جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تتجه تونس لاقتفاء آثار المملكة المغربية وتقديم أوراق اعتمادها لمنظمة دول غرب إفريقيا الاقتصادية للانضمام لهذا التكتل الاقتصادي الإفريقي في وقت يعيش فيه الإتحاد المغاربي مرحلة جمود كبيرة بالنظر إلى الخلافات السياسية التاريخية بين أعضائه إضافة الوضع الأمني غير المستقر في ليبيا.
نقلت إذاعة مونتي كارلو الفرنسية في مقال على موقعها أمس، أن ” المملكة المغربية تستعد للانضمام رسميا إلى المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب أفريقيا في ديسمبر المقبل وذلك تنفيذا للموافقة المبدئية التي حصلت عليها في شهر جوان الماضي في قمة منروفيا بليبيريا “، مضيفاً ” وعلى خطى المغرب، قدمت تونس بدورها طلبا رسميا للانضمام إلى هذه المجموعة، وتأمل أن يتم ذلك في القمة المقبلة نهاية هذا العام “.
وتساءل الموقع إن كان ذلك حج إفريقي على حساب الاتحاد المغاربي أم منافسة مغربية تونسية؟، مضيفا أنه ” لا أحد يمكنه أن ينفي وجود منافسة تونسية مغربية سواء في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو في العلاقات مع أفريقيا وتعود هذه المنافسة في جانب كبير منها إلى التشابه الكبير في اقتصاديات البلدين. فهي اقتصاديات غير نفطية وتعتمد على تصدير نفس المنتوجات من مواد زراعية وأدوية وفوسفات بالإضافة إلى الدور الحيوي للسياحة. كما يعد استقطاب الاستثمارات الأجنبية وبخاصة في الميدان الصناعي من بين أهم مجالات المنافسة بين البلدين “.
وفي ذات السياق يطرح هذا الإنسياق المغربي والتونسي نحو منظمة اقتصادية مهمة، تساؤلات حول خيارات الدول المغاربية لمواجهة أزماتها الإقتصادية بالتوجه إلى إفريقيا خاصة من طرف تونس والمغرب، هذه الأخيرة التي عادت مؤخرا إلى مقعدها بالإتحاد الإفريقي بعدما غادرته لقبول عضوية الصحراء الغربية فيه، غير أن السؤال الأكثر إلحاحا تقول الإذاعة الفرنسية ” هنا يتمثل في معرفة خلفيات هذا التوجه الأفريقي للبلدين والحال أن الاتحاد المغاربي قائم رسميا “. مستطردة في نفس الوقت ” ولا نعتقد أنه من باب المزايدة الخطابية هنا القول بأن هذا التوجه يعني إقرارا بموت الاتحاد المغاربي. فهذا الهيكل مشلول سياسيا بسب الخلاف المغربي الجزائري، وهو مشلول اقتصاديا نتيجة هذا الخلاف ونتيجة عدم استقرار الأوضاع في ليبيا “.
والحقيقة أن رغبة تونس في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تطرح أكثر من تساؤل وتبين أن هناك فقدان أمل بالنسبة لهذه البلدان في منطقتها، بما أن تونس لا تتمتع باقتصاد قوي يمكنه من تجسيد شراكة حقيقية مع هذه الدول مقارنة بالمغرب التي تحظى بتوافق سياسي وتاريخي واقتصادي متجذر مع هذه الدول ويتزامن هذا الأمر مع عودتها إلى مقاعد الإتحاد الإفريقي، في الوقت الذي تبقى الجزائر تهتم بعلاقات تاريخية وسياسية مع بعض الدول الإفريقية، ثم لا يمكن إغفال الدور الفرنسي في المنطقة وتبعية دول غرب إفريقيا التامة لفرنسا ما يجعل مرة أخرى المهتمين بالشؤون المغاربية للتأكيد على ضرورة جبر الخواطر بين دول المغرب الكبير والتوجه نحو تأسيس كيان مغاربي موحد باقتصاد تكاملي بين أعضاءه للخروج من جميع الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
إسلام.ك