السبت , ديسمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / في ظل تقاعس الجهات الرسمية في البلدين:
تواصل معاناة اللاجئين السوريين في الحدود الجزائرية المغربية

في ظل تقاعس الجهات الرسمية في البلدين:
تواصل معاناة اللاجئين السوريين في الحدود الجزائرية المغربية

• مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب يبحث حل الأزمة الإنسانية
تتواصل معاناة اللاجئين السوريين العالقين على مستوى الحدود بين الجزائر والمغرب بمنطقة فكيك أقصى الحدود الشرقية للمملكة وهذا على قلتهم وهم حوالي 54 شخص، حيث أن هذه القضية كادت أن تتحول إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، في وقت كانت كل الظروف مواتية لحل القضية عبر قنواتها الدبلوماسية والإنسانية لأنها بالدرجة الأولى قضية متعلقة بالجانب الإنساني.
تنقل وسائل الإعلام الدولية الكثير من معاناة أكثر من 50 سوريا من بينهم عائلات بأكملها من بينهم نساء وأطفال يفترشون العراء والخيام في منطقة صحراوية جافة معروفة بمناخها الصعب، في وقت دقت جمعيات حقوقية مغربية ناقوس الخطر حول الوضع الذي يتواجد فيه هؤلاء الأفراد الذين وجب التعامل معهم في إطار إنساني بدل تبادل التهم بين الحكومتين ومحاولة إلصاق تهمة الإهمال ببعضهم الأمر، وترى وسائل الإعلام أن الأمل ضئيل في إنهاء مشكلتهم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعبر التنسيق المحلي لدعم العالقين بالحدود الجزائرية المغربية –ضواحي فكيك- المغربية عن ” إدانته الشديدة للتعامل اللاإنساني الذي يتعرض له اللاجئون السوريون العالقون بالحدود المغربية الجزائرية “، مبرزا في بيان له نقلته بعض الصحف المغربية أن ” الوضع الإنساني لهؤلاء جد محرج “، وناشدت المبادرة المحلية ” الهيئات الوطنية والدولية المختصة باللاجئين، بالتدخل السريع لتسوية وضعية هؤلاء النازحين، كما دعت “الجهات المعنية إلى الرفع الفوري للحصار، ووضع حد لمعاناة العالقين على الشريط الحدودي “، وعبر التنسيق المحلي عن امتعاضه الشديد من المقاربة الأمنية التي تم اعتمادها في معالجة هذا الملف من طرف سلطات المغرب والجزائر، واصفا الأمر بأنه “حصار غيبت فيه كل الشروط الإنسانية المكفولة للاجئين حسب ما تنص عليه مواثيق المعاهدات الدولية، واعتبارا لما تقتضيه الضرورة الأخلاقية والإنسانية من استعجال يتناسب ورفع الحصار الفوري على اللاجئين العالقين “.
كانت حاضرة في عين المكان، والتقت نشطاء حقوقيين محليين فإن وحسبما نقلته تقارير إعلامية اللاجئين السوريين المتواجدين في المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر، يعيشون ظروفا صعبة بسبب الطقس الحار والجوع، خاصة الأطفال الصغار، وذكرت ذات الجهات أن ” السكان يعمدون إلى جمع الطعام وتمريره بطرقهم الخاصة إلى حيث يتواجد اللاجئون السوريون، من أجل الإبقاء على حياتهم “. مثلما قام نشطاء محليون برفع تقارير إلى مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب، يحذرون من خلالها من المأساة الإنسانية التي تهدد حياة اللاجئين السوريين، الذين لم تقبلهم سلطات البلدين، مما يعرض حياتهم لخطر داهم، وأكد مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن هناك تنسيقا يهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة، ويراعي مسؤولية كل طرف في الملف.
ونقلت صحيفة ” القدس العربي ” الصادرة في لندن مقالا للكاتب الصحفي توفيق رباحي، انتقد من خلاله تعامل الحكومتين مع ملف اللاجئين السوريين على قلتهم، وكتب قائلا ” لأن حكومتي الجزائر والمغرب، فوق أنهما غير جاهزتين (من كل النواحي والأصعدة) لموضوع اللاجئين السوريين وغير السوريين، تترصد إحداهما للأخرى بشكل لا يمكن أن يؤدي إلا إلى أزمة ويزيد الوضع سوءا “، مضيفا أنه ” كان بإمكان البلدين استقبال تلك المجموعة من اللاجئين وإيوائهم وترتيب حياتهم إلى نوع من الكرامة والأمان. وهناك فعلا لاجئون سوريون بالمئات يعيشون في البلدين، لكن كلتا الدولتين رفضتا الـ54، لأن الواحدة منهما تسعى للإساءة إلى الأخرى أمام الرأي العام الدولي من خلالهم وبهم “.
وشكل ملف اللاجئين السوريين المترامين في أقصى الحدود بين الجزائر والمغرب موضوع اتهامات مباشرة بين مسؤولي البلدين، وصل الحال بالوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المغربي، عبد الكريم بنعتيق، للقول أن الجزائر مستعدة للدفع بآلاف اللاجئين السوريين نحو المغرب كما أن هؤلاء اللاجئين يتواجدون فوق أرض جزائرية، بينما أكدت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن هؤلاء اللاجئين عالقون داخل أراض مغربية، وبالتالي نزعت بن حبيلس عن الجزائر أي مسؤولية في التكفل بهؤلاء اللاجئين المتشردين في الصحراء في ظروف أقل ما يقال عليها بغير الإنسانية.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super