تمثل تونس نقطة ارتكاز في الخطة الأميركية لمعالجة الملف الليبي، بعدما تحول خلال الفترة الأخيرة مركزا رئيسيا للقاءات قيادة أفريكوم ومسؤولين ليبيين في مقدمتهم فايز السراج.
وترى واشنطن في تونس النموذج الناجح الوحيد على قائمة البلاد التي شهدت انتفاضات شعبية منذ سنة 2011،وهي أيضا مركز ثقل استراتيجي مقارنة بمصر والجزائر.
فالعلاقات المصرية الأميركية مازال يشوبها بعض التوتر، وتقف روسيا في وسط هذه العلاقة، كما هو الحال مع الجزائر .
فبالنسبة لواشنطن فان تونس، التي تتمتع بعلاقات خارجية قوية مع فرنسا، والدول الأوروبية، فان وضعها يبدو مريحا بالنسبة للولايات المتحدة،خاصة وأنها تتعامل مع كافة الفرقاء الليبيين .
وفي نظر الأمريكيين فان الجزائر تميل نحو الإسلاميين، و أن مصر تدعم كفة المشير خليفة حفتر، وأن تونس بعيدة عن دائرة التأثير الروسي القوي.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، قد اجتمع في تونس بالجنرال توماس والدهاوسير،و القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا، السفير دونالد بلوم، وعدد من مسؤولي السفارة.
وأشار بيان لحكومة الوفاق الوطني الليبية ، أنّ الجانبين بحثا تطورات الموقف السياسي والأمني في ليبيا، وما شهدته العاصمة الليبية طرابلس في الآونة الأخيرة من أعمال عنف، والعلاقات الثنائية بين البلدين .
وأكد القائم بأعمال السفارة الأمريكية ، التزام الولايات المتحدة بدعم حكومة الوفاق الوطني، في مواجهة الإرهاب ، مندّدًا بالهجوم الذي استهدف مؤخرًا مقر المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بالعاصمة طرابلس.
وفي سبتمبر الماضي، انعقدت للمرة الأولى في تونس ندوة إقليمية حول الاستخبارات العسكرية لدول شمال وغرب أفريقيا، وهذا دليل على دور تونس المحوري بالنسبة لواشنطن .
ونظمت الندوة المؤسسة العسكرية التونسية بالتعاون مع القوات الأميركية بأفريقيا بحضور ممثلين عن 13 دولة وممثلي أفريكوم وسفير الولايات المتحدة الأميركية بتونس.
وتشدد الحكومة التونسية أن الأهداف المعلنة من هذا التعاون لا يتخطى حدود التدريب والاستفادة من قدرات العسكرية لقوة كالولايات المتحدة وأنه لن يؤثر على لسيادتها الوطنية أو استقلالية القرار الوطني. فيما تؤكّد واشنطن أن هدفها من هذا التعاون مد يد المساعدة للدول التي تتعرّض لخطر أمني كتونس.
ر.م