تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها الغاشم على قطاع غزة، لليوم الـ 72 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع شن أحزمة نارية وارتكاب مجازر ضد المدنيين، في إطار جريمة الإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.
وداهمت قوات الاحتلال الصهيوني، عددا من المنازل في مدينة “طولكرم” ومخيم “نور شمس”، أمس ، وسط دوي انفجارات إطلاق نار مكثف في العديد من الأحياء، وتم قصف أحد المواقع بطائرة مسيرة، وجرى اعتقال عدد من الأشخاص.
ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على أسطح البنايات العالية، وفي الوقت ذاته، تمركزت دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة في مختلف حارات المخيم وتحديدا في مناطق جبل النصر، وشارع المسلخ، وحارات المنشية والمحجر والقلنسوة، في الوقت الذي خربت فيه جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية للمخيم عبر تجريف البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ضواحي شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحي الإسكان في ضاحية اكتابا، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها وأخضعت سكانها للاستجواب، وقامت بتكسير المركبات المتوقفة في المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت، في وقت متأخر من مساء أول أمس السبت، مدينة “طولكرم”، من الجهة الغربية، مرورا بشارع المحاكم والسكة، باتجاه شارع نابلس بمحاذاة مخيم طولكرم، ودفعت تلك القوات بتعزيزاتها العسكرية من حاجز مستعمرة “عناب” شرقا، مرورا من بلدة عنبتا باتجاه المدينة.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على مخيم نور شمس شرق المدينة، ودفعت بجرافاتها والياتها العسكرية على شارع نابلس ودوار ومدخل ضاحية اكتابا باتجاه المخيم، في الوقت الذي دارت فيه مواجهات عنيفة أطلق خلالها الأعيرة النارية بكثافة.
وأفاد شهود عيان باندلاع حريق كبير في ساحة مخيم نور شمس بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني، بينما دعت مساجد طولكرم عبر مكبرات الصوت، المواطنين للتصدي لاقتحام قوات الاحتلال للمدينة ومخيم نور شمس والدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم.
وفي تطور لاحق، قصفت طائرة مسيرة للاحتلال موقعا في حارة المنشية بمخيم نور شمس، دون أن يتسنى معرفة طبيعة المكان المستهدف، وإذا ما خلف هذا القصف أية إصابات أم لا.
واعتقلت قوات الاحتلال شابا من منزله في ضاحية اكتابا شرق طولكرم، والمسعف هاني بنان صوان (27 عاما)، من سيارة الإسعاف التي كان متواجدا فيها على مدخل مخيم نور شمس، علما بأنه أسير محرر.
هذا وقالت وزارة الصحة الفلسطينية, أول أمس , أن عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من 19088, والجرحى إلى نحو 54450, منذ بدء العدوان الصهيوني الشامل على قطاع غزة والصفة الغربية في السابع أكتوبر الماضي.
وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي الذي أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا), أن نحو 18800 فلسطينيا ارتقوا في قطاع غزة, 70% منهم من النساء والأطفال, كما أصيب أكثر من 51 ألف فلسطينيا, مع وجود عدد كبير في عداد المفقودين.
ولفتت إلى أن من بين الشهداء, أكثر من 300 من العاملين في القطاع الصحي و86 صحفيا ونحو 35 من طواقم الدفاع المدني و135 موظفا في الأونروا.
كما أشارت إلى أن هناك 11 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي وقادرة على قبول مرضى جدد, رغم محدودية الخدمات.
لجنة الكنائس في فلسطين:
على العالم التحرك لوقف الإبادة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة
وأدانت لجنة شؤون الكنائس في فلسطين، استمرار الصمت على جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، واخرها الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بدهس خيام ودفن عشرات الجرحى والمرضى والنازحين وهم أحياء في ساحة مستشفى “كمال عدوان” شمال قطاع غزة بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف الفظائع المروعة.
وأكدت اللجنة – في بيان صحفي – أن هذه الإبادة ما كانت لتستمر لولا تعطيل قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، ولولا امتناع وتلكؤ المحكمة الجنائية الدولية عن القيام بدروها في محاسبة ومعاقبة الجناة من قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين والعسكريين على جرائمهم.
