نظّم المركز العربي الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، أول أمس بتونس مؤتمراً تحت شعار: عناصر داعش : “ما بعد سوریة والعراق”، حضره خبراء أمنيون وباحثون وعسكريون من الجزائر والمغرب ومصر ومالي والسودان والتشاد.
وكشفت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس، بدرة قعلول، أن 143 إرهابياً دخلوا تونس منذ نحو أسبوعين من ليبيا عبر الذهيبة وبرج الخضراء.
وتحدثت قعلول عن خطر كبير داهم يتربص اليوم بشمال أفريقيا، وخاصة بتونس والجزائر. و أشار الخبراء الى أن “العناصر الداعشية تتنقل من ليبيا إلى النيجر ثم إلى مالي، وأنها وصلت إلى بوركينا فاسو في إعادة نشر وتوزيع .
وأفادت قعلول بأن تنظيم “القاعدة” المتمركز، الذي كسب الميدان في شمال أفريقيا وخط الساحل والصحراء، يسعى الآن إلى تطعيم عناصره بأخرى قادمة من سورية والعراق، و”هي عناصر متدربة ومتمكنة من آليات الحرب والقتل”، مضيفة أن “ليبيا تضم 216 مليشيا تتعامل معها “القاعدة”، وكذلك الدول التي لها مصلحة في أن تبقى ليبيا في فوضى، وأن يعم الدمار دول شمال أفريقيا .
وقالت إن “ما تم استشرافه في عام 2015 حول إعادة نشر التنظيمات الإرهابية في شمال أفريقيا تحوّل إلى واقع”، مشيرة إلى اتفاق المسؤولين الأمنيين على أن “عناصر “داعش” باقون في المنطقة وسيشكلون خطراً كبيراً في المستقبل.
وتشترك مع ليبيا ستة دول،تعد المتضرر الأول من تراجع الأمن بهذا البلد الجار،وهي الجزائر تونس السودان وتشاد والنيجر ومصر.
و تأتي دول جوار أيضا مثل المغرب وموريتانيا ومالي في الدائرة الثانية المحيطة بليبيا، ويمكنها أن تكون هدفا قريبا لانتقال الجماعات الإرهابية أيضا.
وتوجد الجزائر في قائمة الدول الأكثر تضررا من اضطراب الأمن في ليبيا، خاصة بعد تمركز الجماعات الإرهابية والإجرامية بجنوبها، الذي يهدد المنطقة برمتها..
وبعد تراجع تنظيم داعش في سوريا والعراق وتداول أنباء عن تمركزه في الجنوب الليبي لتفجير المنطقة ،تتخوف دول الجوار من تحول المنطقة إلى بؤرة جديدة للإرهاب في العالم.
وتشير معلومات إلى انتكاسة هذا التنظيم بأراضي سوريا والعراق خاصة بعد الاجتماع الأخير الذي جمع ايران وتركيا وروسيا والذي اعتبر مؤشرا على قرب تسوية الأزمة في المنطقة وطرد التنظيم منها باعتبارها الدول الفاعلة في المنطقة ،وهو ما يرشح منطقة الجنوب الليبي لان تكون الملاذ المقبل لهذا التنظيم الإرهابي.
وتراقب الجزائر الوضع عن كثب وتحكم قبضتها على المناطق الحدودية وتدعو إلى تشجيع الحل الدبلوماسي بين كل أطراف الصراع وتشجع دول الجوار على دعم الحل السلمي لتجنيب ليبيا مزيدا من الانهيار..
كما تتابع دول الجوار الليبي الوضع باهتمام بالغ وفي مقدمتها مصر وتونس ،وتريد هذه الدول التوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف السياسية في اقرب الآجال .
بينما تنظر تشاد والسودان والنيجر الى ليبيا كبرميل متفجر يهدد الجوار وتريد تفعيل العمليات العسكرية للقضاء على الإرهابيين بالجنوب الليبي الذي يشترك معها في اقرب وقت ممكن .
وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا ودول الاتحاد الأوربي إلى التواجد على مقربة من الأزمة الليبية للاشتراك في العمليات.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، مقالا تحت عنوان ” الولايات المتحدة تضرب هدفًا للقاعدة في جنوب ليبيا، وتوسع حرب الظل هناك “.
وذكر البنتاغون أن “منطقة “أوباري” التي استهدفتها الضربات الأمريكية مؤخرا ،واقعة عند تقاطع التيارات الإجرامية والإرهابية القوية التي اجتاحت ليبيا في السنوات الأخيرة، على مسافة متساوية تقريباً من حدود ليبيا مع النيجر وتشاد والجزائر .
وقال أن رجال القبائل الحضارية في المنطقة متورطون بشدة في تهريب الأسلحة والمخدرات والمهاجرين غير الشرعيين عبر صحراء جنوب ليبيا.
وتحالف البعض منهم مع الميليشيات الإرهابية ، بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، التي تعمل عبرخط الجزائر ومالي والنيجر وليبيا.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / حسب المركز العربي الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية :
تونس تحذر من فرار 143 عنصرا من داعش إلى شمال إفريقيا
تونس تحذر من فرار 143 عنصرا من داعش إلى شمال إفريقيا
حسب المركز العربي الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية :
الوسومmain_post