولجان سكان
أما على الصعيد التنظيم، فقال الوزير هني إنه وفي إطار هذه الحملة لسنة 2023 ، تم تنصيب 40 لجنة عملياتية للولاية لتنسيق العمليات وتعبئة وسائل المكافحة، كما تم تنصيب 468 لجنة عملياتية للدوائر تتولى تنسيق عمليات المكافحة على مستوى كل دائرة، و 1336لجنة عملياتية للبلديات لها دور في تنسيق إجراءات الرقابة على مستوى البلديات، من خلال تعبئة الوسائل اللازمة، وكذا تنصيب 2672 لجنة من لجان السكان تلعب دورًا مهمًا في منع حرائق الغابات، وزيادة الوعي، و والتنبيه والاستجابة الأوليّة لأيّ اندلاع الحرائق.
وعلى الصعيد العملياتي، فيما يخص حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات لسنة 2023 وضعت إدارة الغابات جهاز عملياتي متكون من: 387 برج مراقبة. 544 فرقة متنقلة42 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه 3523 نقطة مياه. و 748 ورشة عمل بتعداد 8294 عون قابلة للتجنيد في حالة الضرورة القصوى، بالإضافة إلى وسائل مجمع الهندسة الريفية الوسائل البشرية 8500 عامل والوسائل المادية المتمثلة في الجرارات. وشاحنات فتح الطرقات وشاحنات مصهرجة وجرارات مصهرجة.
وأشار هني أن السلطات العمومية مكنت قطاع الغابات من اقتناء وسائل جديدة للوقاية والتدخل، حيث تحصلت إدارة الغابات هذه السنة على 80 شاحنة من الوزن الخفيف المخصصة لمكافحة حرائق الغابات مما يرفع عددها إلى 324 شاحنة. مما يسمح بتدعيم الأرتال المتحركة.
وفي إطار العمل التوعوي، والتحسيسي والإعلامي تم بالنسبة لهذه الحملة، تطوير خطة إعلام و إتصال، تحت شعار: “حماية الغابات مسؤوليتنا جميعا “. وهو شعار يأتي ليخاطب وعي كل المواطنين على أهمية دور الجميع في الحفاظ على الموروث الغابي الوطني. وذلك بالإتصال مع كافة الجهات من المجتمع المدني، جمعيات، وسائل الإعلام وغيرها من الفاعلين من مختلف القطاعات.
كما تم تجنيد وحشد كافة الطاقات البشرية للقطاع على غرار السنة المنصرمة. بتجميد العطل السنوية لكافة الإطارات والعمال المعنيين. سواء التابعين لإدارة الغابات أو مديريات المصالح الفلاحية إلى غاية نهاية الحملة، أي 15 أكتوبر 2023.
استجار 6 طائرات قاذفة للمياه
من جانبه قال زير الداخلية ابراهيم مراد، إنه تمت مباشرة التحضيرات الجيدة للوقاية و مكافحة الرائق للموسم الحالي 2023، وأشار إلى اجتماع مجلس الوزراء الأخير، والذي تناول موضوع مكافحة الحرائق، حيث قال إنه تم اتخاذ قرارات، تعكس حرص الكبير رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للحفاظ على الثروة الغابية و العمل قصد تفادي الخسائر التي تم تسجليها خلال السنتين الأخيرتين و التي كانت كبيرة، سواء بشرية بوفاة 150 شخص، ومادية تميزت بحرائق مهولة مست بعدد كبير من الولايات ومساحة غابية محروقة بلغت 128الف هكتار و 17 مليار دينار خسائر في الثروة الزراعية و الحيوانية و السكنات.
وأضاف مراد في كلمة له بمناسبة تنصيب اللجنة، إنه ولتفادي ما حدث سابقا، وجب الاجتماع هذه السنة حرصا منا على اتخاذ إجراءات استباقية و تنبؤية ووقائية لمواجهة الحرائق 2023 وفق معايير و مقاييس دولية مضبوطة منها، مع مطلع جانفي كانت دعوة للولاة للتجند و التحضير المبكر للحملة الوطنية لمكافحة الحرائق و الشروع في إعداد و المصادقة و تفعيل على المخطط الولائي لمكافحة حرائق الغابات ل2023، و تم تنصيب كل اللجان على مستوى الولايات تم تنصيبها.
كما أشار مراد إلى تنصيب ثلاث قوات جهوية للدعم لتغطية الجهات الثلاث للبلاد، شرق، وسط، غرب، مع وضع ثلاث مطارات مهيئة للطائرات الخاصة بإطفاء الحرائق بكل من مطار بجاية و عنابة و الشلف، كما سيتم توظيف عمال موسميين لتعزيز اليقظة و التدخل الأول بالتنسيق مع مصالح الغابات.
كما أكد الوزير أن العمليات التحسيسية تم إطلاقها لهذه السنة مبكرة بداية من 26 أفريل بالتنسيق مع المجتمع المدني و المواطنين لتوجيه المواطن للتصرف الصحيح و السريع في حال وقوع حرائق، و كيفية التصرف، ولتحسيسيهم بالتصرفات الخاطئة التي تؤذي إلى نشوب الحرائق.
كما أشار الوزير مراد إلى العمل و التنسيق مع وزارتي الفلاحة و الأشغال العمومية لاستمرار في تجسيد العمليات، ومنها فتح المسالك الغابية لتسهيل عملية التوغل و التدخل على مستوى على أية نقطة غابية بمختلف الوسائل البرية التي تمتلكها الوزارة، وكذا تنقية حواشي الطرقات من الأعشاب لكي لا تشكل مصدرا لنشوب ولانتقال الحرائق للسكنات القريبة منها.
كما كشف مراد عن التجميد المؤقت لإنتاج مادة الفحم لما تشكله من مخاطر على المساحات الغابية، و استجار 6 طائرات قادفة للمياه مرفقة بطاقم تقني للملاحة الجوية، و التي ستصل إلى البلاد خلال الأسابيع لقليلة القادمة، حيث قال إن هناك فريقا سيتنقل إلى عين المكان ليتفقد جاهزية هذه الطائرات، وسيتم توزيعها على مطارات عنابة الشلف و بجاية ليكون التدخل سهل .
وقال مراد إن مصالح الدرك الوطني أبدت جاهزيتها على مرافقة هذه العمليات من خلال تسخير 22 طائرة هيليكوبتر تابعة لها في عليات الاستطلاع المراقبة و الإجلاء، وأشار إلى أن الرئيس تبون أعطى تعليمات لمساهمة وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة للتفكير في استعمال طائرات الدرون للتغطية و المراقبة للمناطق الغابية .
كما ذكر الوزير بالمساعي الحثيثة التي بذلت من أجل اقتناء 4 طائرات، ستصل طائرة واحدة شهر جوان المقبل يمكنها التزود من مياه البحر.
رزيقة. خ