وأدانت اللجنة، جريمة قصف طيران الاحتلال لجمعية الشبان المسيحية، الذي أدى إلى إيقاع عشرات الضحايا بين شهداء ومصابين، كما أدانت استهداف قناصة جنود الاحتلال للنازحين في كنيسة العائلة المقدسة، ما أدى إلى استشهاد سيدة وابنتها وإصابة عدد من النازحين بينهم حالات خطرة، كما استهدفت دبابات الاحتلال دير راهبات الأم تريزا (مرسلات المحبة) الذي يأوي أكثر من 54 شخصا من ذوي الإعاقة، وهو داخل أسوار الكنيسة وتمّ تدمير خزان الوقود والمولّد الكهربائي، ولحقت أضرار بالدير، كما تم استهداف نفس الدير وجعله غير صالح للسكن، ما اضطر ذوو الإعاقة لمغادرة البيت وحال دون وصولهم إلى أجهزة التنفس التي يحتاجها بعضهم للبقاء على قيد الحياة، كما تم تدمير الألواح الشمسية وخزانات المياة التابعة للدير.
وقالت اللجنة إن الكيان الصهيوني يستهدف كل شيء في قطاع غزة، بما في ذلك الكنائس والمؤسسات الاجتماعية التابعة لها، مشيرة إلى أن مواصلة الاحتلال استهداف المستشفى المعمداني وهو الوحيد المتبقي في شمال غزة، الذي يتعرض لمحاولات متواصلة لاقتحامه، حيث تم تدمير أجزاء من الكنيسة في داخله، كما يحاصر الاحتلال محيط كنيستي الروم الارثوذكس واللاتين في حي الزيتون.
وأكدت اللجنة أن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي التي تمنع وتجرم استهداف أماكن اللجوء والايواء والمستشفيات، مشيرا إلى أن هذه جريمة تضاف إلى سلسلة جرائمه المتواصلة واستهدافه للمدنيين والعزل.
وطالبت اللجنة كنائس العالم بضرورة التحرك والضغط على حكومات دولها لوقف اطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة الاحتلال، مضيفة أن الجرائم والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية والقدس المحتلة تفرض على العالم أجمع بدوله ومؤسساته خاصة الأمم المتحدة أن تكون حازمة في قرارتها واجراءاتها تجاه ما يقوم به الكيان الصهيوني من انتهاك للقوانين الدولية ومحاسبة مجرمي الحرب من الصهاينة.
حماس: “لا مفاوضات مع الاحتلال الصهيوني قبل وقف إطلاق النار”
كما أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس), أمس , أنه لا مفاوضات مع الاحتلال الصهيوني قبل وقف كلي لإطلاق النار في قطاع غزة و وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي أمام أنظار العالم.
وأكد القيادي في حماس, محمود المرداوي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن ” هناك اتصالات كثيرة و متنوعة من قبل الوسطاء بوفد الحركة المكلف بالتفاوض و الذي يقوده نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة و مسؤول العلاقات العربية و الإسلامية أسامة حمدان, لكن الموقف الذي يبلغه الأخير للوسطاء و بشكل دائم و حاسم و لا عودة عنه, هو وقف قتل الشعب الفلسطيني قبل كل شيء, ثم الذهاب إلى مفاوضات نتفق فيها على الشروط تحت رعاية الوسطاء و ستلتزم بما سيتم الاتفاق عليه شريطة أن يلتزم العدو”.
وأضاف: “مادام الشعب الفلسطيني يتعرض لهذه الابادة الجماعية فلا يمكن أبدا الدخول في مفاوضات”, مردفا “ما فائدة التفاوض من أجل إعادة الأسرى و الشعب الفلسطيني يقتل”.
وأكد في السياق أنه “إذا أراد العدو الصهيوني استرجاع ما تبقى من أسراه, لأنه يتعمد قتلهم, فنحن جاهزون, لكن لا مجال لاستقبال أي عرض لا يتضمن وقف إطلاق النار بشكل واضح وصريح”.
و جدد المرداوي التأكيد على أنه “يتوجب على الاحتلال الصهيوني أولا وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة قبل الحديث عن أي مفاوضات من خلال الوسطاء لإبرام صفقة جديدة بخصوص الأسرى أو التفاوض على أمور أخرى” .
بدوره, أكد القيادي في حركة حماس, أسامة حمدان في تصريحات صحفية, أن “الاحتلال لن يستعيد أسراه إلا بعد توقف كامل للعدوان وبصفقة تبادل وفقا لشروط المقاومة”.
ف. س/ وأج